جورج قراعة رئيس الغرفة التشيكية العربية لـ "الخليج" : جمهورية التشيك مهيأة لاستقبال أنواع الاستثمارات الإماراتية كافة

أكد المهندس جورج قراعة، رئيس غرفة التجارة التشيكية العربية، أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والتشيك، موضحاً أن الشركات التشيكية تتمتع بالخبرات والكفاءات المتقدمة التي يمكن من خلالها التعاون والاستثمار مع نظيراتها الإماراتية .

وأضاف قراعة في حديث ل “الخليج” أن التشيك كبلد صغير، مساحته 78 ألف كم مربع فقط، وبتعداد سكان 10 ملايين نسمة، استطاعت أن تنافس وبنجاح أكبر دول العالم، بل والتفوق في العديد من المجالات .

وذكر أن تسيير الخطوط الجوية التشيكية، الناقل الوطني لجمهورية التشيك، 4 رحلات أسبوعية مباشرة لها إلى مدينة أبوظبي، قد لاقى ترحيباً لدى أوساط رجال الأعمال والشركات الصناعية والتجارية، وأغلب شركات السياحة في التشيك . وفي ما يلي نص اللقاء:


* ماذا تقدم التشيك لرجال الاعمال والمستثمرين في الإمارات؟
- إن التشيك دولة ضمت في خصائصها وميزاتها الكثير . فالطبيعة الخلابة سحرت الكثيرين وزادت من تعلقهم بهذا البلد الجميل، مثل جبال كركونوش شمالاً وجبال شومافا جنوباً، عدد الأنهار ومنابع المياه، غاباتها الكثيفة، أراضيها الخصبة، وموقعها المميز في قلب أوروبا . نضيف إلى كل هذا الصفات الإيجابية للشعب التشيكي، الذي أدرك دائماً أهمية إبراز مميزات هذا البلد، وتحويلها إلى أداة فاعلة لجلب الفوائد والنجاح في معظم المجالات الحياتية .

كما يزور العاصمة براغ أكثر من 6 ملايين سائح سنوياً حتى في السنوات العجاف للأزمة الاقتصادية العالمية . ولموقعها الجغرافي، كانت ومازالت أهم طريق للنقل البري عبر أوروبا وبكافة الاتجاهات .

وتعتبر جامعة كارل، أول جامعات وسط أوروبا أنشأها عام 1348 الملك كارل الرابع، أعظم ملوك تشيكيا .

كما يعد كل من موزارت، دفورجاك وسميتانا أكبر دليل على الأهمية الثقافية والفنية لهذا البلد .

بالاضافة إلى الاكتشافات العلمية والاختراعات الكثيرة ومنها على سبيل المثال العدسات اللاصقة للعيون . الأيدي التشيكية الذهبية، والتي جعلت المنتج التشيكي منافساً وعالي الجودة ومرغوباً .

واستطاعت التشيك كبلد صغير، مساحته 78 ألف كم مربع فقط، وبتعداد سكان 10 مليون نسمة، أن تنافس وبنجاح اكبر دول العالم، بل والتفوق في العديد من المجالات .

* بماذا تقيم واقع الاستثمار في التشيك؟
- الركيزة الأساسية لأي مستثمر دائماً هي الاستقرار في البلد، خاصة السياسي، إضافة إلى التشريعات المتعلقة بحقوق المستثمر وضمانات استثماره .

وإن انضمام الجمهورية التشيكية إلى الناتو ومن ثم إلى الاتحاد الأوروبي، عزز من استقرارها السياسي وتسبب في نقلة نوعية للتشريع فيها، وجعلها لا تختلف عن أي من بلدان الاتحاد الأوروبي . فالنظام السياسي برلماني، وفوز أي حزب أو تغيير الحكومة، لا يؤثر في سير البلاد ولا يتسبب في تغيير التوجهات الاقتصادية أو السياسية .

وقامت الحكومات التشيكية المتعاقبة على وضع برامج تحفيزية للاستثمار، الغرض منها مساعدة المستثمر المحلي وجلب وتشجيع الاستثمار الأجنبي، من ضمنها على سبيل المثال الإعفاءات الضريبية، إضافة إلى برنامج المساعدات المدعوم من الاتحاد الأوروبي، والذي يشكل حافزاً مهماً لأي مستثمر .

وإن التقدم العلمي والمهني للتشيك، والمستوى العالي للكفاءات فيها، يعد حافزاً استثمارياً مهماً، مع الأخذ في الاعتبار أن مستوى الأجور فيها مازال أقل من مستوى الأجور في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى .

* ما أبرز المجالات الاستثمارية المتاحة أمام رجال الأعمال في التشيك؟
- إن موقع الجمهورية التشيكية في قلب أوروبا، والجودة والمستوى الرفيع للمنتجات والصناعات التشيكية، يؤهل هذا البلد لكافة أنواع الاستثمار، من صناعات الحديد والصلب والصناعات الثقيلة الأخرى، إلى الصناعات الخفيفة والصناعات الغذائية، الخدمات الصحية، السياحة والفندقة، صناعات التكنولوجيا المتقدمة، المجالات الخدماتية، الثقافة والتعليم، ولا ننسى مجال الطاقة وإنتاجها .

ولعبت الجمهورية التشيكية، تاريخياً ومازالت، دور المصدر الناجح لموارد الطاقة إلى معظم دول العالم .

وإن التطور السريع للكثير من بلدان الاتحاد السوفييتي القديم، ومنطقة الشرق الأوسط والشرق، إضافة إلى العلاقات الوثيقة للكثير من الشركات التشيكية كمزودين ومكملين للشركات الألمانية وشركات غرب أوروبا، يعد فرصة مهمة لأي استثمار في الصناعات التصديرية . وإن الاستثمار الناجح في تشيكيا، والمبني على استخدام التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة، يمكن أن يكون طريقاً صحيحاً لاكتساب هذه التكنولوجيا ونقلها إلى البلدان العربية، مع ربطها الدائم وتواصلها للحصول على الجديد في نفس الوقت .

* ما أهمية تسيير رحلات جوية مباشرة للخطوط الجوية التشيكية بين ابوظبي وبراغ؟
- لقد لاقى تسيير الخطوط الجوية التشيكية، الناقل الوطني لجمهورية التشيك، 4 رحلات أسبوعية مباشرة لها إلى مدينة أبوظبي، ترحيباً لدى أوساط رجال الأعمال والشركات الصناعية والتجارية، وأغلب شركات السياحة في التشيك .

وبفضل التنسيق والتعاون مع شركة الاتحاد للطيران، لمس المسافرون عملياً خيارات جديدة وعروضاً معقولة، بإضافة العديد من وجهات السفر على برنامج الشركتين .

تعتبر الجمهورية التشيكية وعاصمتها براغ، إحدى نقاط الارتكاز المهمة في وسط أوروبا، إن كان صناعياً أو تجارياً أو سياحياً . وبفضل الموقع المميز للعاصمة براغ، والتي يعتبرها الكثيرون قلب أوروبا النابض، وضعت شركة الطيران التشيكية وشركة مطار براغ، استراتيجية تقوم على الاستفادة من هذه الميزة وجعل براغ منطلقاً لمختلف أنحاء أوروبا والعالم . وبهذا تكون براغ إحدى حلقات الوصل الجديدة، والتي تربط الإمارات وأوروبا والعالم .

ومن دون شك، فإن الإمكانات المتاحة لدى شركة الاتحاد للطيران ومطار أبوظبي، والموقع الجغرافي المميز، يزيد من جاذبية الخطوط التشيكية، ويمكنها من إضافة مسارات شرق أوسطية، وعالمية على برنامج رحلاتها، خاصة إلى دول الشرق الأقصى .

ومن المؤكد أن سهولة التنقل وسرعته تسهم في زيادة الاهتمام من قبل رجال الأعمال والمستثمرين من كلا الطرفين . كما أن الرحلات المتكررة بين البلدين تزيد من التواصل، وتعزز العلاقات وتخلق شعوراً بالاطمئنان . كما أنها تزيد من عدد السياح من الجانبين، ومعرفة كل طرف بالطرف الآخر . ونحن نلمس ازدياداً في عدد السياح وهو مؤشر واضح على أهمية هذه الخطوة ونجاحها . وان التعرف إلى الآخر يدفعنا إلى الرغبة في زيادة التعاون معه .

* ما أبرز المقاصد السياحية في التشيك التي يمكن للسياح زيارتها؟
- إضافة إلى براغ، تعد كارلوفي فاري من اجمل وارقى المدن السياحية والمعروفة بمصحاتها العلاجية إلى جانب منطقة مثلث المصحات التشيكية التي تضم ايضاً ماريانسكي لازنيه وفرانتيشكوفي لازنيه، ومنطقة مصحات الشمال في تبليتسه وكلادروبي، ومصحات لوهاتشوفيتسة وغيرها .

ولابد من الإشارة هنا إلى المناطق الطبيعية الخلابة في المرتفعات، والسياحة الرياضية، والمدن التاريخية القديمة في تشيكيا والمدرجة على برنامج اليونيسكو .

* كيف تصف العلاقات الإماراتية التشيكية، وسبل الارتقاء بها؟
- تعتبر التشيك الإمارات من الدول الصديقة والمهمة في المنطقة، وتسعى الكثير من الشركات التشيكية إلى توثيق العلاقات معها، والاستفادة من الميزات المتاحة بها، وعرض خدماتها في المنطقة بهذه الطريقة، ولتعزيز هذا الاتجاه نقوم حالياً بتشجيع جميع رجال الأعمال والشركات على المشاركة في المعارض، والمؤتمرات المقامة في الإمارات ونقوم بتنظيم بعض هذه الزيارات .