نبض أرقام
02:17 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/09/10
2025/09/09

«متطوعو التحدي» على خطى ترجمة 11 مليون كلمة

2018/04/04 الإمارات اليوم

استقطب «تحدي الترجمة»، المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مئات المتطوعين الذين شاركوا لأهداف متباينة، فمنهم من كانت له دوافع شخصية إلى جانب الأهداف المتعلقة بالعمل التطوعي الذي وصفوه بكونه مصدر سعادة لهم. التحدي يهدف إلى إنتاج 5000 فيديو تعليمي، ضمن مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني، ويتضمن ترجمة 11 مليون كلمة في نهاية سبتمبر.

تتباين الفيديوهات التي يعمل عليها المتطوعون، الذين تجاوز عددهم 300 متطوع، بين العلوم على مختلف أنواعها والرياضيات، كما أنها تتوجه إلى مختلف المراحل الدراسية، فهي تبدأ من الصف الأول الابتدائي وحتى الصف الـ12. كما يتباين عدد الدقائق الخاص بكل فيديو تبعاً للمرحلة التعليمية وكذلك لطبيعة المادة، ما يجعل المدة الزمنية تتفاوت بين خمس و12 دقيقة. أما المدة الزمنية لإنتاج كل فيديو فتحتاج لساعات تبدأ من عملية الترجمة أولاً، لتنتقل بعد ذلك إلى وضع الصوت، ثم بعدها عملية وضع الرسومات، ليتم في الأخير تدقيق وتقييم المحتوى من قبل طلاب المدارس.

وقالت الإماراتية حصة غانم الفلاسي، المتخصصة في الأدب الإنجليزي والترجمة: «شاركت في التحدي بعد حفل صناع الأمل، الذي أقيم العام الماضي، فعلى الرغم من كوني الرئيس التنفيذي لقسم السعادة والإيجابية، ومديرة إدارة الدعم الفني في ديوان حاكم الفجيرة، ووظيفتي تتضمن الكثير من العمل التطوعي، إلا أنني وجدت ما أقدمه لا يقارن بما يقدمه غيري»، ولفتت إلى أن المبادرة كانت فرصة بالنسبة لها، حيث يمكنها أن تحدث فرقاً على المدى الطويل، موضحة أنها تعمل على الترجمة في الليل وخلال الإجازات الأسبوعية. ونوهت بأن معظم الموضوعات التي تترجمها جديدة عليها، لكنها استفادت كثيراً على الصعيد الشخصي، مشيرة إلى أن العمل التطوعي يلهم الآخرين ويحفزهم على المساعدة والتطوع.

الملازم أحمد السويدي، من القيادة العامة لشرطة دبي، والمتخصص في الهندسة الإلكترونية، شارك في التحدي لأنه رأى في المبادرة فرصة للتطوع ومساعدة الطلاب على التعليم، خصوصاً لطلاب الدول التي تحتاج إلى وجود هذا المحتوى العلمي المجاني، شارك السويدي في ترجمة الرياضيات والعلوم، مشيراً إلى أنه تلقى تعليمه باللغة الإنجليزية، وهذا ما جعله يستفيد من التجربة على الصعيد الشخصي، حيث بات على معرفة أكثر بالعبارات العربية التي لم يكن يعرفها من قبل، ونوه بأنه رغم ضيق الوقت والوظيفة المتطلبة لدوام يومي، إلا أنه يسعى جاهداً لإيجاد الوقت، موضحاً أن الفيديو الواحد لا يستغرق الوقت في الترجمة فحسب، بل يعمل على البحث عن المعلومات أيضاً لترجمتها في قالب صحيح وخفيف على الطالب.

أما عبدالرحمن عثمان السيد، من السودان، فهو أكبر المتطوعين في التحدي، وشارف على 80 عاماً، وقال عن الأسباب التي دفعته للمشاركة: «المبادرة رائعة وتخرج عن النطاق المحلي إلى العالم العربي، ويجب على كل العالم العربي أن يشجعها ويدعمها، فأنا أشارك في ترجمة مواد الرياضيات، وكان لدي أكثر من سبب للمشاركة، فعلى الصعيد الشخصي أتيت كمرافق مقيم، ولدي الكثير من الفراغ، والتحدي ملأ هذا الفراغ، كما أن رسالة المشروع تستحق التطوع». ولفت إلى أنه تخصص في اللغة الإنجليزية، وأن الترجمة تعيده بالذاكرة إلى مقاعد الدراسة الثانوية، منوهاً بأنه يعود أحياناً إلى القاموس المختص لمعرفة بعض العبارات، موضحاً أن الفيديو يستغرق ساعات من العمل.

ولأهداف تتعلق بنقص المواد المترجمة شاركت الطالبة المصرية سلمى حيدر، التي حضرت مرحلة موافقة المحتوى، وأشارت إلى أنها في كثير من الأحيان تبحث عن مواد مترجمة وموثقة باللغة العربية لكنها غير متوافرة، معتبرة التحدي فرصة لتوفير معلومات موثقة. ورأت أن المشاركة تساعدها على صقل مهاراتها في الترجمة ولاسيما باللغة الإنجليزية، موضحة أنها تخصص يوماً أو يومين في الأسبوع لترجمة الفيديوهات.

شاركت في قسم تسجيل الصوت أصغر متطوعة، هي الإماراتية أمل الملا (21 عاماً)، وقد سجلت أكبر عدد من الفيديوهات، إذ وصل عددها إلى 189 فيديو، وقالت عن أسباب مشاركتها: «أحب التسجيل كثيراً، وتخرجت أخيراً، وفي هذه الأثناء أطلق سموّه المبادرة، وشعرت برغبة في المشاركة في هذه التجربة، لاسيما أنه يمكنني الاستفادة من التجربة للعمل في مجال الإعلام». ولفتت إلى أنها تسعى جاهدة إلى القدوم مرتين في الأسبوع للتسجيل لإنجاز أكبر عدد ممكن من الفيديوهات، موضحة أن المشروع انعكس عليها إيجاباً، فطورت لغتها العربية وتعرفت على طريقة المونتاج.

من جهته، شارك الإذاعي الأردني، ربيع صرايرة، في المبادرة لأنه يحب العمل التطوعي، ولطالما كان يسعى إلى تقديم شيء من هذا القبيل في مجال عمله، خصوصاً أن المشروع يتوجه لطلاب المدارس، ما يمكنه من ترك بصمة، وأكد صرايرة أن المشروع أعاده بالذاكرة إلى أيام المدرسة واسترجاع المعلومات العلمية، منوهاً بأن الإلقاء الخاص بالفيديو يختلف عن الإلقاء الإذاعي، فهو يجب أن يكون تعليمياً وليس خبرياً، وبالتالي يحتاج إلى الكثير من التوضيح، ورأى أنه رغم انشغالاته بين عمله وعائلته، سعى إلى أن يكون له أثر في الحياة، من خلال توظيف في مواد تعليمية.

العراقي سرمد النعيمي شارك في وضع صوت لأهداف شخصية، فقد أتى إلى الإمارات عام 2006، وأحب أن يعيد إلى البلد الذي احتضنه. وقال عن مشاركته: «المبادرة لكل ناطقي اللغة العربية في العالم، ولهذا لدي هدفان من مشاركتي، أولاً الهدف الإنساني للوصول إلى كل الطلاب، ثم الهدف الشخصي، فقد أتيت إلى الإمارات منذ 12 سنة، وقد تشاركنا الحياة والزاد والماء، كما أني تطورت كثيراً خلال وجودي في الإمارات، ولابد من أن أعيد إليها شيئاً». ولفت إلى أن المبادرة تُشعر المرء بسعادة بالغة، خصوصاً أنها تحمل فائدة للغير ومن دون مقابل.

وتعد مرحلة الغرافيك والمونتاج المرحلة الدقيقة التي تسهم في إيصال المعلومة بشكل سلس للطالب، وقالت المنفذة الأردنية، أصيل أبوسماقة: «أعمل على تقديم المعلومات العلمية بسهولة، وأشاهد الفيديو الموجود في (خان أكاديمي)، ثم أسعى لتقديم المعلومات للطالب بكل بسلاسة، من خلال إيجاد الغرافيك المناسب والألوان الجاذبة»، وأشارت إلى احتمالية زيادة وقت الفيديو العربي على الإنجليزي إن تطلب المزيد من الصور والشرح.

في الختام يتم اختبار الفيديوهات من قبل الطلاب، مريم الزعابي من الصف الـ12 كانت من بين الطلاب الذين شاهدوا الفيديوهات في مرحلة التقييم، ولفتت إلى أن طريقة الطرح تقدم معلومات سهلة وبسيطة، منوهة بأن بعض الفيديوهات تطيل الشرح وتراعي اختلاف المستويات عند الطلاب، كما أن الوقت كافٍ لاستيعاب الدروس، خصوصاً أن المعلومات مساندة برسومات بيانية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.