بدأت أسهم شركات التكنولوجيا العودة مرة أخرى للارتفاع وتصدر المشهد بعد فقاعة الانترنت والتي شهدتها الأسواق منذ أكثر من أربعة عشر عاما وفقا لتقرير "ماركت ووتش" يرصد تلك الحالة، وقفز مؤشر ناسداك خلال الفترة الماضية لمستويات لم يصل إليها منذ أبريل/نيسان 2000 .
وساعدت هذه الطفرة شركات التكنولوجيا على بروز رؤساء تنفيذين جدد مثل "بيل غيتس" ، "ستيف جوبز"، اريك شميدت" وغيرهم.
وتغيرت القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا منذ فقاعة الانترنت في نهاية عام 1999 ونهاية العام الماضي.
حيث ظهرت فقاعة اقتصادية امتدت في الفترة ما بين 1995 و 2000، وفي هذه الفترة نمت أسواق المال في الدول الصناعية بشكل ملحوظ وتصدرت شركات متعلقة بفقاعة بالإنترنت المشهد.
والشكل البياني التالي يوضح التغير في القيمة السوقية لأسهم التكنولوجيا أثناء فقاعة الانترنت والقيمة السوقية لها بنهاية العام الماضي.
ولا زال مؤشر الناسداك يمثل مركزا هاما للشركات التكنولوجية إلا ان حجم تلك الشركات انخفض منذ فقاعة الانترنت.
حيث تمثل شركات تكنولوجيا المعلومات 38% من حجم المؤشر في نهاية عام 2013 مقارنة مع 57% في نهاية عام 1999.
وشهدت تقييمات الأسهم التكنولوجية ارتفاعا كبيرا الأمر الذي يشير لحدوث فقاعة جديدة إلا ان ذلك الارتفاع لا يقارن بنفس فقاعة الانترنت السابقة.
حيث بلغ مضاعف الربحية لمؤشر ناسداك المجمع 152 في نهاية عام 1999 مقابل 31 في نهاية عام 2013.
والشكل البياني التالي يوضح مضاعف الربحية لبعض الشركات في نهاية العام السابق ومقارنتها بالعام 1999.
ويتكون مؤشر ناسداك المجمع من نصف عدد الشركات الآن عما كانت عليه قبل فقاعة الانترنت في العام 1999، إلا انه رغم ذلك ارتفع متوسط القيمة السوقية لتلك الشركات من1.157 مليار دولار إلى 2.537 مليار دولار في نهاية العام الماضي.
وكان لأزمة فقاعة الإنترنت أثر كبير على انهيار العديد من الشركات مثل قصة pets.com وهي من أشهر حالات فشل شركات الإنترنت، حيث كانت الشركة تسير بشكل قوي وناجح بالنظر لأرقامها، لكنها أغفلت أحد أهم أسس الاستثمار وهو الربح، لذا فشلت بعد عامين فقط من تأسيسها.
ولم تكن حالات الإفلاس هي سبب اختفاء تلك الشركات من مؤشر الناسداك وإنما كشفت البيانات أن اختفاء العديد من تلك الشركات يعود للاندماج والاستحواذ والذي بلغت نسبته 53.9% من إجمالي أسباب اختفاء تلك الشركات.
ومع انخفاض العدد الإجمالي للشركات في ناسداك بشكل حاد بعد تلك الأزمة إلا أن إدراج العديد من الشركات الجديدة ارتفع منذ عام 2000، حيث مثلت الشركات الجديدة حوالي 20% من مؤشر ناسداك وبلغ عددها 710 شركات.والرسم البياني التالي يوضح عددا من الشركات التي تم إدراجها خلال الأربعة عشر عاما الماضية.
واستطاع مؤشر الناسداك اختراق مستوى مقاومة نفسي وهام عند أربعة آلاف نقطة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وظل فوق هذا المستوى حتى الآن.ولا يزال أمام المؤشر فرصة للوصول للمستوى القياسي الذي حققه منذ أربعة عشر عاما عند خمسة آلاف نقطة وذلك في أوائل مارس/آذار من عام 2000.
تحليل التعليقات: