- يحدث الاستحواذ العدائي عندما تتجاوز الشركة المستحوِذة إدارة الشركة المستهدَفة وتتوجه مباشرةً نحو حملة الأسهم.
- ويُستخدم هذا النوع من الاستحواذ عندما ترفض إدارة الشركة المستهدَفة البيع، فتلجأ الشركة المستحوذة إلى تقديم عروض للمساهمين والشراء المباشر منهم.
- غالبًا ما تتطلع الشركة المستحوذة في عملية استحواذ عدائية إلى استبدال فريق الإدارة التنفيذية أو إجراء تغييرات كبيرة.
فهم عمليات الاستحواذ العدائية

- في عمليات الاستحواذ التقليدية، يحدث الاستحواذ بالاتفاق بين الشركتين وبتوقيع من مجلس إدارة الشركة المستهدَفة.
- في حين تتم عمليات الاستحواذ العدائية عندما لا يتوصل فريق إدارة الشركة المراد الاستحواذ عليها إلى اتفاق للاستحواذ.
- قد يُعزى السبب في ذلك إلى أن فريق الإدارة يعتقد أن السهم يستحق أكثر من السعر المعروض أو لأنه يرغب في البقاء مستقلاً عن المستحوذ.
- يمكن أن يكون المستحوذ شركة أكبر في نفس الصناعة، أو شركة مستقلة تتطلع إلى التوسع في صناعة جديدة أو مؤسسة مالية.
- تتطلع تلك المؤسسات المالية إلى الاستحواذ على الشركات ضعيفة الأداء، واستبدال مجلس إدارتها، وخفض التكاليف، وربما بيع بعض الأصول.
- كان يطلق على تلك المؤسسات في السابق "غزاة الشركات" أو (corporate raiders)، أما الآن فيُشار إليها باسم المساهمين النشطين (Activist shareholders).
كيف يحدث الاستحواذ العدائي؟

- يمكن القيام بعمليات الاستحواذ العدائية بثلاث طرق، هي: تقديم عروض شراء مباشرة للمساهمين، أو الحرب بالوكالة، أو شراء غالبية الأسهم في السوق المفتوحة.
فيما يلي نعرض كل طريقة من هذه الطرق الثلاث وما تعنيه للمستثمرين.
1- عروض الشراء
- يُقصد بتقديم عروض الشراء، التواصل مع حاملي الأسهم مباشرة دون الرجوع إلى إدارة الشركة وتقديم عروض لشراء أسهمهم.
- غالبًا ما يكون العرض أعلى من القيمة السوقية لتلك الأسهم، إذ يتخذ حاملو الأسهم قرارات بيع حصصهم في الشركة منفردين.
- ويكون الهدف من هذه العملية هو امتلاك أكبر عدد من الأسهم وأغلبية في مجلس إدارة الشركة. وتُنظم عروض الشراء بوساطة هيئة الأوراق المالية والبورصات.
2- الحرب بالوكالة
- إذا لم تتمكن الشركة المستحوذة من تقديم عرض شراء، فقد تشتبك في حرب بالوكالة (Proxy fight). والتي يحاول المستحوذ فيها استقطاب المساهمين وتقديم مزايا لهم لإجراء تصويت بالوكالة لصالحه.
- إذا تمكن المستحوذ من تكوين كتلة تصويتية لعقد جمعية عمومية طارئة والحصول على عدد كافٍ من الأشخاص المنتخبين لمجلس الإدارة.
- فقد يكون قادرًا على الإطاحة بالإدارة غير المتعاونة وتغيير استراتيجية الشركة دون الحاجة إلى شراء غالبية الأسهم.
3- شراء غالبية الأسهم في السوق المفتوحة
- الطريقة الأخيرة هي الأصعب بالنسبة للمستحوذين، حيث يحاول المشتري بناء حصة أغلبية في الشركة من خلال شراء أسهمها في السوق المفتوحة بمرور الوقت.
- هذه الطريقة صعبة على المشترين؛ لأنه يجب عليهم تقديم ملف إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات بعد شراء نسبة تختلف من سوق لأخرى من الشركة.
- هذا ينبه الإدارة ويتيح لهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم ضد هذا الاستحواذ من خلال ما يُعرف بتكتيك "حبة السّم" (Poison Pill Tactic) أو اللجوء إلى أي استراتيجية أخرى.
- أما تكتيك "حبة السّم" فهو استراتيجية دفاعية يلجأ إليها مجلس إدارة الشركة عندما يطرح أسهمًا مخفضة أو مجانية للمساهمين القدامى وبالتالي ترتفع قيمة الصفقة على الشركة المعادية.
|
أمثلة على عمليات الاستحواذ العدائية |
||
|
استحواذ "إنبيف" InBev على شركة "آنهاوزر بوش" Anheuser – Busch |
|
- في عام 2008، فوجئ العديد من المستثمرين في سوق الأسهم عندما ظهرت شركة "إنبيف" البرازيلية من العدم لتعرض 65 دولارًا للسهم الواحد، أو 46 مليار دولار، لشراء شركة "آنهاوزر بوش".
- رفض المديرون التنفيذيون لشركة "آنهاوزر بوش" الصفقة بشدة. - ولكن في مرحلة ما طرحت "إنبيف" تصويتًا بالوكالة لإقالة مجلس إدارة الشركة بأكمله.
- في النهاية، قبل مساهمو شركة "آنهاوزر بوش" عرض مناقصة بقيمة 70 دولارًا للسهم الواحد، وتمكنت الشركة البرازيلية من استبدال فريق الإدارة بفريق إدارتها.
|
|
استحواذ "سانوفي-أفنتس"SANOFI AVENTIS على شركة "جينزايم" (Genzyme)
|
|
- في عام 2010، قدمت شركة التكنولوجيا الحيوية الفرنسية "سانوفي-أفنتس" عرضًا لشراء شركة "جينزايم" الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية.
- رفضت إدارة الشركة الأمريكية العرض المُقدم لها آنذاك، ما دفع شركة "سانوفي-أفنتس" للاتجاه إلى حملة الأسهم مباشرةً بعروض فردية.
- وكان عليها أن تقدم علاوة أعلى بكثير مما أرادت في البداية إلى أن تولت السيطرة على حوالي 90% من الشركة المستهدفة، وأتمت عملية الاستحواذ عام 2011.
|
|
"تويتر" و"إيلون ماسك" |
|
- لا يُعد استحواذ "إيلون ماسك" على تويتر استحواذًا عدائيًا بالكامل. فبعد أن اعتقد الكثيرون أن الأمر مزحة، عرض "ماسك" المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" شراء تويتر عام 2022.
- ادعى "ماسك" أن استراتيجيته الإدارية ستكون تطهير الروبوتات على الموقع وتخفيف نطاقات الرقابة التي ادعى الكثيرون أنها متعسفة للغاية.
- بعد المقاومة في البداية ورفض الصفقة وحتى التفكير في استخدام "حبة السّم" لإبعاد ماسك، وافق مجلس إدارة تويتر على البيع في مايو 2022 بعلاوة قدرها 38% على سعر السهم.
|
ماذا تعني عمليات الاستحواذ العدائية للمستثمرين الأفراد؟

- من الطبيعي أن يتأثر المستثمر جراء أي استحواذٍ عدائي، ولكن هذا التأثير يختلف باختلاف كل حالة على حِدة.
- لا يكون الاستحواذ العدائي سلبيًا في كل الحالات بالنسبة إلى حملة الأسهم، فربما يكون إيجابيًا، إذ يزيد أسعار أسهم الشركتين (المستحوِذِة والمستهدَفة).
- وبوجه عام، فإن عمليات الاستحواذ العدائية غالبًا ما تنطوي على شراء المستحوِذ للأسهم بسعر أعلى نتيجة "فرق قيمة الاستحواذ"، مما يعود بالنفع على المستثمر إذا قرر بيع أسهمه.
- علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي تغيير الإدارة وإعادة ترتيب الأولويات إلى تحويل العلامة التجارية المتعثرة إلى قصة نجاح طويلة الأمد.
المصدر: شركة الاستشارات المالية (The Motley Fool)
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: