يوجد في الدولة نحو ٩٠٠ ألف رأس من الأغنام والماعز تدر على مربيها عائدا مجزيا ً- حسب قول مربين قالوا لـ"لوسيل" إن تلك القطعان تساهم في نمو معامل شعبية لتصنيع الالبان ومنتجاتها بنحو ٣٠٠ إلى ٣٥٠ الف رأس من الماعز.
وتشير تقارير وإفادات مربين بأن تلك المزارع تتسع وتنمو بمعدلات سنوية مرضية، إلا أن الخطر الذي يهددها يكمن في انتشار الامراض وارتفاع اسعار الاعلاف في ظل تراخ من قبل دوائر رسمية عن الرقابة والمتابعة والاهتمام بشئونها وما يميز تربية الحلال في الدولة عن غيرها أن غالبية السلالات المنتقاة من قبل المربين اصيلة جميلة المنظر، يفيد مربون أنهم يشعرون بالسعادة والسرور من فرط هذا الجمال والحيوية بفعل عنايتهم واغلبهم هواة ينتقون سلالات معينة منها، لذلك فإن أسعارها مرتفعة نسبيا إذا ما قورنت بالخراف والماعز العادية.
الأسعار
وتتراوح أسعار قطعان الاغنام والماعز الأصيلة ما بين 1.5 ألف ريال وحتى 1.6 مليون ريال بالنسبة للقطعان التي تخوض السباقات، وهو الأمر الذي أكسبها نوعا من النجومية والشهرة على مستوى الدولة، بل وعلي مستوى دول مجلس التعاون الخليجي .
وحسب بحوث وزارة البلدية والبيئة "تعتبر الأغنام والماعز من أفضل الحيوانات التى يمكن تربيتها فى المناطق الصحراوية والجافة والحديثة الإستصلاح، لدورها الهام فى إستغلال أراضى المراعى الطبيعية التى لا تسمح خصائصها الطبوغرافية أو المناخية بالإستغلال فى زراعة المحاصيل".
ويقول أحد رجال الأعمال طلب عدم نشر اسمه إن المشكلة الرئيسية التي يعاني منها مربو الحلال في الدولة هي غلو الأعلاف وعدم دعمها بالشكل المفترض وعدم اخذ المعنيين أمور تنمية وتربية مشروعات الحلال بالجدية المطلوبة فيما يتعلق بمستلزمات الإنتاج مثل الدول المجاورة، الي جانب الشح في الخدمات البيطرية التي يتم التلاعب في أدويتها ولا تكاد تصل للمزارع المستحقة، فتضطر تلك المزارع اللجوء للأسواق الخاص لشراء الأدوية والأعلاف بأسعار عالية وهو أمر يلقي بظلاله علي كلفة الإنتاج وإرتفاع اسعار اللجوم والالبان ومنتجاتها، ويتطلب ذلك رقابة على الوحدات البيطرية ومنافذ بيع الاعلاف المدعمة، ودراسة تجارب الدول المجاورة للاستفادة منها.
ويشير رجل الأعمال بأن النقص بالخدمات البيطرية وعدم توفر تطعيمات وأمصال يتسبب في نفوق من 5 الي 20% من القطعان وربما أكثر من ذلك، وضرب لـ"لوسيل" مثلا آخر بأن جميع أصحاب المزارع في قطر لا يملكون المزارع، مجرد حيازة بمعنى أنها مؤقتة ويضيف أنه عندما أقام مشروعه الخاص تكلف من 14 إلى ١٥ مليون ريال، يضيف أن البعض وصفه بالجنون لرصد ذلك المبلغ لمجرد انتاج الحليب.
ويشير الي ان الأعلاف المدعومة اليوم فقط هي الأعلاف الجافة والشعير والشوار وهي لا تكفي، مقارنة مع دول شقيقة قريبة تقدم فول الصويا، والذرة، والمركبات الغذائية والبرسيم، والرودس ، كدعم لكن هنا في قطر، والحديث لرجل الأعمال "يتم دعم الشعير والشوار، الشعير والشوار يشكل ٤٠٪ من العليقة".
وكان عبد الله الكواري أحد مربي الحلال اشتكى عبر "لوسيل" من نقص الخدمات البيطرية ووصول قوائم الانتظار بالوحدات البيطرية لأسابيع داعيا الجهات المعنية للإهتمام بشكل اكبر بشئون الحلال ومن يربونه دعما للتنمية الوطنية.
وفي ذات السياق يقول المهندس الزراعي نجم الدين محمد لـ "لوسيل" أن الحلال من الأغنام والماعز تتميز قطعانه بقدرتها على تحمل الجفاف ،والماعز يتحمله أكثر من الأغنام، وللماعز أهمية كبيرة فى إنتاج اللبن وبصفة خاصة فى الأماكن النائية الصحراوية.
وتدر أنثي الماعز تحديدا عائدا من الالبان يصل من ٢٥ إلى 35 % من عائد أنثى البقرة حيث يصل إنتاجها إن توفرت لها التغذية السليمة الي 1500جرام من الالبان يوميا ،وفق ما قاله لـ"لوسيل" الدكتور عمر تمام المتخصص بالثروة الحيونية"، والذي أوضح أيضا ان حليب الماعز يحتوي على المزيد من الأحماض الدهنية متوسط الحلقات، والتي يمكن هضمها بشكل أسهل وأسرع. كما يعد حليب الماعز مناسباً لمرضى الحساسية أيضاً، وذلك لقلة مسببات الحساسية به.
دراسة جدوى حول كلفة تربية حلال الأغنام والماعز
وتكشف دراسة جدوي حول مشروع تربية أغنام أعدها أحد مربي الحلال - سلطان عادل - تتعلق بتجربته في تربية قطيع يتكون من 50 رأس أغنام متابيع تحتها - أي لديهم حملان صغار - وبلغ سعر الرأس الواحد 1800 ريال كحد أقصى ، مع تأمين الاعلاف لمدة سنة كاملة لهذا القطيع، تكون كلفة تربية الـ ٥٠ خروفا خلال ٦ اشهر تساوي أكثر من ٤٠ الف ريال. وتشير الدراسة الي أنه مع نهاية السنة الاولى سوف تكون الأمهات 70 رأسا إضافة إلى 20 فحلا بعمر 4 أشهر، وتصل المبيعات إلى 42 ألف ريال.
بيد أن سبيع العمري مربي ماعز قال "للوسيل" ان الماعز عائداته اكبر من الأغنام وانه اشترى 80 رأس ماعز بسعر يتراوح بين 700 - 800 ريال للماعز الواحدة بكلفة اجمالية بلغت 64 ألف ريال، وخلال ٥ اشهر اكل القطيع بـ ٨٦٧٠ برسيم اخضر ، و٦٨٠٠ ريال شعير، بمجموع ١٥ ألفا و٤٧٠، وإذا اضفنا ثمن الماعز إلى تكلفة الاعلاف تكون الكلفة الكلية ٧٩ الفا و٤٧٠ ريالا إلى جانب ١٠ آلاف ريال للعلاج والمياه وحاجات التربية. وبما أن القطيع يصل إلى 100 رأس بالعام ومتوسط ثمن الرأس ٧٥٠ ريالا خلال ٦ أشهر ففي خلال عام يصل رأس المال إلى ١٥٠ الف ريال بأرباح تقدر بـ ٧٠ ألف ريال.
مربو مزاين الماعز والأغنام شباب واقتصادياتها الأهم عائدات إنتاج ألبان الماعز مجزية وتصنع بالطرق الشعبية
كشف حمد راشد المري - صاحب مراح الجنوب لـ"لوسيل" أن مسابقات الحلال جعلت نسبة مشاركة الشباب بالدولة ترتفع بين مربي الأغنام لكون أن المسابقات لفتت الإنتباه الى أهمية الحلال وخصوصاً اغنام المزاين ذات الجمال والفائده الاقتصادية، وجعلت هؤلاء الشباب يقبلون على تربيتها بشكل مكثف خلال الأعوام القليلة الماضية، وهي تناسب البيئة المحلية وارباحها تنسجم مع تطلعات المربين.
وأوضح بأن التوجه لتربية الحلال وبالذات الماعز منه لايقتصرعلي المشاركة في المهرجانات كون أن المهرجانات قابلة للإنعقاد والإلغاء، إنما المزاين تعتبر ثروة مهمة تدعم الإقتصاد الوطني، مشدداً على أن الهدف الرئيسي من تربية المزاين إنتقاء أجود السلالات وإنتخابها لتنتج ما يسر النفس والعين
بصورة تشبع هوايته في إقتنائها.
وأشار إلى أن الحلال عند حلول الشتاء يبدأ في التغيير من حيث تكوينه وبنيته، ومن هنا يتم تنفيذ برامج تغذية خاصة به بهدف تهيئته لإنتاج افضل ولكي تكون مهيأة لخوض اي مسابقه، مؤكدا ان ندرة الحلال والمزاين منها تحديدا تنبع من شكلها ونوع سلالتها وبأنه يحرص علي حضور المهرجانات والاطلاع علي فعالياتها، إلا انه قليل المشاركة فيها كونه يرى أن منتجاتها هي الأكثر أهمية.
وأكد بأن الحلال المشارك في المسابقات يتوجب تأهيله بالغذاء والفيتامينات المناسبة، وإن كان أشار إلى أن بعض المربين لايشاركون بمسابقات المزاين، علي الرغم من حرصهم علي إنتقاء افضل السلالات ، مبررا ذلك بأن للمسابقات شروطا يتعين الالتزام بها وأن تكون السلالات المشاركة أصيلة، وأوضح أن أهم أنواع سلالات المزاين هي، الحجازي، والشامي ، والعارضي وبعض انواع الضأن إنما في قطر تقتصر على ثلاث انواع وهي العارضي من الماعز والعرب والسوري من الضأن.
وأوضح بأن الماعز يدر ألبانا أكثر من الأغنام بينما الأغنام تنتج لحوما أكثر، وبالنسبة للالبان فإن العزبة لديه تشكل وحدة إنتاجية لمنتجات ألبان الماعز، لأنه يملك معملا صغيرا لتصنيع تلك المنتجات بالطريقة الشعبية، حيث ينتج منها السمن والجبن ويدر عائدا إقتصاديا محمودا، مشددا علي اهمية مثل تلك الصناعات الشعبية بمجال الالبان في دعم الإقتصاد الوطني للدولة .
وحول طبيعة المنتج قال ان انثى الماعز تنتج بين لتر إلى لترين من الحليب يوميا، ويصنع إلى قشطة وسمن وجبن ولبن ويصل سعر كيلو السمن إلى 150 ريالا، ويعتبر من أغلى أنواع السمن.
واضاف المري أن وزارة البلدية والبيئة تنظم لهم ورش عمل حول اساليب تربية الحلال والعناية به، وبدوره يعتمد على الطب الشعبي وعلى نفسه في علاج قطعان الحلال التي يمتلكها، وإن فشل يلجأ للأدوية الحديثة مثل العقاقير والإبر، منوها بأنه يعالج بنفسه عدم الخلفة ويقوم بتوليد القطعان.
مسابقات "حلال هل قطر": أهميتها وشروطها وجوائزها
توجد مسابقة للحلال تقام سنويا في قطر ينظمها الحي الثقافي بكتارا وتشهد قبولا واسعا من قبل المهتمين بالحلال في دول مجلس التعاون الخليجي وتعتبر نوعا من الدعم للسياحة الشتوية، حيث تقام المسابقة بفروع - المزاين، الحظائر، المزاد، جلسة أهل الصنف.
وفي ذات السياق يؤكد الدكتور خالد إبراهيم السليطي - المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي - أنّ كتارا حريصة على إحياء التراث القطري والخليجي والمحافظة على سمات الهوية القطرية الأصيلة، في الوقت نفسه الذي تعمل على الانفتاح على مختلف ثقافات العالم وتشجيع التقارب ومدّ جسور التواصل بين الشعوب.
وهو مناسبةً سنويةً يحرص الكثير من المهتمين والزوار من قطر و دول الخليج على متابعتها و المشاركة فيها".
وخلال المهرجان يتم رصد جوائز للمراكز العشرة الأولى. ويمتد موقع مهرجان حلال أهل قطر على مساحة 20 ألف متر مربع في الجزء الجنوبي الشرقي من الحي الثقافي كتارا، الذي يضم الكثير من العزب التي تمثل الحياة الصحراوية والبرية للحلال. إلى جانب فعاليات وأنشطة ومأكولات شعبية وفنون .ويتم وضع مجموعة من الشروط لمختلف مسابقات المهرجان والتي من شأنها أن تحمي حقوق جميع الأطراف المشاركة في هذا المهرجان.
ويقام طيلة أيام المهرجان من بعد صلاة العصر وحتى آذان المغرب مزاد لبيع الحلال، إلى جانب مسابقة جلسة أهل الصنف والتي تهدف إلى إبراز مربي الحلال وما توصل إليه من تطوير بحلاله من خلال عرض مشترياته وإنتاجاته للجمهور، ويضم المهرجان عددا من الفعاليات المصاحبة تتمثل في المعارض الجانبية والتي تتضمن الحرف اليدوية والأطعمة التقليدية والصور والألعاب الشعبية والأغاني القديمة، ويشارك بعض رعاة الغنم في المهرجان للتعريف بالحلال وأنواعه.
بين 100 و150 ألف ريال
ومن المتوقع أن تبلغ قيمة جوائز المهرجان عام 2017 ما تصل قيمته 5 ملايين ريال، وتتراوح قيمة الجائزة الأولى بين 100 و150 ألف ريال كما يتوقع أن تصل مبيعات المزاد المقام على هامش المهرجان الى 4 ملايين ريال .
ومن أشهر من فازوا بجوائز الحلال المهرجان الماضي حمد خلف المناعي والذي حصد المراكز الأولى في مسابقات الحلال السوريات، وكما يقول فهو يمتلك أندر الحلال على مستوى الخليج، لكون أنه يشتري الأجمل من الحلال السوريات بمبلغ 20 مليون ريال ، إذ اشترى الموسم الماضي "نعجة" بمبلغ يفوق المليون وستمائة ألف ريال.
ومن اهم شروط مشاركة الحلال في المسابقة أن يكون العمر من السنة الثانية فما فوق ،وأن يكون الحلال المشارك خاليا من الأمراض والعيوب الخلقية ،يمنع وضع أيّة علامة أو قلادة أو جرس أو تمييز للحلال المشارك، والالتزام بمواعيد تسليم الحلال واستلامه ،تسليم الحلال لا يتم الا بالحضور شخصيا، والقسم عند تسليم الحلال وفي الأمور التي يشك بها المختصون بالفرز والتسجيل، ولا يجوز نقل ملكية او استبدال بعض أو كل الحلال المشارك أثناء المسابقة ،وألا يقل عمر المشارك عن 18 سنة وأن يكون الحلال المشارك تحت ملكيته الشخصية، وإذا كان الحلال ملكا لأكثر من شخص سيدخل بإسم شخص واحد من الملاك فقط ولن يتم إشراك باقي الشركاء في الشوط نفسه. أما إذا كانت الشراكة بالمراح دون الحلال فيجوز الدخول بالمسابقة باسم المراح.
ومن اهم مهرجانات الحلال في الإقليم مهرجان التراث الشعبي بالكويت ومسابقة جمال الاغنام بالسعودية، وغالبية الأغنام المشاركة في المسابقة من سلالة جدي يطلق عليه اسم بركان ويملكه السعدون جرى تصديرها لشتى أنحاء الخليج في تجارة حجمها ملايين الريالات السعودية، والجدي الفائز بلقب أجمل جدي في المسابقة من سلاسة بركان وبيع بسعر 450 ألف ريال، ومهرجان الشيخ زايد التراثي 2015.
أنواع حلال الماعز والأغنام
من أهم أنواع الماعز بالخليج العارضي والحبش والباكستاني ويمتاز بتعدد التوائم التي تصل إلى الأربعة والماعز السوري ويمتاز بوفرة الحليب وكبر الحجم وفي قطر أهم الأنواع العارضي من الماعز والعربي والسوري من الضأن، أما أنواع الضأن بمنطقة الخليج فهي النجدي ،النعيمي ،العربي ،الحري ،الرفيدي، الحيص، السواكن.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: