بدأ "ترامب" حملته الانتخابية على أمل قيادة طفرة نفطية أمريكية ووعد بإطلاق العنان للمزيد من عمليات الحفر والتنقيب لضمان هيمنة بلاده على قطاع الطاقة، ولكن قد لا يتمكن من تحقيق أهدافه، لأن الإنتاج الذي وصل لأعلى مستوياته على الإطلاق خلال إدارة سلفه "بايدن" قد يتراجع حال استمرار الأسعار في الهبوط.
ماذا تعني ذروة النفط؟
يعني ذلك المصطلح الوصول إلى أقصى مستوى للإنتاج بعده يبدأ في التراجع، وهو المتوقع حاليًا مع انخفاض أسعار النفط في وقت سابق هذا الشهر دون 60 دولارًا للبرميل عند أدنى مستوياتها في أربع سنوات، ورغم تعافيها إلا أن تأثيرها بدأ يظهر في تكساس وخارجها.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
مزيج من العوامل
إلى جانب أنه مع زيادة تحالف "أوبك+" للإنتاج بوتيرة أسرع من المتوقعة، وتباطؤ نمو الطلب بسبب الحرب التجارية يرجح وصول إنتاج النفط الصخري إلى ذروته، فضلاً عن سياسات "ترامب" الأخرى التي تضر بالقطاع أيضًا، منها التعريفات التي رفعت أسعار الصلب والألمنيوم، وهما مدخلان رئيسيين في الصناعة.
إنتاج النفط الأمريكي
تتوقع "إس أند بي" تراجع الإنتاج بنسبة 1.1% في العام المقبل، فيما سيكون أول انخفاض سنوي منذ عقد، باستثناء جائحة "كوفيد-19"، بعدما ارتفع إلى 13.2 مليون برميل يوميًا في 2024.
كيف تغيرت وتيرة نمو إجمالي إنتاج النفط الأمريكي في السنوات الأخيرة؟ |
|
العام |
وتيرة نمو الإنتاج |
2024 |
0.7 |
2023 |
1.5 |
2022 |
1.2 |
2021 |
0.2 |
2020 |
(0.6) |
2019 |
1.8 |
2018 |
2.2 |
2017 |
0.8 |
تباطؤ وليس تراجعا كبيرا
استغلت كبرى شركات النفط الصخري نتائج أعمال الربع الأول من هذا العام للإعلان عن خفض الإنفاق، لكن حذرت معظمها من أن ذلك لن يعني انخفاضات كبرى في الإنتاج لأسباب منها ضخ كميات أكثر من المتوقعة في يناير ومارس مما يعوض أي ضعف مستقبلي في الإنتاج.
خفض الوظائف
وبدأت بعض من كبرى الشركات خفض وظائف، إذ قلصت "شيفرون" و"بي بي" 15 ألف وظيفة على مستوى العالم، رغم أن التوظيف في القطاع ككل لا يزال مستقرًا هذا العام، حسب بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي.
جرس إنذار
خفضت أكبر 20 شركة منتجة للنفط الصخري الأمريكي من بينها "إكسون موبيل" و"شيفرون" ميزانياتها للإنفاق الرأسمالي للعام الحالي بحوالي 1.8 مليار دولار أو 3%، حسب شركة أبحاث الطاقة "إنفيروس"، وقد تتجه العديد من الشركات للمزيد من الخفض حال هبوط الأسعار إلى مستوى 50 دولارًا للبرميل.
تراجع نشاط التنقيب
وعن مقياس آخر لنشاط الحفر، أوضحت بيانات شركة خدمات حقول النفط "بيكر هيوز"، وصول عدد منصات التنقيب عن النفط الأمريكية إلى 465 منصة في الأسبوع المنتهي في الثالث والعشرين من مايو، بانخفاض 32 منصة عن العام السابق.
توقعات بوصول طفرة النفط الصخري لذروتها |
||
المسؤول |
|
التوضيح |
"سكوت شيفيلد" الرئيس السابق لـ "بايونير ناتشورال"
|
|
إذا تراجع سعر النفط إلى 50 دولارًا للبرميل، فربما يفقد الإنتاج الأمريكي ما يصل إلى 300 ألف برميل يوميًا.
|
"فيكي هالوب" المديرة التنفيذية لشركة "أوكسيدنتال بتروليوم" |
|
كشركات مشغلة لا يمكننا التحكم في البيئة الكلية، لكن يمكننا التحكم في كيفية استجابتنا لها، وتوقعت وصول إنتاج النفط الأمريكي إلى ذروته بين عامي 2027 و2030، وقدم "رايان لانس" المدير التنفيذي لـ "كونوكو فيليبس" جدولاً زمنيًا مشابهًا.
|
"دايموندباك إنرجي" – واحدة من أكبر شركات الحوض البرمي – |
|
ترى أن طفرة النفط الصخري بلغت ذروتها، وأوضحت لمساهميها عند إعلان نتائج أعمالها الفصلية أن الإنتاج في حقول النفط الصخرى الأمريكية سيتراجع حتمًا مع انخفاض أسعار الخام وحالة عدم اليقين الاقتصادي.
وأوضح مديرها التنفيذي "ترافيس ستايس": نعتقد أننا وصلنا لنقطة تحول في إنتاج النفط الأمريكية نظرًا لأسعار السلع الأساسية الحالية، وهو ما سيكون له تأثير ملموس على الصناعة والبلد، وأضاف أن طفرة النفط الصخري التي جعلت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط والغاز الطبيعي في العالم، كانت نعمة لولاية تكساس وللبلاد، لكن نموها على وشك التباطؤ.
|
رغبة ترامب
أظهر تحليل منفصل أجراه "جولدمان ساكس" أن "ترامب" يفضل تراوح أسعار النفط بين 40 و50 دولارًا للبرميل، وأشار الرئيس بالفعل إلى مستوى الخمسين دولارًا باعتباره سيساعد في كبح جماح التضخم.
الخلاصة
يطبق "ترامب" ربما أكثر الأجندات الداعمة لصناعة النفط بما يشمل إلغاء اللوائح التنظيمية والدفع بمشاريع جديدة، لكن حتى السياسات المواتية لا تستطيع وحدها تحفيز زيادة الحفر والتنقيب دون وجود جدوى اقتصادية لتعزيز الإنتاج، وهو ما يدفع للتساؤل: هل حقًا طفرة النفط الصخري قد تصل لذروتها؟
المصادر: أرقام - إدارة معلومات الطاقة - بارونز – بلومبرج – فاينانشال تايمز – إي أند إي نيوز – أويل برايس
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: