علمت القبس من مصادر نفطية مطلعة أن الطاقة التكريرية لمصافي شركة البترول الوطنية الكويتية تراجعت يوم أمس بشكل حاد وبنسبة راوحت بين 20% و40% حسب الوحدات، وأن ثلث الوحدات في المصافي التابعة للشركة لا تعمل بسبب الأعطال والتوقفات الطارئة.
وقالت المصادر نفسها: إن مصفاة ميناء الاحمدي تراجع إنتاجها مؤخرا بشكل كبير بعد أن تسلمت بتاريخ 20 يناير الماضي وحدات كانت تخضع لأعمال صيانة وعند تشغيلها ظهرت العديد من المشاكل فيها، خصوصا في وحدة مياه التبريد البحرية، وان الشركة تعمل على إصلاح هذه الأعطال.
أما مصفاة ميناء الشعيبة فقد تراجع إنتاجها بحدود 40% من طاقتها بسبب تعطل وحدة الافراغ الجوي التي لم تتمكن الشركة من إصلاحها. بينما الإنتاج في مصفاة ميناء الأحمدي تراجع بنسبة 15%.
وأشارت إلى أن إنتاج مادة الديزل تراجع بحدود 3 آلاف طن يوميا، وذلك بسبب استخدام الشركة لمواد حفازة رديئة جدا، كما يقول البعض، الأمر الذي ترتب عليه تأخر أوقات التسليم للعملاء وترتب عليه أيضا تحمل الشركة لغرامات مالية، الامر الذي سينعكس بطبيعة الحال سلبا على سمعة الشركة مع عملائها.
وأوضحت مصادر فنية أن وحدة التقطير CDU-3 هي الاخرى أغلقت بسبب أعطال تشغيلية، مبينة ان اعطال هذه الوحدة تكررت كثيرا خلال الفترة الماضية.
وتابعت: «أما انتاج الشركة من زيت الوقود، فقد ازداد أكثر من الضعف ووصل إلى 17 الف طن، وهو ما سينعكس سلبا على الشركة، لأنه سيكون هناك وفرة كبيرة من منتج زيت الوقود، الذي يستخدم في محطات الكهرباء ووقود السفن والأفران والمصانع، مما سيؤدي بطبيعة الحال الى تراجع الأسعار بسبب الكميات الفائضة التي ستجد معها الشركة نفسها مضطرة لبيعها بالأسواق الفورية بأسعار اقل».
وأبدت المصادر استغرابها من تردي الأوضاع وعدم قيام الشركة بمعالجة هذه الأعطال على الرغم من العديد من المؤشرات والإنذارات السابقة التي وللأسف لم يتم التعامل معها ومواجهتها بجدية والعمل على إصلاحها وتلافيها بالوقت المناسب.. على الرغم من الجهود التي بُذلت أحياناً.
وبينت المصادر ما تتعرض له اليوم مصافي الكويت من مشاكل وأعطال يرجع الى غياب الخبرات المطلوبة، خصوصا بعد تفريغ القطاع من بعض القيادات النفطية والخبرات عبر إحالة كثير منهم إلى التقاعد المبكر، مما احدث ربكة في آليات العمل.
وتابعت: «المصافي اليوم تحتاج إلى تواجد خبرات كبيرة تكون قادرة على التعامل مع حالات الطوارئ. والكويت تمتلك الخبرات المطلوبة في مجال التكرير، لكن سياسة القطاع النفطي المتبعة مؤخرا أربكت هذه الميزة، وذلك بسبب اتخاذ العديد من القرارات الخاطئة ونظام التقاعد المبكر، وإجبار الكثيرين على التقاعد، وهم في قمة عطائهم، من دون خلق جيل ثان وثالث.
كما أن ضعف أعمال الصيانة ورداءة قطع الغيار وعدم قدرة الشركات المقاولة على الالتزام بشروط وعقود الصيانة.. كل ذلك أدى إلى تراجع الطاقة التكريرية لمصافي الكويت. يذكر ان القبس قد أشارت بتاريخ 19 يناير الماضي، إلى أن الطاقة التكريرية لشركة البترول الوطنية تراجعت بحدود 27 مليون برميل، أي بمعدل 75 الف برميل يوميا، وهو ما أدى (إضافة إلى أسباب أخرى) إلى تكبد الشركة لخسائر وصلت الى 416 مليون دولار في 9 اشهر.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: