قال مدير إدارة الرقابة الجنائية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، المقدم راشد عبدالرحمن بن ظبوي، إن إمارة دبي سجلت 90 حالة انتحار، و101 حالة شروع في الانتحار، عام 2017، فيما بلغ عدد حالات الانتحار منذ بداية عام 2018 حتى الآن 25 حالة، و50 حالة شروع في الانتحار، لافتاً إلى أن النسبة الأكبر من حالات الانتحار وقعت بين فئات الشباب دون سن الـ30.
وأضاف أن الإهانة تقف خلف 60% من الأسباب التي دفعت إلى الانتحار، فيما شكلت الخلافات الأسرية 35%، والضغوط المالية تسببت في 10%، و10% حالات مجهولة السبب.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي ينظمها قطاع البحث الجنائي، بالتعاون مع مركز استشراف المستقبل ودعم اتخاذ القرار، تحت عنوان «الانتحار.. أسبابه وطرق الوقاية منه»، وشهدها مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، بحضور مديري الإدارات العامة والفرعية في شرطة دبي ومراكز الشرطة، إلى جانب المعنيين من محاكم دبي، والنيابة العامة، والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، وهيئة تنمية المجتمع، وهيئة تنظيم الاتصالات، ووزارة الثقافة والشباب، ووزارة الموارد البشرية والتوطين.
وقال المنصوري إن الانتحار جريمة مستوردة حرّمتها الأديان السماوية، وجرّمتها كل القوانين والأنظمة والتشريعات في مختلف دول العالم، وتقف خلفها عادة مجموعة من الأسباب، التي تتكرر وتتشابه مهما اختلفت جنسية الضحية أو عقيدته، لعل أبرزها الأزمات المادية، وحدوث نزاعات وخلافات أسرية، وتعاطي المسكنات وأدوية الاكتئاب وما شابهها، مؤكداً أنه يمكن لكل ما سبق إيجاد حلول لها بعيداً عن تلك الجريمة التي تسبب خسائر في الأرواح والاقتصاد، وتجلب الحزن والأسى لأسر الضحايا.
وأكد ضرورة تضافر جهود التوعية إزاء كل الأسباب التي قد تقف دافعاً وراء ارتكاب هذه الجريمة.
ومن جانبه، قال بن ظبوي إن المشاركين تباحثوا في محاور عدة، ضمن مجموعات، للخروج بتوصيات تحقق هدف الجلسة، واختص المحور الأول بفئة الأجانب، وأبرز الأسباب التي تدفع بهم إلى الانتحار، وطرق الوقاية واستثمار أدوات استشراف المستقبل والذكاء الاصطناعي لخدمة القضية، فيما اختص المحور الثاني بفئة العمال، وأبرز الأسباب التي تقع خلفها وطرق الحد منها، وضرورة نشر التوعية بالقوانين والحقوق العمالية، إلى جانب دور استشراف المستقبل والذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن المحور الثالث استهدف فئة الأطفال والمراهقين، وأبرز الأسباب التي قد تدفعهم إلى الانتحار، مع التطرق إلى الألعاب الإلكترونية مثل لعبة الحوت الأزرق، وما أفضل السبل لوقاية هذه الفئة، وأهمية توظيف التكنولوجيا لخدمة هذه الفئة، واستشراف المستقبل والذكاء الاصطناعي.
من جانبه، تطرق رئيس قسم الشبكات وأجهزة الاتصالات في شرطة دبي، النقيب خالد مطر، إلى لعبة «الحوت الأزرق»، إحدى الألعاب الإلكترونية التي تم ربطها بالعديد من حوادث الانتحار التي وقعت بين المراهقين في بعض دول العالم، موضحاً تفاصيل اللعبة التي تطلب من المشترك تنفيذ 50 مهمة تزداد صعوبة مع التقدم في مستويات اللعبة، حتى يطلب القائمون عليها من اللاعب الانتحار.
وناقش المشاركون الوجه الآخر لوسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية، وخطورة بعض الألعاب الإلكترونية، وإمكانية وجود تشريعات أو قوانين تحد من انتشارها أو تُعاقب مروجيها، مؤكدين على ضرورة الرقابة الصارمة من قبل الأهل، وتضمين المناهج الدراسية بمواد أو كتيبات أو إرشادات تساعد الأبناء على حسن الاختيار، واستغلال أوقات فراغهم.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: