نظرة على أداء السوق السعودي لهذا الأسبوع (آراء محللين بالداخل)

شاشة تداول السوق السعودي

أنهى مؤشر السوق الرئيسية – تاسي، جلسة الخميس الماضي، على ارتفاع بنسبة 0.1% ليغلق عند 11011 نقطة (+ 12 نقطة)، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 3.2 مليار ريال، وبلغت خسائره الأسبوعية 167 نقطة، حيث انخفض بنسبة 1.5% مقارنة بنهاية الأسبوع السابق.

وفيما يتعلق بالنفط.. تراجع خام برنت القياسي يوم الخميس الماضي، بنسبة 0.20% أو 13 سنتاً، كما انخفض يوم الجمعة الماضي، بنسبة 1.29% أو ما يعادل 82 سنتاً إلى 62.56 دولار للبرميل، وبلغت خسائره الأسبوعية نسبة 2.84%.

هبط خام نايمكس يوم الخميس الماضي، بنسبة 0.50% أو ما يعادل 30 سنتاً، فيما تراجع يوم الجمعة الماضي، بنسبة 1.59% أو 94 سنتاً إلى 58.06 دولار للبرميل، لتبلغ خسائره الأسبوعية نسبة 3.4%.

وفيما يخص الأسواق العالمية، انخفض مؤشر "داو جونز" الصناعي يوم الخميس الماضي، بنسبة 0.84% أو ما يعادل 386 نقطة، بينما زاد يوم الجمعة الماضي، بنحو 1.10% أو ما يعادل 493 نقطة إلى 46245 نقطة، وبلغت خسائره الأسبوعية نسبة 1.91%.

تراجعت أسعار عقود الذهب يوم الخميس الماضي، بنسبة 0.55% أو ما يعادل 22.8 دولار، إلا أنها ارتفعت يوم الجمعة الماضي، بنسبة 0.50% أو 19.5 دولار إلى 4079.50 دولار للأوقية، وبلغت خسائرها الأسبوعية نسبة 0.36%.

قال دانيال تقي الدين، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة Sky Links Capital، إن سوق الأسهم السعودية سجلت أسبوعاً آخر من الأداء السلبي بتراجع قدره 1.49%، وهو ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي.

وأوضح تقي الدين أنه رغم محاولات السوق للتعافي خلال جلستين، فإن الحذر الذي سيطر على المعنويات وبيئة "العزوف عن المخاطرة" ألقت بظلالها على التداولات، مشيرًا إلى أن هذا التوجه الهبوطي جاء مدفوعاً بعوامل عالمية، أبرزها قلق المستثمرين قبيل إعلان نتائج شركة إنفيديا وسط جدل حول احتمالية وجود "فقاعة" في الذكاء الاصطناعي وتضخم تقييمات قطاع التكنولوجيا.

دانيال تقي الدين، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة Sky Links Capital

وذكر تقي الدين أن التوقعات بشأن اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر قد تغيرت، إذ تسعّر الأسواق حاليًا احتمالية أقل لخفض أسعار الفائدة، ما يحد من آفاق التيسير النقدي على المدى القريب، وهو نهج من المرجح أن تتبعه البنوك المركزية في المنطقة.

وأشار إلى أن السوق تتمسك حالياً بحاجز 11000 نقطة تقريباً، موضحًا أن أي كسر لهذا المستوى قد يفتح الباب لمزيد من الخسائر في حين أن الارتداد من هذا المستوى قد يساعد على إزالة بعض الخسائر.

وأضاف تقي الدين أن انخفاض أسعار النفط والنظرة التشاؤمية لأسواق الطاقة أسهما في تثبيط المعنويات في السوق السعودية والأسواق الإقليمية، منوّهًا إلى أن هذا التراجع جاء مدفوعًا بشكل رئيسي بمخاوف تخمة المعروض.

وبيّن أنه في الوقت نفسه، أدّت الآمال بإيجاد إطار للسلام بين روسيا وأوكرانيا واستئناف صادرات "نوفوروسيسك" الروسية في تراجع علاوة المخاطر، ونتيجة لذلك، من المرجح أن تستمر حالة التذبذب، مما قد يواصل الضغط على المؤشرات السعودية والإقليمية.

وعلى صعيد القطاعات، أوضح تقي الدين أن الأداء جاء منخفضاً، حيث شهد القطاع البنكي تراجعاً في أسهم كبرى مثل مصرف الراجحي والبنك الأهلي السعودي،، في حين تكبد قطاع الطاقة خسائر في أسهم أرامكو وبترو رابغ، مشيراً إلى أن التراجع شمل أيضًا قطاع خدمات الاتصالات، حيث أغلق سهم إس تي سي على انخفاض.

وأضاف أنه رغم هذا التراجع العام، شهدت بعض الشركات تطورات إيجابية خاصة بها، إذ ارتفع سهم معادن بعد توقيع اتفاقية ملزمة مع منتج العناصر الأرضية النادرة الأمريكي شركة MP Materials، وحقق سهم رسن لتقنية المعلومات مكاسب عقب حصوله على موافقة تنظيمية أولية من البنك المركزي السعودي (ساما)، إلا أن هذه التطورات الفردية لم تكن كافية لتعويض الضغط الناتج عن تراجع الأسهم الكبرى.

وفي الجانب الاقتصادي، أشار تقي الدين إلى أن منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في واشنطن أعلن عن استثمارات مخططة تصل قيمتها إلى تريليون دولار، تهدف إلى دعم تنويع الاقتصاد غير النفطي وتعزيز الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية، مضيفًا أن هذه الخطوات تُحسن النظرة المستقبلية متوسطة الأجل لقطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، مما يؤكّد المتانة الهيكلية للاقتصاد غير النفطي وقطاع الشركات في المملكة.

من الناحية الفنية، أفاد تقي الدين بأن مؤشر "تاسي" أغلق عند مستوى 11010 نقاط، مسجلاً انخفاضاً عن مستوى إغلاق الأسبوع الماضي البالغ 11177 نقطة، مشيرًا إلى أنه في حال واصل المؤشر اتجاهه الهابط مع استمرار الضغوط البيعية، فإن مستوى الدعم التالي قد يقع عند 10900 نقطة، أما في حالة الارتداد صعوداً، فمن المتوقع أن يكون مستوى المقاومة الأول عند 11300 نقطة، يليه مستوى 11750 نقطة.