نبض أرقام
01:52 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/09/13
2025/09/12

خمسة توجهات رقمنة لنقلة نوعية في الوظيفة المالية

2021/07/14 بيان صحفي

في عالم يتجه بوتيرة متسارعة نحو تقنيات الواقع الافتراضي، أصبحت الرقمنة واحدة من أبرز الأولويات على أجندة المدراء الماليين في وقت يكتسب فيه دور تطبيقات التكنولوجيا في الوظيفة المالية وضوحاً متزايداً يوماً بعد يوم. وخلال فترة الجائحة، عندما تحولت عمليات الإغلاق المالي عن بعد إلى واقع ملموس بالنسبة لمعظم الإدارات المالية، سجلت الشركات التي استثمرت في الحلول الرقمية أداء أفضل من نظيراتها التي تأخرت عن ذلك. وبعد هذا الدرس القاسي، عمد قادة القطاع المالي إلى تخصيص المزيد من الاستثمارات للحوسبة السحابية وتكامل البيانات والبرمجيات خلال عام 2021 كنتيجة طبيعية لذلك. وتثبت الدراسة الاستقصائية التي أجرتها مؤسسة "جارتنر" صحة هذا الأمر؛ إذ تسلط الدراسة التي شملت 173 مدير تنفيذي للشؤون المالية وأجريت خلال شهر أكتوبر 2020 الضوء على قائمة مرهقة من الأولويات الرقمية لعام 2021، بداية من تطبيق تقنيات تحليلات البيانات المتقدمة وأتمتة العمليات الآلية (RPA) ووصولاً إلى تسريع اكتساب المهارات الرقمية بين فرق الموظفين لديهم. كما كشفت الدراسة أن معظم هؤلاء المدراء لم يكونوا واثقين من مدى جاهزيتهم لتحقيق أهدافهم الرقمية ذات الأولية القصوى للعام القادم.

 

وتعكس هذه "الأولويات" الرقمية التي حددها المدراء التنفيذيون للشؤون المالية عزمهم على إنعاش استثمارات النمو المتعثرة في أثناء تحسين التكاليف بحيث تجسد انعكاساً أكثر وضوحاً لحقائق الأعمال الجديدة. ومن بين أهم هذه الحقائق الجديدة تبرز مسألة تلبية تفضيلات العملاء الجديدة التي أفرزتها الجائحة، بما في ذلك ارتفاع سوية التطلعات بشأن السرعة والتسليم متعدد القنوات والتوافر الدائم للخدمة.

 

وفي صميم هذا التحول الرقمي لفرق الشؤون المالية والمحاسبة، تبرز قدرة تكنولوجيا المعلومات ومعايير البيانات المفتوحة على تقليص فترات التأخير والتعطل في العمليات والإجراءات. واستناداً إلى هذه التوقعات، تركز فرق الشؤون المالية والمحاسبة على ضمان تجهيز أقسامها بالأدوات والتقنيات والمواهب اللازمة لخوض غمار هذا التحول الرقمي، حيث سيدعم بعضها أهداف المدراء التنفيذيين للشؤون المالية لتحسين التكاليف على المدى الطويل. ويقوم المدراء وفرقهم بتحديد الاستثمارات التي من شأنها أن تحقق نتائج أعمال إيجابية وتعزز أداء الموظفين ضمن نماذج العمل الهجينة الجديدة التي طفت إلى السطح خلال فترة انتشار الجائحة. وبتنا ندرك الآن قدرة معايير البيانات، مثل معيار لغة تقارير الأعمال الموسعة (XBRL)، والمنصات الرقمية الجديدة مثل "بلوك تشين" والحوسبة السحابية ومعالجة اللغات الطبيعية على تعزيز مستويات الكفاءة التشغيلية ودعم الفرص التنافسية الجديدة وضمان توليد بيانات قابلة للتدقيق وإعداد جهات القطاع المالي لخوض معترك العالم الجديد.

 

وبدأ المدراء التنفيذيون للشؤون المالية وفرقهم بإدراك كيف يساعد تكامل البيانات عبر مفاصل الشركة في تحقيق القيمة؛ وكيف تتيح التحليلات إمكانية اتخاذ القرارات التنبؤية بدلاً من التفاعلية× وكيف تساهم أتمتة العمليات الآلية في تعزيز مستويات الكفاءة من خلال تولي المهام البشرية الروتينية؛ حيث يساعد كل ما سبق على تحويل المهن المالية من وظيفة معنية بالتعامل مع الأرقام إلى قوة دافعة استراتيجية ورقمية وقائمة على البيانات. ونقدم لكم فيما يلي بعضاً من أهم اتجاهات رقمنة الوظائف المالية في مرحلة ما بعد الجائحة.
 

الأتمتة خيار لا مفر منه
 

لن يكون هنالك مكان للعمليات اليدوية والمهام الروتينية القائمة على القواعد في القطاع المالي، بل ستكون هذه العمليات والمهام مؤتمتة بالكامل. وكان هذا الأمر صحيحاً حتى قبل انتشار الجائحة، حيث توقع أكثر من 50% من العاملين المتخصصين في الشؤون المالية والمحاسبة كيف ستؤثر الأتمتة على أداء شركاتهم عند استطلاع آرائهم على هامش عدد كبير من الدراسات. وتسهم العمليات الآلية القابلة للتكرار والمنظمة والشفافة في تقليص مستويات التعرض للمخاطر وتعزيز الثقة بنتائج عملية إعداد التقارير.

 

سيتحول نموذج العمل عن بعد إلى واقع طبيعي جديد لفرق الشؤون المالية
 

تخطط الشركات في جميع أنحاء العالم لتحويل نماذج العمل عن بعد أو نماذج العمل الهجينة إلى خيار دائم التوافر. ولكن، يعتبر تسهيل الترتيبات الناجحة لنموذج العمل عن بعد بمثابة عملية ثنائية المراحل. أولاً، ينبغي أن يلتزم المدراء التنفيذيون للشؤون المالية بتوفير الأدوات التكنولوجية المناسبة لموظفيهم. وثانياً، ينبغي أن يروج هؤلاء المدراء لقيم العمل الجماعي والتعاون بين الفرق الفردية وتعددية الوظائف عبر جميع مفاصل المؤسسة. ومن أجل القيام بذلك، يتعين على المدراء قيادة الجهود لتأسيس ثقافة مؤسسية جديدة والحفاظ عليها إلى جانب دعم وظائف الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات.

 

صقل المهارات معيار قياسي
 

يحمل التحول التكنولوجي الرقمي تغييرات جذرية تطال الوظائف التي يمارسها المحاسبون الإداريون ويهدد بأن تحل تطبيقاته محل العديد من الوظائف الحالية بما في ذلك وظائف المتخصصين بالشؤون المالية والمحاسبين. وسيحتاج الموظفون الجدد في مجال الشؤون المالية إلى اكتساب مهارات جديدة مثل حوكمة البيانات ودورة الحياة والبرمجة وتحليلات الأعمال التمثيل المرئي للبيانات وغيرها الكثير. ومن الضروري أن يواصل المحاسبون الاعتماد على مجموعات مهاراتهم الأقل عرضة للأتمتة وتطويرها بشكل مستمر. وفي المستقبل القريب، قد تنطوي مسألة امتلاك مهارات البيانات والبرمجة على ذات القدر من الأهمية التي تحملها المهارات المحاسبية.

 

البيانات طريق النجاح
 

لا تنظر المؤسسات التي تعتمد منهجيات "ترتكز على البيانات" إلى البيانات كسلعة مفيدة فقط، بل تعتبرها أيضاً بمثابة عامل مهم في استراتيجية العمل، وعنصر يؤثر بشكل مباشر في جوانب مثل التكاليف والكفاءة وجودة الخدمة. وفي دراسة حديثة أجراها "معهد المحاسبين الإداريين"، أشار غالبية المشاركين من المتخصصين في الشؤون المالية والمحاسبة إلى أن شركاتهم تعتمد منهجية مرتكزة على البيانات تتسم بكونها "قوية" أو "قوية للغاية" في مجال تكنولوجيا المعلومات.

 

ستصبح إدارة المخاطر المؤسسية إحدى المسؤوليات التي تندرج تحت مظلة الشؤون المالية
 

إن كنا قد تعلمنا شيئاً واحداً فقط من جائحة كوفيد-19، فهو أن الأزمة يمكن أن تنشأ بصورة مفاجئة وتتسبب بتعطيل الخطط المستقبلية بشكل كامل. وفي عام 2021، ستركز الشركات بشكل كبير على تخفيف المخاطر – سواء كانت بيئية أو اقتصادية أو اجتماعية أو غير ذلك – وستلعب إدارات الشؤون المالية دوراً أكثر أهمية على صعيد الوقاية من هذه المخاطر. وفي الواقع، وفي حال استخدام الإطار المتكامل لإدارة المخاطر المؤسسية (COSO ERM) بالصورة المناسبة، يمكن للمحاسبين الإداريين التنبؤ بالاضطرابات والكوارث الطبيعية والاستعداد لمواجهتها بشكل أفضل من خلال وضع الخطط واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استمرارية الأعمال وتمكين نموذج العمل عن بعد.
 

وسيؤدي تقاطع هذه الاضطرابات إلى حدوث تغيير ملموس في طريقة تعامل فرق الشؤون المالية مع نموذج القيمة المطلوب في القرن الحادي والعشرين. كما أن مدى استعدادهم لهذا العصر الجديد سيحدث الفارق الأكبر في نجاحهم أو فشلهم بتلبية متطلبات هذه المرحلة القادمة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.