نبض أرقام
16:02
توقيت مكة المكرمة

2024/05/26

كيف خسرت "هواوي" معركة العلاقات العامة مع الغرب؟.. أهي أزمة ثقة؟

2019/02/25 أرقام

استقال مدير قسم العلاقات العامة والحكومية لدى "هواوي" في الولايات المتحدة "ويليام بلامر" منذ ما يقرب من عام، وتزامن ذلك مع سقوط الشركة الصينية في فخ اتهامات أمريكية تتعلق بصناعاتها، وفقا لـ"فاينانشيال تايمز".
 

ويرى مراقبون أنه كان من الصعب عدم الإطاحة بـ"بلامر" بعد الهجوم الشديد الذي تعرضت له "هواوي" ليس فقط في الولايات المتحدة بل في دول غربية واتهامات وجهت إليها بأن منتجاتها تستخدم في التجسس بالإضافة إلى اتهام الشركة الصينية بسرقة أسرار تجارية.

 

 

الشرق سيظل مشرقاً

 

- في ظهور تلفزيوني نادر، أطلق مؤسس "هواوي" "رين تشينج في" تصريحات نفى من خلالها أي اتهامات للشركة وصرح علانية بأن الولايات المتحدة لا يمكنها سحق "هواوي".

 

- أضاف "شينج في" – المهندس السابق بالجيش الصيني – أنه لو انطفأ النور من الغرب، سيظل الشرق مشرقاً..مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تمثل العالم، وتعد هذه التصريحات هجوماً مضاداً لدرء أي اتهامات.

 

- جاءت تصريحات مؤسس "هواوي" قبيل المؤتمر العالمي للجوال – الذي يعد أكبر ملتقى سنوي يتعلق بالصناعة – والذي تحضره الشركة الصينية لعرض أحدث منتجاتها المنافسة للآخرين.

 

- يرى محللون أن رسالة "تشينج في" كانت خاطئة وانطلقت في الوقت الخاطئ، وربما سيكون مناسباً لو أطلقت قبل خمس سنوات حيث إن النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة لا يزال قائماً.

 

- رغم التكهنات بتوقيع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على أمر تنفيذي بحظر الشركات في بلاده شراء أي مكونات من "هواوي"، إلا أنه نشر تغريدات مؤخراً ربما تهدئ الأمور.

 

- أفاد "ترامب" بأن الولايات المتحدة لا يجب عليها حظر أي شركات من تطوير التكنولوجيا، ويجب أن تتفوق الشركات الأمريكية من خلال المنافسة لا عن طريق حظر الآخرين.

 

- طالب "ترامب" بتطوير أمريكا تكنولوجيا شبكة الجيل الخامس "5G" بل أيضاً تطوير "6G"، وربما تكون هذه التصريحات برداً وسلاماً ليس على "هواوي" فقط بل أيضاً على المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين وسط أنباء بأن الأمور تتجه نحو الأفضل.

 

 

ضغط غربي

 

- ليست المشكلة في أمريكا وحدها، بل في دول غربية لا سيما أن الولايات المتحدة تضغط على حلفائها كالمملكة المتحدة وأستراليا لحظر أعمال "هواوي" ومنتجاتها التكنولوجي لأسباب أمنية.

 

- ظهر الضغط الأمريكي جلياً عندما اعتقلت السلطات الكندية ابنة مؤسس "هواوي" والمديرة المالية للشركة "مينج وانتشو" بتهم جنائية وطلبت واشنطن تسليمها، وذلك على خلفية اتهامها بخرق عقوبات دولية ضد إيران.

 

- قال أحد مسؤولي الشركات التي تعمل لصالح "هواوي" بأن كل هذه الاتهامات والأزمات التي تعرضت لها الشركة الصينية تجعل من الصعب عليها التعامل مع أي حكومات في دول غربية.

 

- تفاقمت الأمور بالنسبة لـ"هواوي" بسبب سوء إدارة الأزمة وعدم وجود نهج في إدارة وتحسين صورتها، كما يرى متخصصون في العلاقات العامة، ولم تفلح حتى الشركات التي فوضتها لإدارة الأزمة منذ تسعينيات القرن الماضي، ومن بينها "آي بي إم" و"باين كابيتال".

 

- يرى "بلامر" أن "هواوي" كانت تناور في التعامل مع الحكومات والمستشارين والشركات التي تفوضها، فكانت تأخذ النصيحة ولا تعمل بها نظراً لعدم الثقة في أطراف غير صينية.

 

- من بين الشركات التي فوضتها "هواوي" لإدارة أزمة العلاقات العامة مع الغرب "كوهين جروب" التي ناقشت مع مسؤولي الاستخبارات الأمريكية كيفية تهدئة مخاوفهم الأمنية بشأن تكنولوجيا الشركة الصينية.

 

 

أزمة ثقة

 

- قال أحد مسؤولي "كوهين جروب" إن "هواوي" ضيعت عددا من الفرص لإعادة بناء الثقة مع الغرب بل دمرت أي خيط ثقة كان ممدوداً، وتأزمت الصورة بعد تصريحات مؤسس الشركة بشأن تعزيز وجودها في الشرق بعيداً عن الغرب.

 

- نشر "بلامر" كتاباً في سبتمبر تحدث فيه عن مدى استبعاد مسؤولين لدى "هواوي" في أسواق غربية من اتخاذ أي قرارات مهمة، كما أن مسؤولي الشركة حتى في الصين يخافون من "رين تشينج في"، وتسبب كل ذلك في سوء إدارة لملف العلاقات العامة في الخارج.

 

- تحدث "بلامر" أيضاً عن أنه حذر "هواوي" بشأن التعامل مع ادعاءات بأن الشركة ومديرتها المالية خرقا عقوبات أمريكية ودولية ضد إيران، ولكنه لم يتلق أي رد أو ردة فعل من مسؤولي الشركة – على حد قوله.

 

- ترى حكومات غربية أيضاً أن الثقة في "هواوي" متضررة بسبب ارتباطها بدعم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين فضلاً عن مساعدة الحزب بالتكنولوجيا التي تتيح له التجسس وخرق قواعد أمنية.

 

- رغم نفي "هواوي" أي مزاعم بالتجسس، إلا أن الفجوة ازدادت اتساعاً وفشلت كل محاولات العلاقات العامة في تحسين صورتها وإعادة بناء الثقة، وربما كانت الشركة سيئة الحظ لتزامن الأزمة مع النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

 

- قال أحد المسؤولين لدى "هواواي" في دولة أوروبية بأن القوة المتنامية للصين وتوسع شركاتها في الخارج تسببا فيما يشبه الغطرسة في بعض أوقات الأزمات – ومن بين ذلك أزمة "هواوي".

 

- صرح المتحدث الرسمي باسم "هواوي" بأن الشركة ستواصل تفسير أعمالها للآخرين لتهدئة مخاوفهم وسوف تسعى في نفس الوقت لتحقيق التواصل بين البشر وتطوير التكنولوجيا.

 

- ذكر مسؤول في الشركة الصينية بأن قسم العلاقات العامة في "هواوي" عليه العمل بشكل أفضل للتعريف بالشركة ومسؤوليها.

 

- رغم ذلك، يرى "بلامر" بأنه ربما فات الأوان بالنسبة لـ"هواوي" لإنقاذ الموقف من خلال العبارات أو التصريحات، فالشركة الصينية في حاجة لخطوات أكبر كإبرام اتفاق أمني مع الحكومة الأمريكية ودول غربية مثلا أو كالسماح بوجود مسؤولين أمريكيين داخل الشركة للمراقبة.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة