تعد مشروعات الأسر المنتجة من المشروعات المهمة التي لاقت إقبالا شعبيا وترويجا حكوميا في العديد من البلدان النامية والفقيرة، وتستهدف تلك المشروعات الارتقاء بالمجتمعات ومحاربة الفقر وتوفير فرص العمل.
وتشترك الجمعيات الأهلية مع الحكومات في الغالب من خلال الإشراف علي مراكز الأسر المنتجة والتكوين المهني. ومع شيوع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الكثير من البلدان النامية والصاعدة تعقد المعارض للأسر المنتجة التي تنظمها وترعاها الحكومات سنويا وفي ظل الإعلان عن بروتوكولات طموحة بين الوزارات المختلفة لرفع الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني وتنفيذ آلاف المشروعات الجديدة . ولكن هذه المشروعات لا تزال تواجه العديد من التحديات التي تعوق تحقيق جميع أولوياتها والمستهدف منها في ظل استمرار وجود معوقات تعترض طريق الأسر المنتجة وتحد من انطلاقها في العالم العربي.
صناعات مطلوبة يتفق المستفيدون من هذه المشروعات في العديد من البلدان العربية علي صعوبة تسويق منتجهم طوال العام كعقبة تحول دون انطلاق مشاريعهم إلي الآفاق التي يأملونها مشددين علي أن المعارض التي تنظم من قبل الحكومات لا تكفي وحدها ومطالبين بضرورة إقامة معارض دائمة لكل المنتجات في أماكن يسهل الوصول إليها بالإضافة إلي تسهيل مهمة المشاركة في المعارض الخارجية الدولية.
وتبدو هذه المشروعات تحتاج أيضا إلي دراسات فنية كنشاط الخزف بالتعاون مع جمعيات الأسر المنتجة حيث أن مشروعات الأسر تحول الهواية إلي عمل دائم ويتم تسويق المنتجات من خلال معارض الجمعيات الدائمة لأن مهن التراث تلاقي إقبالا في التسويق الذي يعد مفتاحا لنجاح المشروع .
في بعض البلدان كالسودان ودول الجزيرة العربية والواحات العربية هناك جهودا تبذلها الوزارات المعنية بالصناعات من أجل ربط التصنيع الخاص بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة بصناعات الأسر المنتجة وهناك معارض سنوية في مصر ولبنان والأردن والسودان للصناعات الخاصة بفئات الشباب ولا تقتصر علي مجرد العرض بل التسويق الداخلي والخارجي. وتجذب الصناعات البسيطة والتراثية فئات عديدة بأنحاء السلطنة حيث تعد من الموروثات التي يمكن بها صقل الشباب بعد التخرج ليكون نشاطهم العملي مقدمة خصبة لنجاحات لهذا الشباب العماني في المستقبل خاصة ما يتعلق بصناعات البخور والعطور والنقوش على القماش وعمل المفروشات وصولا لصناعات الحلي حيث أن الدولة تقدم العديد من التسهيلات لضمان حل مشاكل التسويق وتبدو المعارض وسيلة رئيسية مهمة ومثلى لعرض المنتجات التراثية والموروثة في السلطنة طوال العام. صعوبات الإقراض تبدو الصناعات الخاصة بالأسر المنتجة في بعض البلدان النامية تحتاج لحل العديد من المشكلات التي تعترض طريقها مثل صعوبات الإقراض لإنشاء المشروع إلا أن العديد من الحكومات النامية فطنت إلى ذلك بتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر عن طريق تقديم صناديق التنمية قروضا للجمعيات وبالتالي للأفراد .
كما أن التمويل في بعض الدول كالعراق والسودان أصبح أيضا يمثل عقبة وبدأت بعض الأسر العربية في تمويل نفسها ذاتيا مع عرض منتجات غير تقليدية مثل الإكسسوارات والمصنوعات الجلدية والنحاسية في معارض خاصة.
كما تحتاج منتجات هذه المشروعات إلي معارض خارجية بدلا من ترويج البضاعة في المصالح الحكومية والنوادي مثل الباعة الجائلين لاسيما وأنها من أجود المنتجات وتعتمد علي خامات محلية عربية 100% وبالتالي يجب استغلال جميع الطاقات وتشجيع الأسر علي المشاركة من خلال معارض دائمة وهذا يحتاج إلي تمويل ودعم للجمعيات المنظمة ومشاركة الوزارات الحكومية في معارض دولية .
وتؤكد الدراسات أن العمل في الأسر المنتجة في تطوير الملابس تجربة ناجحة جدا عن طريق المعارض التي تفتح مجالات تسويقية أخري رغم وجود مشكلات تتعلق بضيق المكان المخصص للعرض لكن بدأت بعض البلدان كمصر ولبنان والأردن التوسع في الإقراض بشروط ميسرة والعرض لهذه المنتجات بشكل فعال وموسع وتكثيف المعروض وتصديره أحيانا حيث أن أغلب الجمعيات تعتمد في تمويلها علي جهات مانحة وتمويل ذاتي وتشترط إدارات الأسر المنتجة أن تقوم هذه الأسر بالتسجيل للمشاركة في المعارض إلا أن المشكلة في قلة المعارض الدولية.
أهداف وتحديات من أهم أهداف هذه المشروعات توفير دخل شهري ثابت للأسرة مع توفير سلعة مميزة بأسعار التكلفة تقل عن مثيلاتها بالأسواق بنسبة 40 إلي50% وتشمل المشروعات الأسر المستفيدة والأشد فقرا والأسر المعيلة وشباب الخريجين . ويشتمل كل مشروع أيضا كما يحدث في بعض مدن مصر والسودان والعراق علي دورات تدريبية في الخياطة والتفصيل وأعمال التطريز والأشغال الفنية مع زيادة الأجهزة والمعدات .
وهناك بعض الجمعيات الخاصة بهذه الصناعات في مصر التي تفضل الحصول علي التمويل من الجهات المانحة العربية والأجنبية وتضع الجهات شروطا صعبة منها دراسات تفصيلية عن كل المشروعات وكل بند في المشروعات وموافقة من الهيئات الاجتماعية . ومن الأفضل أن تحصل الجمعيات علي المنح بشكل مباشر من وزارات حكومية خاصة أن هناك مندوبين من الوزارات يراجعون بصفة دورية الأوراق الإنتاجية وعمليات التسويق في البلدان العربية المحتضنة لهذه المشروعات ولكي تنجح عملية التسويق يجب أن يتناسب العرض مع الطلب مما يساعد علي دفع المنظومة الاقتصادية للمشروعات الكبيرة ويسهم في دعم المنظومة الاقتصادية ككل.
ويؤكد الدكتور مختار الشريف خبير اقتصادي أنه رغم بدء مشروعات الأسر المنتجة في الستينيات في العديد من الدول العربية والنامية إلا أنها مازالت تواجه العديد من الصعاب فرغم أنه برنامج ناجح لكنه يفتقد إلي الإعلان والجهات المانحة لا تقدم التسهيلات التي تساعد الأسر المنتجة علي الإقراض في الغالب فضلا عن أن مراكز التكوين المهني تحتاج إلي إعادة هيكلة لمواكبة العصر الحديث مع ضم أسر جديدة وإنشاء معارض جديدة. ويوافقه في الرأي الدكتور محسن الخضيري خبير اقتصادي في أن المشروعات العربية للأسر المنتجة حائرة فبعضها حكومي والبعض الآخر غير حكومي وكلاهما يحتاج إلي الدعم وأهم مشكلة تواجه أصحابها هي سداد القروض فالأغلب يتعثر في سداد القروض مما يستلزم دراسة جدوى جيدة مع إقامة معارض بشكل دائم.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: