أكد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، اهتمامه واهتمام حكومة الشارقة بالبيئة والطبيعة الموجودة في أراضي الإمارة، موضحاً سبب تسمية جزيرة «صير بونعير» بهذا الاسم، مشيداً بمشاركة الشباب في «مهرجان صير بونعير»، مطالباً إياهم بمشاركة ما اكتسبوه من معلومات مع أصدقائهم، كما أعلن سموّه عن إنشاء محطات استراحة في الجزيرة.
قال سموّه، في مداخلة هاتفية عبر قناة الشارقة الرياضية: أهتم شخصياً وحكومة الشارقة بالعناية بالبيئة والطبيعة الموجودة في أراضينا والحمد لله، وإنه من الجميل مشاركة الشباب في هذا المهرجان، ليشاهدوا الطبيعة ويتعلموا ويحافظوا على بلدهم، ونشكر كل القائمين على هذا المهرجان، وكذلك على استمرارية الحفاظ على هذه الجزيرة.
وعن سبب تسمية هذه الجزيرة، قال صاحب السموّ حاكم الشارقة: تعود هذه التسمية إلى قصة طويلة وقديمة، ف«بونعير» هو محمد بن ناصر الدين بنعير بن حسين بن مزيد القاسمي، وكانوا يسكنون جنوب العراق ويحكمونه، وكانوا قبل ذلك حكام «واسط» في العراق، وكان هناك شخص يسمى الشيخ رحمة بن حمود بن رحمة، عام 850 للهجرة، وهجم عليه المشعشع الذي يسمى «المولى علي»، واستطاع أن ينتزع منه واسط والرماحية، فانزاح الشيخ رحمة إلى الجنوب، وكان له ابن يسمى جعفر، وكانا حليفين مع المغول، فكانوا يسموّن «جعفر» «جايفر»، لعدم تمكنهم من نطق العربية فحكم «جعفر» الجنوب، وله من الإخوة تقريباً 10، وكانوا قوة، ثم دخل عليهم العثمانيون ووقعت خلافات في هذه المنطقة، وهذا منذ 857 إلى أن احتل العثمانيون جنوبي العراق، فاتخذوهم حكاماً لهم محليين.
واستطرد سموّه قائلاً: وكان الحاكم في أيام العثمانيين يسمى شيخ المشايخ محمد بن ناصر بن قاسم بن رحمة بن جعفر، وكان نائبه في المدينة يسمى الشيخ محمد بن ناصر الدين بن حسين بن مزيد القاسمي، هجم عليهم المشعشع من أحفاد المشعشعين يسمى مبارك، في عام 1004 للهجرة، وفي المعركة التي حدثت في هذه المنطقة قُتِل محمد بن ناصر الدين بنعير، وقاوموا فهجم عليهم هذا المشعشع مرة أخرى، ورحلهم من جنوبي العراق، فنزلوا إلى هنا في منطقة جلفار برأس الخيمة.
وأضاف سموّه: وفي منطقة جلفار برأس الخيمة الشيخ محمد بن ناصر الدين بنعير، تعاون مع الفرس وأدخلهم البلاد، وأخذ من البرتغاليين البلدان الموجودة في ساحل الباطنة، ووصل إلى صحار وقتل فيها.. لكن ابنه ناصر الدين، تركوه في قلعة جلفار، وبقي هناك، والعمانيون يسموّنه «فارسي - عجمي»، لأنه يتعاون مع العجم، وتحالف القواسم الموجودون لإزاحة ناصر الدين هذا، وترحيله من البلد، وكان ذلك عام 1630 للهجرة، وأنزلوه من قلعة جلفار ولم يتركوه يسير ناحية فارس، فأحضروه باتجاه الشارقة، لتجنب المشكلات، فقال لهم إنه سيعود إلى العراق، ولكنه لم يصدق، وركب سفينته آخذاً معه زاده وأعوانه وأتوا إلى هذه الجزيرة «صير بونعير»، وسكن واستوطن فيها، ومازالت حتى الآن في الجبال من الناحية الغربية توجد آثار بيوتهم والقلعة التي بناها ناصر الدين، الملقب ب «نعير»، وسميت هذه المنطقة بهذا الاسم، نسبة له، لأنه سكن هنا فترة من الزمن، ثم عاد إلى بر فارس ومنه إلى العراق. وهذه هي قصة تسمية هذه الجزيرة.
وختم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، قائلاً: نتمنى للمشاركين السلامة والعودة بخير، بإذن الله، ونتمنى منهم جميعاً أن ينقلوا للشباب والمهتمين بهذه الأمور ما وجدوه على الجزيرة، وينصحوهم بزيارتها، ولا بدّ على المشاركين أن يكونوا أصدقاء، ونحن سننشئ محطات استراحة، ونطالب بتكوين جماعات تناصر الطبيعة وتحافظ على مكوناتها ونتمنى التوفيق لجميع.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: