أكّدَ سعادةُ السيد أحمد بن عبدالله الجمال، رئيس الهيئة العامة للجمارك، أن ما تشهده الدولة في كل عام خلال احتفالات اليوم الوطني من انصهار وتمازج بين جميع أطياف المجتمع في قطر، دليل واضح على دور هذه المناسبة في رسم صورة حقيقية تعكس مدى التلاحم الذي يعزز قيم الولاء والانتماء إلى هذه الأرض الطيبة، كما تتيح للأجيال المتعاقبة التعرف على تراثنا العريق ومزج الماضي بالحاضر والأصالة بالمعاصرة، لنستمد منه حافزًا ودافعًا نحو تحقيق أهدافنا وآمالنا المستقبلية.
وقال رئيس الهيئة، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية «قنا» بمناسبة اليوم الوطني للدولة: «إن ذكرى هذا اليوم فرصة عظيمة لنا لأن نعيد على مسامعنا، ونحكي لأبنائنا عن قائدنا الأول الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني «رحمه الله»، الذي حمل لواء الوطن، ونذكرهم بأجيال مضت من الآباء والأجداد الذين تحملوا الصعاب ودفعوا ثمنًا غاليًا في بناء أركان دولة عادلة تحتضن كل من يقيم عليها وتدعمه وتوفر له الأمن والأمان والعز والرخاء وكافة سبل العيش الكريم».
ولفت سعادته إلى ما حققته الجمارك من إنجازات خلال العام الجاري والتي تأتي في إطار عملها المتعلق بتأمين إدخال البضائع والمسافرين وتسهيل التبادل التجاري مع الدول، مبينًا أن الهيئة تابعت دورها الهام في تنفيذ البرامج والمشروعات، والتي تنوعت ما بين تطوير وتعزيز الجوانب البشريّة والتقنية والإجرائيّة أو على مُستوى التّعاون بين الجمارك وبين الجهات المُختلفة داخل الدولة وخارجها، وتسهيل إدخال المُنتجات الاستهلاكيّة لسدّ حاجة السّوق المحلّية، والعمل مع شركائها يدًا بيد لتحقيق انسيابيّة في حركة التّجارة ودعم عمليّات الاستيراد والتّصدير.
كما أشارَ سعادةُ السيّد أحمد بن عبدالله الجمال إلى أنَّ الهيئة خلال العام الحالي قامت بتجهيز دائرتَين جمركيتَين بمنطقتَي راس أبوفنطاس وأمّ الحول، بالإضافةِ إلى العمل على دعم وتطوير المنافذ الجمركية على المستويَين البشري والتقني من خلال تدشين عددٍ من البرامج التدريبية المتطوّرة لموظفي المنافذ وتعزيز الكوادر البشرية الموجودة، ودعم العمل اليومي بأجهزة فحص متطورة وَفق أحدث تكنولوجيا متوفرة، مثلما تم عمل زيارات تفقدية دورية من قبل المسؤولين والمتخصصين للوقوف على المتطلبات والاحتياجات التي تحتاجها المنافذ وذلك استعدادًا لما سوف تشهده خلال الفترة المقبلة من أحداث وفعاليات متعددة وحركة متوقعة في التنقل والسفر وخصوصًا بعد تحسن الوضع تدريجيًا مع جائحة كورونا.
وأضاف سعادته، في تصريحه ل «قنا»: إنّ الجمارك عززت الخدمات المتاحة على نظام «النديب» للتخليص الجمركي الإلكتروني بإضافة عددٍ من الخدمات الجديدة، كما قامت بتطوير العديد من الإجراءات والعمل على اختصارها وتقليل المستندات المطلوبة بهدف تسريع العمل وتقليل زمن الإفراج عن البضائع، مثلما تم العمل على إنجاز عدد من المشاريع المتعلقة بإدارة العمليات وتحليل المخاطر التي تتمثل في إتمام التكامل الإلكتروني مع وزارة الصحة ووحدة المعلومات المالية وغرفة قطر، وإطلاق الخدمة الإلكترونية للإقرار الجمركي، وربط أجهزة (إكس راي) مع ميناء حمد، وتطوير منظومة الرسائل النصية المرتبطة بنظام التوثيق الوطني.
تعزيز شامل لمعايير الأمن والسلامة المهنية
ذكرَ رئيسُ هيئة الجمارك أنَّ الهيئة العامة للجمارك حصلت على 4 شهادات اعتماد دولية لامتثالها لجميع متطلبات المنظمة الدولية للمعايير (ISO)، وذلك في مجال «معايير الأمن والسلامة المهنية»، حيث منحت شركة «إنترتك» موفر حلول ضمان الجودة الشاملة للقطاعات المهنية في جميع أنحاء العالم، شهادات إثبات الجودة للهيئة وهي، شهادة أنظمة إدارة الصحة والسلامة المهنية 45001:2018، شهادة نظام إدارة استمرارية الأعمال 22301:2019، شهادة نظام إدارة البيئة 14001:2015، وشهادة نظام إدارة الجودة 9001:2015، لتكون الهيئة بذلك أول جهة في الدولة تحصل على شهادة الجودة في فئة (استمرارية الأعمال) وَفقًا لآخر تحديث لها، ما يؤكد جاهزية المؤسسة لأداء مهامها والتغلب على الصعوبات والعقبات التي قد تواجهها، وقدرتها على توفير الحلول والبدائل لضمان استمرار العمل في أوقات الأزمات.
وفي إطار التعاون بين الهيئة العامة للجمارك ووزارة المواصلات وغرفة قطر، قال سعادة السيد أحمد بن عبدالله الجمال رئيس الهيئة العامة للجمارك، في ختام تصريحه لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: إنّه «تم تفعيل اتفاقية النقل البري الدولي للعبور (TIR) في دولة قطر بشكل رسمي، وقد بدأت الجمارك في تطبيق الإجراءات المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي للنقل الطرقي (IRU)، ويعتبر هذا النظام هو النظام الدولي الوحيد الذي يسمح بنقل البضائع من بلد لآخر في مقصورات شحن آمنة ومعتمدة من قبل السلطات الجمركية متعدد الأطراف والمدعوم من قبل منظمة الأمم المتحدة»، مشددًا على أن هذا الإعلان خطوة مهمة لتعزيز مكانة دولة قطر كشريك تجاري استراتيجي وخلق ممرات تجارية أكثر فاعلية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما أن الهيئة العامة للجمارك قامت بتجربة دخول أول شاحنة تعمل بنظام النقل البري الدولي للعبور (TIR)، وذلك عبر منفذ أبوسمرة الحدودي في شهر أكتوبر 2021.
جاهزية تامة للفعاليات والأحداث الكبرى
نوّه رئيسُ هيئة الجمارك إلى مذكرات التفاهم التي وقّعتها الهيئةُ العامة للجمارك خلال هذا العام منها الهيئة العامة للضرائب، التي تهدف إلى توحيد وتنسيق السياسات والإجراءات المتعلقة بتطبيق أحكام قانون الضريبة الانتقائية ولائحته التنفيذية، بالإضافة إلى التكامل الإلكتروني بين الجانبين، وقد تضمنت المذكرة الاتفاق على تحقيق تعاون في عدد من مجالات العمل بين الجانبين من أبرزها إنجاز الربط الإلكتروني بين نظام التخليص الجمركي «النديب» ونظام إدارة المعاملات الضريبية «ضريبة» وذلك لتبادل المعلومات والإحصائيات بصورة فورية.
وأشار رئيس الهيئة العامة للجمارك إلى تشكيل الهيئة لفرق عمل مدربة على أعلى مستوى وذلك لتقديم الدعم المتعلق باستعداد وجاهزية الجمارك للفعاليات والأحداث الدولية الهامة التي تنفذها الدولة، ومن أبرزها بطولة مونديال العرب ومونديال كأس العالم 2022، وذلك باعتبار الجمارك من الجهات المساهمة بقوة في إنجاح هذه الفعاليات الهامة التي تستضيفها الدولة خلال الفترة الحالية ومستقبلًا.
وفي إطار جهود دولة قطر لاستضافة مونديال العرب FIFA قطر 2021، قال سعادته: «قامت الهيئة العامة للجمارك بدور مهم في تسهيل حركة السفر عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية، وذلك من خلال حزمة من الخطط والإجراءات الميدانية التي تم وضعها للاستعداد لهذه البطولة بالشكل المطلوب، حيث تم التنسيق بين الإدارات الداخلية بالهيئة وكذلك مع الجهات الحكومية الشريكة العاملة بالمنافذ، والتي لها دور مكمل في إنهاء الإجراءات التي تطبق عند عمليتَي الدخول والخروج من الدولة».
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: