شهدت الكويت عام 1982 ولادة أول مصنع للعطور على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي، وتم تجهيزه بأحدث الآلات، وبطاقة إنتاجية تكفي لتلبية احتياجات السوق المحلي، وأسواق المنطقة، بينما بداية الإنتاج كانت في النصف الثاني من عام 1985، وبعد تسع سنوات تم تحديث خطوط الإنتاج واستبدالها بخطوط إنتاج ذات تقنية عالية وصلت إلى 12 خط إنتاج بغية مواكبة متطلبات الأسواق، وفقا لخطة مستقبلية طويلة الأمد.
ويصف المدير العام للمصنع هاشم الخلف صناعة العطور بأنها تختلف عن أي صناعة أخرى من حيث كونها تداعب الأذواق، والأحاسيس المرهفة، وتلامس خيال الإنسان، وتنقله من مرحلة نفسية إلى مرحلة مزاجية تختلف بين ساعات اليوم الواحد.
ويقول في مرحلة التشغيل الأولى للمصنع حاولنا الاستفادة من خبراء فرنسيين، من خلال توظيف البعض منهم في المصنع، وانعكس هذا الإجراء بشكل ايجابي على الأداء، واكتساب الخبرة والمعرفة على صعيد الإدارة الجديدة للمصنع.
* ما هو الدافع لتأسيس مصنع للعطور، وليس نشاطا آخر؟
- الدافع الأول يتمثل في ان مصنعا كان الأول بمنطقة الخليج، مما يعني تأسيس فرصة استثمارية مجدية غير مسبوقة يمكن ان تعود عليك بالفائدة وجني إرباح، فضلا عن تقديم خدمة أو سلعة غير موجودة بالسوق الكويتي، ولا تعاني من المنافسة، أو المزاحمة في ذلك الوقت، أما السبب الثاني فكان بدافع الهواية والشغف لعمل مصنع للعطور، وممارسة نشاط يومي محبب لنفسي، وبالإمكان إتقانه بفترة قصيرة جدا بدافع الرغبة، فضلا عن وجود سوق أكثر من مناسب لتسويق المنتج، خصوصا ان الكويتيين بالعموم هم من عشاق العطور، ويستخدمونها في الأيام العادية والمناسبات العامة والخاصة، والأعياد، وهناك عوائل تخصص ميزانية شهرية لشراء العطور، وان الكويتيين من أكثر مواطني دول مجلس التعاون الخليجي إنفاقا على العطور، ويحاول البعض منهم التوصية على العطور قبل ان يتم عرضها في السوق.
مبيعات وواردات
* من أين تستوردون المواد الأولية التي تدخل في صناعة العطور؟
- يتم استيراد الزيوت العطرية من عدة دول وعلى وجه الخصوص من اوروبا والهند، بينما يتم استيراد زيت الورد من إيران.
واستبعد إعطاء رقم حقيقي عن حجم المبيعات سواء على صعيده الخاص أو المصانع الأخرى، نظرا لتعدد المنتجات، وأنواعها، وأحجامها، وأوزانها.
أما قيمة مبيعاتنا فتصل إلى مليون دينار سنويا، وهناك توجه لعمل توسعات جديدة في المصنع، انطلاقا من الإمكانات المتوافرة لزيادة الإنتاج، ووجود سوق محلي يساعد ويشجع على رفع الطاقة الإنتاجية، مع إمكانات كبيرة للحصول على المعدات والكمائن اللازمة للتوسع بسهولة ويسر، إلا ان العنصر الغائب هو القسائم الصناعية.
المنافسة
* كم عدد المصانع التي تنافسكم في هذا النشاط؟
- هناك خمسة مصانع متنافسة في السوق المحلي، وغالبا ما تكون هذه المنافسة في السعر قبل كل شيء آخر، خصوصا عندما يكون الهدف منها انتزاع حصة في السوق المحلي من الآخرين، والعنصر الثاني المستخدم يتمثل في الجودة، ومطابقة المواصفات.
ان طبيعة الأشياء ان تكون هناك منافسة في أي مجال سواء كان تجاريا أو صناعيا أو حرفيا، وبدورنا نحاول طرح منتجاتنا بأسعار تنافسية مقبولة لدى المستهلك، مع الاحتفاظ بميزة الجودة، وبناء على هذه السياسة فان حصتنا في السوق المحلي تصل إلى %60 في بعض الأصناف، و%20 في أصناف أخرى.
وعليه فقد حرصنا على تنويع منتجاتنا لتتناسب مع أصحاب الأذواق المرهفة في مختلف الأوقات ولمختلف الاستخدامات، وأصبحت خطوط إنتاجنا متنوعة وتشتمل على العديد من أنواع العطور أبرزها العطور الشرقية الخالية من الكحول مثل: دهن العود، والورد، والصندل، وكذلك العطور النسائية، والرجالية، فضلا عن العطور الخاصة بالأطفال، وماء الورد المعطر للملابس، وكذلك الخلطات العطرية، وهي أكثر من 17 ماركة من الزيوت العطرية الطبيعية الخالية من الكحول، إلى جانب ماء الورد، وماء المزهر الطبيعي للطعام.
عطور ثقيلة
نوه هاشم الخلف بإمكانات مصنع الكويت للعطور باعتباره الأول في العالم الذي يصنع العطور الثقيلة على حد تعبيره مثل دهن العود، والورد بنظام استخدام بخاخ سبري دون إضافة الكحول، ويطبق بالوقت نفسه في تصنيع منتجاته المواصفات القياسية العالمية والعربية والخليجية.
وقال ان مصنعنا هو الوحيد المسموح له بالتصدير إلى أي دولة في العالم بدون حدود، مشيرا إلى وجود إمكانات إنتاجية لدى المصنع تسمح له بتصنيع منتجات لحساب الغير حسب المواصفات المطلوبة، شريطة ان تكون العلامة التجارية ملكا لمن يرغب في التصنيع.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: