الاستثمارات القطرية في بريطانيا ...10 مليارات جنيه إسترليني تعزز الاستثمارات القطرية في أسواق المال والعقار

وفق أحدث تقارير تجارية دولية فقد حصلت الاستثمارات القطرية على النصيب الأكبر وسط باقي الاستثمارات الأجنبية التي تعمل في بريطانيا خلال عام 2009.

فقد وصل حجم استثمارات قطر على مستوى العالم إلى 30 مليار دولار كما حققت استثمارات قطر خلال هذا العام في بريطانيا ما يقرب من 10 مليارات جنيه إسترليني قابلة للزيادة كما توقعت مصادر تجارية بريطانية تعمل في الأسواق المالية والعقارية البريطانية. أي ما يعد ثلث الاستثمارات القطرية موجهة إلى بريطانيا وهذه النسبة تعد كبيرة مقارنة بدول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وآسيا وإفريقيا.


محطة (ساوث هوك)

مع بداية عام 2009 كانت قطر تسعى إلى تقوية استثماراتها في بريطانيا وشراكتها مع الجانب البريطاني في مجالات حيوية وإستراتيجية مثل الغاز الطبيعي فقامت بإنشاء شركة تشغيل محطة (ساوث هوك) بمقاطعة (ويلز) جنوب بريطانيا لتصدير الغاز الطبيعي المسال من قطر إلى بريطانيا مباشرة عبر مشروع مشترك

لتصدير الغاز. وبذلك تصدرت محطة (ساوث هوك) قائمة أهم وأضخم الشراكات بين قطر وبريطانيا في مجال الغاز الطبيعي المسال. ففي مارس من هذا العام استقبلت محطة (ساوث هوك) أول ناقلة قطرية وتسمى (تمبك) وتحمل الغاز الطبيعي المسال لتضخ شحنتها عبر الشبكة البريطانية الوطنية للغاز الطبيعي لأول مرة وفق هذه الشراكة القطرية البريطانية الضخمة.

وتقوم محطة (ساوث هوك) للغاز بتأمين ما يقرب من 20 من احتياجات بريطانيا من الغاز الطبيعي سنويا. كما ستصل إلى تأمين 75% من احتياجات بريطانيا في عام 2025. ولأهمية هذا الاستثمار القطري الضخم في بريطانيا فقد أولت ملكة بريطانيا (الملكة إليزابيث الثانية) اهتماما خاصا خلال افتتاح هذه المحطة (ساوث هوك) بحضورها المميز لتؤكد على مدى أهمية الشراكة القطرية البريطانية في مجال الغاز الطبيعي.


قلب عالم المال في لندن

وإلى جانب النجاح المميز لقطر في بداية عام 2009 لتوسيع استثماراتها على كافة المجالات فقد سعت إلى التوجه إلى قلب عالم المال والتجارة في العاصمة البريطانية وهي منطقة "كاناري وورف" بأقصى شرق لندن فقامت بشراء 24% من حجم المؤسسة التي تدير المنطقة وهي مؤسسة "سونج بيرد" التي تعد أضخم مؤسسة عقارية في بريطانيا بما قيمته 462 مليون جنيه إسترليني. لتضع قطر أول خطوة لها في قلب لندن المالي والتجاري. حيث أنشأت بريطانيا (منطقة كناري وورف) هذا الحي المالي منذ أواخر الثمانينيات لتظهر مركزها المالي والتجاري أمام الكيانات المالية العالمية الأخرى فهذه المنطقة تضم مقر كل من بنك "إتش إس بي سي" وبنك "باركليز" وعددا من مقار المؤسسات المالية والتجارية البريطانية الكبرى. كما أن قطر تملك أضخم بناية في منطقة (كاناري وورف) وهي بناية (وان كندا سكوير) التي تعد من أهم علامات منطقة المال والتجارة في لندن. حيث يصل ارتفاعها إلى 235 مترا ومكونة من 50 طابقا وسقفها يشبه الهرم ومغطى بأكثر من 4000 وحدة إضاءة وتمتد الإضاءة لتغطي 20 ميلا مساحة وقد سجلت هذه البناية (وان كندا سكوير) كأعلى قمة في لندن حتى عام 2010.

وحرصا على تقوية وضعها المالي والتجاري في السوق البريطاني فقد سعت قطر إلى توسيع حصتها في مؤسسة (سونج بيرد) فقامت بشراء 28.5 مليون سهم في المؤسسة بزيادة 3.7% من حجم حصتها وذلك في 8 أبريل من عام 2011.

وخلال هذا العام 2009 قامت قطر بشراء مقر السفارة الأمريكية بحي (مايفير) الشهير في وسط لندن بما يقرب من نصف مليار جنيه إسترليني حسب ما تناقلته المصادر الأمريكية في لندن. وستقوم قطر بإنشاء بنايات إدارية وسكنية عقارية في هذا الحي الذي يعد من أغنى الأحياء الراقية في لندن من حيث قيمة العقارات السكنية.

ويعود مقر السفارة الأمريكية الأول بنفس المكان إلى عام 1960 وفي عام 2000 قام المعماري الأمريكي الشهير (ايرو سارينيين) ببنائه وانتهى من التشييد في 22 من يناير من عام 2009 لتسجل قطر بذلك خطوة جديدة للاستثمار العقاري في لندن خلال هذا العام.


عام 2010 الاستثمار العقاري المميز

استحوذت قطر على أهم وأفضل الاستثمارات العقارية في لندن خلال عام 2010 حيث اشترت قطر من مؤسسة (لاند سكيوريتي) البريطانية بناية (بارك هاوس) أمام متاجر (سيلفردج) الشهيرة بشارع (أكسفورد) في قلب لندن في أكبر صفقة لتطوير بناية في المنطقة بـ 250 مليون جنيه إسترليني لتقوم المؤسسة البريطانية بأعمال البناء وتسلمها إلى قطر عقب الانتهاء من عملية التطوير ويعود عمر هذا المبنى إلى أكثر من 120 عاما وتشمل عملية التطوير إنشاء أضخم مبنى سكني وإداري وتجاري في شارع أكسفورد ويقوم المبنى (بارك هاوس) على مساحة 330 ألف قدم مربع وقد تعثر مستثمروه مع بداية 2007 وتم إغلاقه إلى حين الوصول إلى مشاركين لتطويره وقد حددت إدارته مبلغ 100 مليون جنيه إسترليني لإتمام هذه التطويرات الأساسية لهذا المبنى ولكن الأزمة المالية التي عصفت بالعالم وأوروبا أعاقت إتمام هذا المشروع إلى أن اشترته قطر لتساهم في تطوير هذا الأثر المهم. وتتم إعادة بناء هذا المكان ليرتفع إلى 8 طوابق تحتوي على 163 ألف قدم مربع مخصصة للمكاتب الإدارية و87 ألف قدم مربع مخصصة إلى 11 متجرا تجاريا و58 ألف قدم مربع مخصصة لإنشاء 39 مسكنا خاصا. كما سيتم الانتهاء من عملية البناء في نوفمبر من العام الحالي 2012.


هارودز وألمع الاستثمارات

أقدمت قطر على شراء أشهر المتاجر البريطانية في تاريخ الشعب الإنجليزي وهي متاجر (هارودز) الشهيرة من صاحبها الأخير محمد آل فايد بما يقرب من 1.5 مليار جنيه إسترليني في مايو من عام 2010. ليتوج قطر على رأس قائمة أهم المستثمرين الأجانب في بريطانيا لشراء العقارات البريطانية الشهيرة.

ويعود تاريخ متاجر (هارودز) إلى عام 1824 حيث افتتح التاجر البريطاني (تشارلز هنري هارودز) أول متجر له في منطقة (ساوث وارك) يحمل اسمه ليبيع الفواكه والخضار والجبن وغيرها من مواد البقالة اليومية ثم تطور العمل بالمتجر وتوسع ليشتري المتجر المجاور له ويضم بيع الأزهار والهدايا إلى جانب ما كان يبيعه في المتجر ويسير أولاده على نفس نهج والدهم في التجارة لكنهم ينتقلون إلى منطقة (نايس بريدج) التي يوجد بها المقر الحالي لمتاجر (هارودز) في بداية التسعينيات من القرن الماضي وقد أوكل أولاد المؤسس لمتاجر هارودز إلى المعماري البريطاني الشهير (ويليام ستيفنز) لبناء المقر الجديد والحالي لمتاجر هارودز حيث اهتم (المعماري البريطاني بوضع التراث الأثري لأسس العمارة الإنجليزية في العصر الفيكتوري في مبنى المتجر الرئيسي الحالي ليكون معلما شهيرا على مر العصور للتراث البريطاني. وقد انتهى البناء في عام 1905 وكان مكونا من 7 طوابق على مساحة مليون قدم مربع و330 قسما داخل المبنى الحديث.

وبذلك ينتهي عام 2010 الذي حفل بالعديد من أهم وأشهر الصفقات للاستثمارات القطرية التي تمت في العاصمة البريطانية لندن ووضع اسم قطر عاليا وفي كافة المحافل المالية والتجارية التي كانت تقام في لندن والعواصم الأوروبية.