أكّدت قيادات شرطية في الشارقة وعجمان ورأس الخيمة، لـ«الإمارات اليوم»، أن عدم التزام المشاة بالسير في الأماكن المخصصة لهم، وإصرارهم على قطع الطريق من أمام المركبات، هو أبرز أسباب حوادث الدهس، ووقوع الوفيات والإصابات الناجمة عنها، لافتين إلى ضرورة تعزيز حملات التوعية المرورية، ووضع حواجز في الجزر الوسطية للطرق، لمنع المشاة من تعريض حياتهم وحياة الآخرين للخطر.
وطالب قانونيان بتشديد عقوبة المشاة غير الملتزمين بالسير في المناطق المخصصة لعبورهم، ودعا أحدهما إلى تحميلهم نسبة 50% من أضرار الحادث، وزيادة الغرامة المالية من 400 درهم إلى 2000 درهم، لتكون رادعاً لمن يرفض الامتثال لقانون السير والمرور.
وتفصيلاً، قالت شرطة الشارقة إن عدم التزام المشاة بقطع الطريق من الأماكن المخصصة لهم يمثل السبب الرئيس لوقوع حوادث الدهس في شوارع الإمارة، لافتة إلى أن مناطق عبور المشاة تعتبر الأكثر أمناً وضمانة لسلامة المشاة في الطرقات العامة.
وأكدت التنسيق مع الجهات المعنية لتخصيص مناطق لعبور المشاة في مختلف الطرقات الحيوية في الإمارة، وتركيب حواجز في الجزر الوسطية للطرقات المهمة، وإنشاء إشارات ضوئية للمشاة في شارع الخان وبعض الشوارع الرئيسة، لتفادي التسبب في وقوع حوادث مرورية، إضافة إلى إطلاق حملة توعية في أبريل الماضي تحت شعار «اعبر بأمان» على طرق الإمارة، للحد من حوادث الدهس، وتعزيز الثقافة المرورية لمستخدمي الطريق.
من جهته، قال مدير إدارة المرور والدوريات في شرطة عجمان، العقيد سيف عبدالله الفلاسي، إن إدارة المرور تعمل على محاور عدة لضمان سلامة المشاة، مشيراً إلى إطلاق حملة توعية في سبتمبر الماضي بعنوان «العبور الآمن للطريق» استهدفت السائقين والمشاة لتوعيتهم بأهمية العبور الآمن للطريق، حفاظاً على سلامتهم ولتجنب حوادث الدهس.
وأكّد تركيب جسور وإنشاء مناطق مخصصة للمشاة وإشارات ضوئية، ووضع حواجز مانعة في الجزر الوسطية للطرقات في المناطق الأكثر ازدحاماً في الإمارة، للحفاظ على سلامة المشاة، وتوفير عبور آمن لهم. كما أكّد وضع حواجز حديدية وسط شارع خليفة وشارع الاتحاد وشارع الشيخ زايد وشارع الكورنيش، لمنع المشاة من قطع الطريق، وتركيب جسر مشاة جديد لمنع قطع المشاة للطريق، وإلزامهم باستخدام الجسر والمناطق المخصصة لعبور المشاة.
وتابع أن دوريات المرور تطبّق سلطة القانون، وتضبط المشاة غير الملتزمين بالقانون، وتحرر لهم مخالفات مالية بقيمة 400 درهم.
وأضاف الفلاسي أن دراسات مرورية حديثة أكدت أن السائق الذي يقود مركبة بسرعة تزيد على 80 كيلومتراً في الساعة لا يستطيع التوقف أو تفادي الاصطدام بشخص أمامه.
وأكد تحرير نحو 30 مخالفة يومياً بسبب عبور الطريق من مكان غير آمن، خلال تكثيف الحملات المرورية على الطرقات.
من جهته، قال مدير عام العمليات المركزية في شرطة رأس الخيمة، العميد الدكتور محمد سعيد الحميدي، إن شرطة رأس الخيمة خفضت السرعة على طريق شارع كورنيش القواسم من 60 كم في الساعة إلى 50 كم في الساعة، لتصبح سرعة ضبط الرادار على الشارع 71 كم في الساعة بدلاً من 81 كم في الساعة.
وأضاف أن شرطة رأس الخيمة ركبت ثلاثة مطبات اصطناعية على طريق الكورنيش لخفض سرعة المركبات وتسهيل عبور المشاة بأمان، مشيراً إلى تركيب لوحات على طريق الكورنيش تنبه السائقين بالسرعة الجديدة على الطريق، وتركيب حواجز وسط شارع سالم بن محمد، وإنشاء إشارات مرورية لعبور المشاة، لمنع وقوع حوادث دهس على الطريق، إضافة إلى تركيب مطبات اصطناعية مقابل «سفير مول»، لحماية المتسوقين خلال عبورهم الطريق.
في السياق، أكد المحامي الدكتور رائد العولقي، لـ«الإمارات اليوم»، ضرورة تحميل المشاة المتسببين في حوادث الدهس المسؤولية القانونية والمدنية عن وقوع الحادث، إضافة إلى تحميلهم نسبة 50% من أضرار حوادث الدهس، باعتبارهم المتسببين الحقيقيين في الحادث، نتيجة لعدم الالتزام بالقانون.
وأوضح أن قاطع الطريق من المكان غير المخصص للعبور يعلم أنه قد يتعرض للدهس وقد يسبب ضرراً للسائق، لكنه يتعمد أن يؤذي نفسه والآخرين بقطعه الطريق من غير المناطق المخصصة للمشاة، لافتاً إلى أن «تصرّفه يوجب زيادة قيمة المخالفة إلى 2000 درهم، وليس 400 درهم فقط».
وقال: «قبل أن يُشرع بتطبيق العقوبات على المشاة المخالفين يجب أن تلتزم إدارات المرور في الدولة بتوفير مناطق مخصصة لعبور المشاة في جميع الشوارع العامة، لأنه من غير المعقول أن يمشي الشخص أكثر من كيلومتر للذهاب للمناطق المخصصة للمشاة»، مضيفاً أن «الواقع يشير إلى عدم وجود مناطق كافية لعبور المشاة»، داعياً إلى «إجراء دراسة شاملة للطرقات الحيوية، لرصد المخاطر، وتوفير إجراءات السلامة للمشاة على الطرقات».
واعتبر المحامي محمد جاد المولى، أن العقوبة الحالية لا تكفي لضمان تطبيق القانون، لافتاً إلى ضرورة شمول مخالفة قاطع الطريق بمخالفة تعريض حياة آخرين للخطر، لأن سيره في الطريق أمام المركبات قد يربك حركة المرور ويؤدي إلى وقوع حادث دهس أو تصادم.
وشهدت الشارقة، أخيراً، وفاة مقيمة من جنسية عربية، وإصابة رضيعتها (14 شهراً) بإصابات بليغة، إثر تعرضهما لحادث دهس.وكانت غرفة العمليات المركزية في شرطة الشارقة، تلقت بلاغاً بوقوع حادث دهس لامرأة ورضيعتها على شارع الخان، بالقرب من جسر القصباء في الشارقة، قبل أيام، وانتقلت دوريات الشرطة إلى الموقع، حيث شرعت في تخطيط الحادث، بينما نقل الإسعاف الوطني المرأة ورضيعتها، إلا أن الأم توفيت قبل وصولها المستشفى.
وطالب رئيس مركز شرطة البحيرة، العقيد عبداللطيف الغروبتي، سائقي المركبات بتوخي الحيطة والحذر، وزيادة التركيز أثناء القيادة، خصوصاً في أوقات الذروة، وتشهد وجود أعداد كبيرة من التلاميذ على جانبي الطريق، منبهاً المشاة إلى ضرورة التقيد بعبور الطريق من المواقع المخصصة للعبور، تفادياً لوقوع حوادث الدهس القاتلة.
وأفادت المعاينة الأولية بأن الحادث وقع نتيجة الإهمال والسرعة الزائدة وعدم الانتباه لحركة الطريق من قبل سائق المركبة، وعبور الأم وابنتها للطريق من مكان غير مخصص لعبور المشاة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: