تدشين مقر هيئة الربط الكهربائي الخليجي ومركز التحكم الرئيسي لشبكة الربط الكهربائي في الدمام

دشن معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني مساء اليوم .. مقر هيئة الربط الكهربائي الخليجي ومركز التحكم الرئيسي لشبكة الربط الكهربائي في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية بحضور أصحاب المعالي الوزراء المعنيين بشؤون الكهرباء في دول مجلس التعاون.

وأعرب الزياني في كلمة خلال حفل الافتتاح عن سعادته بافتتاح مقر هيئة الربط الكهربائي الخليجي في مدينة الدمام وتقدم بالشكر والعرفان لحكومة المملكة العربية السعودية التي تستضيف مقر الإدارة الرئيسية لهيئة الربط الكهربائي الخليجي وتخصيصها أرضا مناسبة لمقر الهيئة في مدينة الدمام لإنشاء هذا المبنى النموذجي عليها.

وقال إن نجاح مشروع الربط الكهربائي الخليجي ما هو إلا نتيجة لحرص ورعاية قادة دول المجلس على مسيرة العمل الخليجي الموحد وتعزيز التعاون الخليجي المشترك في كل المجالات تحقيقا لتطلعات قادة وشعوب دول المجلس.

وأعرب عن شكره وامتنانه الى حكومة المملكة وشعبها على ماتلقاه مسيرة التعاون الخليجي المباركة من دعم ورعاية ومساندة تحقيقا لتطلعات شعوب دول المجلس في المزيد من التقارب والترابط والتكامل.

واضاف إن هذا المشروع الإستراتيجي الحيوي يترجم مفهوم التكامل الخليجي في أبهى الصور وأبلغ المعاني ويعبر عن إصرار دول المجلس على المضي قدما في استكمال منظومة مشاريع التكامل الإستراتيجية كالسوق الخليجية المشتركة والإتحاد الجمركي والربط الكهربائي وسكة حديد دول المجلس والذي يتواصل العمل فيه بكل همة وعزم لاستكمال الدراسات الفنية اللازمة لتنفيذه.

وأوضح أن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس دشنوا في عام 2009 المرحلة الأولى من هذا المشروع التنموي الذي يعتبر من أهم مشروعات ربط البنى الأساسية التي أقرها مجلس التعاون لما يحققه من مكاسب وفوائد عديدة لعل من أهمها تحقيق الإحتياطي المطلوب من الطاقة الكهربائية في كل دولة من دول المجلس وتقليل تكلفة إنتاجها والتغطية المتبادلة في حالة الطوارئ والاستفادة من الفائض مما يساعد كثيرا في تخفيض احتمال انقطاع الكهرباء في أوقات الذروة ويصب في صالح مواطني دول المجلس وهي أهداف أساسية تعزز التكامل الخليجي في قطاع الكهرباء وترسخ ترابط دول المجلس وتكاتفها.

واعتبر أن مشروع الربط الكهربائي الخليجي خطوة مهمة تعزز الترابط والتكامل بين دول المجلس ويعكس ما وصل إليه التعاون الخليجي وكل ذلك بفضل الجهود الحثيثة والمساعي الخيرة التي يبذلها أصحاب المعالي الوزراء المعنيين بشؤون الكهرباء بدول مجلس التعاون من أجل دعم مسيرة التعاون ومتطلبات الشعوب الخليجية في المجالات المختلفة.

وعبر عن شكره لمجلس إدارة هيئة الربط الكهربائي الخليجي ومنسوبيها على ما بذلوه من جهد وعمل دؤوب متواصل من أجل أن يرى هذا المشروع الحيوي النور ويصبح حقيقة وواقعا ثابتا وملموسا .

وبارك الأمين العام في ختام كلمته لجميع دول مجلس التعاون هذا المشروع الحيوي الذي بدون شك له فائدة إيجابية للمواطن الخليجي .. مثمنا دور الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية على دعمه لمراحل إنشاء هذا المقر وتقديم كل التسهيلات للقائمين عليه.

من جانبه عبر المهندس أحمد خالد الجسار رئيس مجلس إدارة الهيئة وكيل وزارة الكهرباء والماء بدولة الكويت التي تترأس الدورة الحالية لمجلس إدارة الهيئة عن سعادته وتقديره وشكره لأمير المنطقة الشرقية لرعايته هذا الحفل وعلى كل ما يقدمه سموه من دعم ورعاية واهتمام بمشروع الربط الكهربائي الخليجي.

وأوضح في كلمته أن افتتاح مقر الهيئة تزامن مع سعي الهيئة لتحقيق أهداف أخرى وذلك بتفعيل إقامة سوق للطاقة الكهربائية في منطقة الخليج لتتمكن الدول من تجارة الطاقة الكهربائية فيما بينها أي يمكن لدولة ما ببيع الفائض لديها من الطاقة الكهربائية إلى دولة أخرى من خلال شبكة الربط الكهربائي الخليجي.

وأشار إلى أن مقر الهيئة الذي تم الاحتفال بتدشينه مقام على مساحة 15 ألف متر مربع تم تخصيصها بناء على موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ويتكون من ستة طوابق تشتمل على مركز للتحكم الرئيسي لشبكة الربط الكهربائي الخليجي ومركز لتبادل وتجارة الطاقة الكهربائية ومكاتب الإدارة الرئيسية لاستيعاب نحو 300 موظف ومسجد وحديقة ومواقف سيارات للموظفين والمراجعين والزوار.

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي الخليجي المهندس عدنان المحيسن أن هذا المبنى من المباني النموذجية المبنية التي تم تصميمها للعمل بنظام المباني الذكية من حيث استخدام المياه والإنارة ونظام التكييف بنظام الحساسية كما يستخدم نظام الإضاءة الحديث الذي يخفض من استهلاك الكهرباء ويقلل من الإنبعاثات الحرارية وتم تصميم المصاعد على أحدث التقنيات التي تستخدم أقل طاقة ممكنة وأعلى درجات الأمان كما يستخدم المبنى نظام تدوير المياه وإعادة استخدامها بما يتناسب مع الأنظمة الحديثة.

وشدد على أن الربط الكهربائي الخليجي قد أثبت جدواه خلال السنوات الأربع الماضية منذ بدء تشغيله في يوليو 2009 وحقق الأهداف الرئيسية التي أنشئ من أجلها والمتمثلة في مواجهة فقدان القدرة على التوليد في حالات الطوارئ وتخفيض احتياطي التوليد الكهربائية وتحسين اعتمادية نظم الطاقة الكهربائية في الدول الخليجية للمحافظة على استمرارية تدفق التيار الكهربائي في شبكات دول المجلس وأن ما حققته الهيئة يعد ترجمة لأهداف ورؤى قادة دول مجلس التعاون الخليجي " حفظهم الله " وبجهود القائمين عليها والذي يمثل أهم المشروعات الخليجية الاقتصادية المشتركة.

وبين أن فوائد عملية الربط الكهربائي الخليجي تتمثل في منافع فنية وتجارية وأخرى مالية مشيرا إلى أن عملية الربط تسهم في تفادي الدول الأعضاء لتكاليف إنشاء محطات توليد جديدة كما أنها تغنيهم عن بناء محطات توليد جديدة تزيد قدرتها على 5 آلاف ميجاواط خلال 20 عاما وأن المشروع سيؤدي إلى خفض التكاليف التشغيلية لدول المجلس بما يفوق 300 مليون دولار مما يوفر تكاليف تفوق 3 مليارات دولار.

ولفت إلى أن الربط الكهربائي الخليجي يتعامل مع حالات الانقطاعات التي تحدث بسبب التوليد وساهم منذ بدء تشغيله في دعم الشبكات المرتبطة في حوالي 850 حالة طوارئ بسبب التوليد في جميع الدول المرتبطة بلا استثناء.

ونوه المحيسن بأن استغلال الرابط الكهربائي لتجارة الطاقة يسهم في توفير نفقات الإنتاج وذلك بإيقاف تشغيل وحدات الإنتاج المحلية ذات الكلفة العالية والكفاءة المنخفضة واستبدالها باستيراد طاقة من وحدات إنتاج في بلد آخر تكون ذات كفاءة عالية وكلفة إنتاجية منخفضة نسبيا مما ينتج عنه وفورات في تكلفة الإنتاج بشكل خاص وفي سعر وحدة الكهرباء بشكل عام.

وقال إنه مع تطور مجالات التكنولوجيا وصناعات الطاقة الكهربائية أثبتت دراسات الجدوى الاقتصادية جدوى استغلال الرابط الكهربائي من خلال تبادل الطاقة الكهربائية عينيا أو ماليا وذلك لوجود فوارق في طرق تشغيل وحدات التوليد وأنواع الوقود المستخدم وأنماط الأحمال في الشبكات المحلية لدول الخليج.

وقام أصحاب المعالي والسعادة وزراء الكهرباء والماء بدول المجلس ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية ثم قاموا بجولة في أرجاء المبنى حيث اطلعوا على ما يضمه من مرافق وأقسام تخدم هذا المشروع الخليجي الاستراتيجي التنموي.