رفض المغفور له بإذن الله سالم راشد بن سحيم الشويهي الكعبي، وهو من أوائل العسكريين في القوات المسلحة ورقمه العسكري 151، التقاعد وأصر على خدمة الوطن حتى آخر يوم في حياته، على الرغم من بلوغه 110 سنوات، وكان له ما أراد، حيث فارق الحياة يوم أمس، بعد تعرضه لوعكة صحية، مجسداً نموذجاً للمواطن الحريص على خدمة الوطن، حباً ووفاء للوطن وقيادته الرشيدة، وتمت مواراة جثمانه الثرى في مقبرة الهيلي.
وقال جابر سالم الكعبي ابن المتوفي، إن والده التحق بالتجنيد عام 1952، لينتسب بعد حوالي أربع سنوات إلى الخدمة في القوات المسلحة ويحمل الرقم العسكري، ويعاصر خلال فترة حياته العديد من الحقب التاريخية، التي رواها لأبنائه وأحفاده.
ومن أبرزها الجهود التي بذلها مؤسس الدولة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تأسيس اتحاد إمارات الدولة وترسيخ دعائمه وحرصه على مصلحة الوطن والمواطن، وتحقيق الرخاء والرفاهية والازدهار.
وأشار إلى أن والده رحمه الله، له أربعة ممن التحقوا بالقوات المسلحة، ورفض التقاعد الذي تم إبلاغه به أكثر من مرة، وكان مصراً على خدمة الوطن بإخلاص وتفان، حتى آخر رمق في حياته، وكان يغضب إذا ما حاوره أبناؤه حول التقاعد، مؤكداً لهم أن خدمة الوطن واجبة على كل مواطن ما زال على قيد الحياة.
وأضاف: «حرص والدنا على غرس القيم العسكرية في جميع أبنائه وأحفاده، حيث كان رحمه الله يتحلى بالحزم والانضباط والنظام، والمحافظة على المواعيد والوقت، وأيضاً أداء واجباته الدينية من صلاة وصدقة، حتى عرف بأنه «أبو الفقراء»، كما أنه كان يرفض الإجازات السنوية، مفضلاً خدمة الوطن على الراحة في المنزل».
وقال سالم بخيت الكعبي، من أقارب المتوفي، إنه كان موسوعة شعرية، حيث كان رحمه الله يحفظ العديد من القصائد الشعرية لعدد من الشعراء الإماراتيين القدامى، الذين عاصرهم، إضافة إلى الأحداث التاريخية التي كان شاهداً عليها.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: