نبض أرقام
11:01
توقيت مكة المكرمة

2024/06/08
2024/06/07

البيتكوين.. صحوة الفقاعة أم واقع عالمي جديد؟

2020/11/19 أرقام - خاص

"هذا الوقت مختلف".. يعتبر الكثير من الاقتصاديين أن هذه العبارة البسيطة كانت سبباً رئيسياً في تكرار الأزمات المالية على مدار التاريخ، مع اعتقاد البعض دائماً أن الواقع يختلف عما حدث سابقاً.

 

وتمثل طفرة عملة البيتكوين المشفرة في الفترة الأخيرة اختباراً جديداً حول ما إذا كان هذا الصعود بمثابة تكرار لما حدث قبل ثلاث سنوات أم أنه يشكل بداية تغيرات جديدة.

 

 

عودة طفرة البيتكوين

 

- عادت عملة البتكوين المشفرة لتتصدر عناوين الصحف والمواقع الإخبارية حول العالم، مع الارتفاع المتواصل لسعرها وتسجيل مستويات غير مسبوقة منذ ثلاث سنوات تقريباً.

 

- صعدت العملة المشفرة الأكبر من حيث القيمة السوقية لمستوى 18.393 ألف دولار خلال تعاملات يوم الأربعاء، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر عام 2017.

 

- منذ بداية العام الحالي وحتى الآن، ارتفع سعر البيتكوين نحو 150%، ما يجعلها تتجاوز عائد الاستثمار في الذهب وأسواق الأسهم في الاقتصادات الكبرى والناشئة.

 

- تبدو البيتكوين قريبة من الوصول للقيمة المسجلة في نهاية عام 2017 قرب مستوى 20 ألف دولار، والتي أعقبها هبوط أحدث دويا للعملة المشفرة دفعها لفقدان أكثر من 80% من قيمتها في غضون عام واحد.

 

 

- القيمة السوقية للبيتكوين –إجمالي عدد العملات قيد التداول ضرب السعر – وصلت إلى 337 مليار دولار لتتجاوز القيمة المسجلة في ديسمبر 2017 عند 331.8 مليار دولار، مع ارتفاع المعروض من العملة.

 

- تزامن صعود العملة المشفرة مع عدة تطورات إيجابية على صعيد الاستخدام الفعلي والاهتمام من قبل بعض كبار اللاعبين، ما جعل تخزين واستخدام العملة أبسط وأقل خطراً.

 

- أعلنت "باي بال" في الشهر الماضي السماح لعملائها في الولايات المتحدة بالشراء والبيع والاحتفاظ بالعملات المشفرة في حساباتهم لديها، مع خطة تستهدف استخدامها لاحقا في شراء السلع.

 

- شركة "سكوير" أيضاً أعلنت في أكتوبر الماضي شراء عملات بيتكوين بقيمة 50 مليون دولار، مع السماح للمستخدمين بتداول العملة المشفرة عبر تطبيقاتها.

 

 

- قبل شهر واحد فحسب، كشف الملياردير ومدير صناديق التحوط الشهير "بول تيودور جونز" امتلاكه استثمارات صغيرة في البيتكوين والتي وصفها بـ"مثل الاستثمار مع ستيف جوبز في آبل أو جوجل".

 

هذا الوقت مختلف؟

 

- يرى بعض المتفائلين بمستقبل العملات الإلكترونية أن مخاوف تكرار قصة صعود وانهيار البيتكوين قبل ثلاث سنوات قد لا تكون مبررة هذه المرة، بدعوى وجود اختلافات تتعلق بظروف السوق والاقتصاد والمستثمرين أنفسهم.

 

- يعتقد بعض المتابعين أن العملات المشفرة أصبحت بمثابة ملاذ للمستثمرين من تقلبات أسواق الأسهم وفشل الأصول الآمنة التقليدية مثل الذهب والسيولة النقدية في توفير الحماية المطلوبة والمكاسب المأمولة.

 

- خفضت معظم البنوك المركزية الكبرى معدلات الفائدة لمستويات قياسية متدنية للتغلب على تداعيات وباء "كوفيد-19"، ما ألقى بظلاله على الارتفاع التاريخي للسندات سالبة العائد والتي تجاوزت 17 تريليون دولار.

 

- يخشى بعض المتابعين من أن سياسة طباعة الأموال وضخ السيولة بوتيرة غير مسبوقة (نحو 19.5 تريليون دولار قيمة حزم تحفيز مالية ونقدية منذ بداية الوباء) تثير مخاوف تتعلق بارتفاع معدل التضخم خلال الفترة المقبلة.

 

- تمتلك البيتكوين بصفة خاصة ميزة نسبية تتمثل في وجود معروض محدود بحد أقصى مسموح يبلغ 21 مليون وحدة، على خلاف العملات السيادية مثلاً والتي يمكن طباعتها بقدر ما ترغب الحكومات والبنوك المركزية.

 

 

- يشعر الداعمون للعملة المشفرة بأن فكرة المعروض المحدود قد تخلق حالة من العجز المستمر بين الطلب والعرض ما يجعل البيتكوين أداة للحماية من احتمالات تسارع التضخم وفقدان العملات الورقية لقوتها الشرائية.

 

- من أبرز أسباب الصعود السريع والقياسي للعملة المشفرة قبل ثلاث سنوات هو "الفومو" أو خوف البعض من فقدان الفرصة، حيث يخشى الناس من عدم استغلال فرصة الارتفاع وتحقيق المكاسب السريعة، وهو ما يساهم في زيادة الطلب المضاربي وبالتالي يتسبب في رفع السعر أكثر.

 

- تبدو البيتكوين في نظر البعض بمثابة بديل لمكانة الذهب في المحافظ الاستثمارية، خاصة فيما يتعلق بالتحوط من احتمالات تسارع التضخم.

 

- شهد صندوق "جراي سكيل بيتكوين ترست" تدفقات نقدية ملحوظة مؤخرا، في الوقت الذي شهدت فيه صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب تخارجا لرؤوس الأموال، في إشارة إلى تحول اهتمامات بعض المستثمرين من المعدن إلى العملة المشفرة.

 

 

- على نفس الصعيد، شهد عدد العقود المستقبلية والخيارات المفتوحة في بورصة شيكاغو ارتفاعا بثلاثة أمثال المسجل في نفس الفترة قبل عام.

 

- يتوقع الملياردير "مايك نوفوغراتز" أن يصل سعر عملة البيتكوين لنحو 65 ألف دولار بسبب الطلب المتزايد والمعروض الضعيف من العملة.

 

- من وجهة بعض الخبراء، يبدو مصير البيتكوين مختلفا عن عام 2018 الذي شهد انهيار الفقاعة وهبوط السعر من 20 ألف دولار لنحو 3200 دولار في غضون بضعة أشهر.

 

- الهبوط الذي عانت منه العملة المشفرة قبل أكثر من عامين جاء بفعل تخارج المستثمرين الأفراد الذين شكلوا السبب الأكبر وراء الصعود آنذاك، لكن الظاهر حالياً أن بعض المؤسسات قامت بتبني حيازة البيتكوين، ما يجعل احتمالات حدوث موجة بيعية مدفوعة بالذعر أمراً غير مرجح.

 

الشكوك لم تنته

 

- لكن على الجانب الآخر، يرى المنتقدون لهذا النوع من الأصول أن البيتكوين تُستخدم بشكل كبير في أنشطة غير قانونية تشمل غسل الأموال والتجارة غير المشروعة، ما يجعلها خطراً على الدول.

 

- يعتقد محللون أن العملات المشفرة قد تتعرض لتنظيم حكومي خلال الفترة المقبلة، خاصة مع الاهتمام المتزايد من قبل بعض البنوك المركزية مثل المركزي الأوروبي وبنك الشعب الصيني وغيرهما بطرح محتمل لعملات رقمية خاصة.

 

- بعد تجاوز البيتكوين حاجز 17 ألف دولار هذا الأسبوع، خرج "راي داليو" مؤسس أكبر صندوق تحوط في العالم "بريدج ووتر أسوشيتس" ليبدي تعجبه من الصعود الحاد ومكرراً مخاوفه حيال العملة.

 

 

- يرى "داليو" أن مشكلته في اعتبار البيتكوين عملة فعالة تتمثل في أنها ليست مخزنا جيدا للقيمة والاحتفاظ بالثروات لأنها متقلبة بشكل كبير ولا تمتلك ارتباطا قويا بأسعار السلع المرغوب في شرائها وبالتالي لا تحمي القوة الشرائية للمستهلكين.

 

- تمتلك العملات السيادية ثلاث وظائف أساسية وهي، مخزن للثروة ووسيلة للتبادل ومقياس للقيمة، وهو ما لا تقدمه العملة المشفرة التي يُعرف عنها التقلبات الحادة والسريعة وقلة إمكانية استخدامها في عمليات التبادل اليومية.

 

- "جيمي ديمون" الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورجان" كان له رأي معارض أيضاً للعملة المشفرة والتي وصفها بأنها غير ملائمة له، بعد انتقادات شهيرة طوال سنوات تتهمها بـ"الاحتيال والفقاعة الفاشلة".

 

- "لا أتخيل أن يقوم بنك مركزي أو مؤسسات استثمارية بشراء البيتكوين، بعكس الذهب مثلا والذي يمثل ثالث أعلى الأصول التي تمتلكها البنوك المركزية حول العالم"، هكذا يبرر "ديمون" موقفه الرافض للعملة المشفرة.

 

- بالنسبة للكثيرين، لا تمثل البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة سوى وسيلة لتحقيق ثروات بشكل سريع وسهل عبر شرائها ثم السعي لبيعها لآخرين لاحقا مقابل سعر أعلى.

 

- لكن ما يُطلق عليه "رحلة البحث عن الأحمق الأكبر" الذي سيشتري الأصل المالي بمقابل أعلى قد تنتهي في بعض الحالات باكتشاف أن الحائز الحالي له هو آخر طرف في السلسلة، ما يعني أن الفقاعة وصلت لمرحلة النهاية.

 

المصادر: أرقام – كوين ماركت كاب – كوين ديسك – ماركت ووتش – بي بي سي – فاينانشيال تايمز – بلومبرج – سي إن بي سي

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة