عدّلت وكالة التصنيف الائتماني "موديز" نظرتها المستقبلية لقطاع المطارات في الولايات المتحدة من "مستقرة" إلى "سلبية"، مشيرةً إلى التأثير المتوقع للحرب التجارية العالمية على حركة الطيران كسبب رئيسي لهذا التقييم.
وأشارت الوكالة في تقرير صدر بتاريخ 5 مايو إلى أنها تتوقع تراجعاً طفيفاً في عدد المسافرين على متن الطائرات خلال العام، نتيجة لتباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي.
وكتب محللو "موديز"، بقيادة أورسولا كاسينيريو، في التقرير أن "التأثيرات غير المباشرة للرسوم الجمركية والتوترات التجارية ستحدّ من السفر لأهداف الترفيه والأعمال"، وأضافوا: "مع ذلك، لا نتوقع أن تكون خسائر عدد الركّاب بنفس حدّة ما شهدناه خلال فترات التراجع الاقتصادي السابقة".
يأتي هذا التعديل في وقت بدأت شركات طيران أميركية بسحب توقعاتها للأرباح، نتيجة المخاوف من تأثير سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التجارية على أنشطتها. وتشمل هذه الشركات "أميركان إيرلاينز غروب" و"دلتا إيرلاينز"، اللتين سحبتا توجيهات الأرباح الشهر الماضي.
تأثير التضخم وتراجع الثقة
قالت "موديز" إن ارتفاع التضخم وتراجع ثقة المستهلك من المرجح أن يقيّدا الإنفاق والتوظيف والاستثمارات. وتتوقع الوكالة أن تعمد شركات الطيران إلى تسريع جهودها لتقليص نمو السعة الاستيعابية بسبب انخفاض الطلب في سوق السفر الترفيهي.
وتوقعت الوكالة أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الولايات المتحدة ليصل إلى 1% هذا العام، في حين من المتوقع أن يتسارع التضخم ليبلغ 3.2%، مقارنة بتوقعات سابقة في فبراير بلغت 2.5%.
في الوقت ذاته، تنفّذ العديد من المطارات الأميركية مشاريع تحديث رأسمالية بمليارات الدولارات، وترى "موديز" أن التوترات التجارية التي تؤثر على سلاسل التوريد سترفع من كلفة مواد البناء. وأشارت الوكالة إلى أنه لا يمكن وقف هذه المشاريع في منتصف التنفيذ، وبالتالي فإن زيادة الكُلف قد تؤدي إلى زيادة في الديون.
وأضاف المحللون: "لكن العديد من المطارات تستخدم عقود سعر أقصى مضمون لخططها الرأسمالية، ما يحدّ من تأثير الارتفاع في التكاليف". وتابعوا: "نتوقع أن تُختبر القوة التعاقدية لهذه الاتفاقات مع بدء الأطراف بدخول نزاعات القوة القاهرة بهدف استرداد الكُلف الإضافية الناتجة عن الرسوم الجمركية".
ضغوط على السفر المحلي والدولي
من المرجح أن يتباطأ السفر المحلي مع قيام شركات الطيران الكبرى، سواء التقليدية أو منخفضة التكلفة، بتقليص خدماتها. كما قد تتراجع أعداد الزوار الدوليين، خصوصاً من أسواق رئيسية مثل كندا وأوروبا الغربية، في ظل تفاعل المسافرين مع السياسات الجمركية والهجرية، وفقاً لما أشارت إليه "موديز".
ويعرّض هذا مطارات رئيسية في الولايات المتحدة، تُعد بوابات رئيسية للمسافرين الدوليين، لمخاطر أكبر.
وأشارت "موديز" إلى أنها قد تعيد النظرة المستقبلية إلى "مستقرة" في حال استئناف نمو حركة الركاب، وتحسن الظروف الاقتصادية الكلية، واستقرار السعة التشغيلية لشركات الطيران.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: