تعتبر مجموعة أرزان المالية للتمويل والاستثمار واحدة من الشركات المهمة في قطاع الشركات الاستثمارية، حيث تم تأسيسها عام 1980، وأبصرت النور بعد دراسة مستفيضة من الإدارة، وموافقة مجلس الإدارة في تغيير اسم الشركة من «الدولية للتمويل» إلى مجموعة أرزان المالية للتمويل والاستثمار عام 2013. وهذا التغيير هو انعكاس للتحول الكبير الذي قامت به الشركة خلال الفترة الماضية في أعقاب نجاح الدمج بين الشركات الثلاث، وقد وضعت الشركة خططا استراتيجية جديدة تساهم في تحقيق عوائد وأرباح مجزية لمساهميها، وتمت إعادة الهيكلة الداخلية للشركة بشكل يتناسب مع الخطط والخدمات الجديدة المطروحة، وتم تعيين فريق عمل جديد ذي كفاءة وخبرة، لوضع الخطط العملية والتشغيلية وصياغة السياسات والإجراءات على كل المستويات في المجموعة.
وتعمل مجموعة أرزان على مواكبة أعلى معايير الأسواق العالمية، لتلبية طموحات المساهمين والعملاء، من خلال تقديمها العديد من الخدمات المالية والاستثمارية المتنوعة، وترتكزاستراتيجيتها على تقديم خدمات أساسية، وهي الاستثمار وإدارة الأصول والوساطة المالية وإدارة الثروات وخدمات الائتمان للشركات وتحصيل الديون، إضافة إلى خدمات الاستثمار في رأس المال الجريء، وغيرها من حلول مالية وخدمات استثمارية.
«الجريدة» أجرت لقاءات مع مسؤولي المجموعة حول أعمالها وفيما يلي التفاصيل: بداية، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة أرزان المالية طلال جاسم البحر إن «الشركة كانت تعمل في مجال التمويل، وتأسست عام 1980، عقب الأزمة المالية العالمية التي اجتاحت اقتصاد العالم عام 2008، وامتدت آثارها إلى عامي 2011 و2012، وعقب الأزمة بدأنا نقلص شركاتنا المدرجة، وجعل كل شركة تركز في مجال واحد، ثم اتخذنا قرار دمج الشركات، وكانت أول شركة في الكويت تقوم بهذا الدمج، حيث كانت هناك ثلاث شركات تم دمجها في شركة واحدة، علما بأنها جميعها كانت مدرجة».
وأشار البحر إلى أن «الشركة اقتحمت مجالات عمل جديدة وليس فقط في التمويل، لأن تركيزنا الأساسي لم يكن في التمويل فقط»، لافتا إلى أن «أرزان» كانت الذراع الاستثمارية للمجموعة، وتقع تحت مسؤولية البنك المركزي، وأضاف أن الشركة تطورت بشكل واضح في السنوات الـ13 الأخيرة وأصبحت على ما هي عليه حاليا.
وأفاد بأن الشيء الجيد في هذا الموضوع هو تحويل الشركة من قطاع واحد إلى 6 قطاعات، موضحا أن الشركة مرت بأزمات كثيرة، وخرجت منها أقوى مما كانت عليه، وأبرزها الأزمة المالية وأزمة كورونا، وكل أزمة كانت درسا تعلمت منه الشركة وخرجت قوية، وتابع: «كان وضعنا الاقتصادي افضل من شركات كثيرة تعرضت لمثل تلك المشاكل، وكان هناك حرص من الإدارة على الحفاظ على مركز الشركة وحقوق المساهمين، وهذا كان أكبر تحد في تلك الفترة». المال عزيز وذكر البحر أن المال عزيز ولابد من المحافظة عليه، خاصة إذا كان مال الغير، والاستثمار مجازفة ولابد أن تكون مدركا لمخاطرها، وتستطيع أن تعرف مدى أهمية أن إلمامك بتلابيب أي استثمار خاصة حينما تكون ذلك الاستثمار باموال الغير، وبين أن «الاستثمار نوعان، استثمار في البشر وفي المال، ونحن كشركة نستثمر في الاثنين: موظفينا وأموال الغير».
وأضاف أن «أرزان» من أفضل الشركات في المنطقة، لكونها مبنية على أسس سليمة، ولديها تصور في المستقبل بأن تتطور من الأفضل إلى الأفضل دائما، لافتا إلى الإرث الاقتصادي الذي ورثه عن والده وجده، والذي لابد من المحافظة عليه والبناء عليه، متمنيا أن يكون على قدر المسؤولية.
وحول دخول البورصة، وهل كانت مغامرة، قال: «بالعكس البورصة من أفضل استثماراتنا، وقد قدم الوالد اقتراحا لوزارة التجارة عام 2001 لإنشاء بورصة من القطاع الخاص، لكن لم يرد أي رد منهم حول هذا الموضوع»، لافتا إلى أن «الشركة قامت بتأسيس بورصة في الولايات المتحدة وترتيبها حاليا رقم 13 بين بورصات العالم، ورقم 3 أو 4 في أميركا، ولنا حاليا 18 عاما هناك، وتعد من استثماراتنا الجيدة، ولما حانت لنا الفرصة في بورصة الكويت كان القرار سهلا، كون طبيعة عمل الشركة بأميركا في الأسهم أصبغ على الشركة خبرة قوية في هذا المجال، فضلا عن العمل في قطاع العقار». نجاحات مستمرة من جانبه، أفاد نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة أرزان المالية جاسم زينل بأن رحلة نجاح أرزان مستمرة للأفضل، فحينما تسلمت المسؤولية عام 2011 كانت كل الشركات تعمل على امتصاص الأزمة المالية العالمية التي مرت على العالم عام 2008، لافتا إلى أن تلك الأزمة لم تكن صعبة على الكويت فحسب بل على العالم أجمع، والكويت كونها دولة صغيرة تأثرت بشكل واضح جراء الأزمة.
وأضاف زينل: «توليت المسؤولية قادما من القطاع المصرفي، وبدأنا كفريق عمل متكامل بمجلس الإدارة في دراسة أسباب انهيار الشركات، وخصوصا في الكويت عقب الأزمة المالية، ووجدنا أن غالبية الشركات الاستثمارية الموجودة بالكويت ليست استثمارية بالمعنى المفهوم أو الدقيق، لكونها شركات عائلية أو شركات تستثمر أموالها في عدة مشاريع واستثمارات، وقليل من الاستثمارات تأتي من الطرف الثالث، وهذا هو المفهوم العام، وكانت هناك بعض الشركات الجيدة التي كانت تتميز بصيت كبير في المنطقة، إلا أنها تأثرت أيضا بالأزمة وخرجت من السوق وانتهت تماما.
وتابع: «بعد دراسة مستوفاة لكل مناحي هذه الأمور توفقنا بمجلس الإدارة في عمل خطة كاملة بعد مساندة مجلس الإدارة لي، حيث أعددت خطة لتحويل الشركة من مجرد شركة لتمويل السيارات، وكان اسمها في الماضي الشركة الدولية للتمويل، وبدأنا في عمل خطة استغرقت نحو عام ووضعنا التصور الكامل لإنشاء كيان مالي يتعدى كل المشاكل التي تعرضت لها الشركة في الماضي وحتى الأزمة المالية، وكانت الخطة تتضمن أسلوبا فريدا لمواجهة أي مشاكل مستقبلية إن وجدت».
قطف الثمار
واضاف زينل: «خاطبت الجمعية العمومية للشركة بأننا بصدد إنشاء مؤسسة مالية نفتخر بها، وقمنا بتحويل الكيان من مجرد شركة تمويل إلى شركة استثمارية متكاملة»، لافتا إلى أن «ذلك التغيير من الممكن أن يأخذ وقتا طويلا، لذلك خاطبت الجمعية العمومية بأن من يستطيع الصبر للتحول عليه الاستمرار ومن لا يريد يمكنه التخارج، كون تأسيس مؤسسة مالية يأخذ سنوات لكي تتوافق مع الأنظمة الموجودة في البلاد، وتتوافق أيضا مع المعايير والمتطلبات التي يحتاجها المستثمر، ونفتخر في أرزان بأن هناك استقرارا في الادارة، ونستطيع الآن قطف ثمار مشوار 14 عاما من العمل الدؤوب».
وأردف: «نعمل حاليا على جذب العديد من المستثمرين في العالم، حيث إن الشركة لديها فروع في أنحاء كثيرة بالعالم، ولدينا استثمارات في بريطانيا وسويسرا وأميركا ودبي»، مبينا أن الشركة تعمل على التواجد في الرياض قريبا، كونها سوقا له أهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة لارزان، فضلا عن أن ذلك الاستثمار له أهمية خاصة اجتماعيا وجغرافيا كون البلدين امتدادا طبيعيا لكليهما.
واستدرك: «ان الشركة لديها تصور للسنوات العشر المقبلة، ونحن لدينا صناديق استثمارية بدأنا العمل عليها من العام الماضي، والشركة بدأت بصندوقين كل صندوق بمليار دولار، أحدهما مختص بالفندقة، والثاني مختص بسكن العمالة، وخاصة عمالة الفنادق والمناطق الترفيهية»، لافتا إلى أن الصندوق الأول يستحوذ على فندقين، والثاني تم بدء ضخ الأموال فيه.
وبين أن شركة أرزان تخضع لرقابة البنك المركزي وهيئة أسواق المال، واختيار اسم الشركة استغرق عاما كاملا، وقد جمع كلمة رزن، وهي قمة الجبل التي يتجمع فيها الماء، ما يرمز إلى أن استثمارك موجود في قمة الجبل، ولفت إلى أن هناك نية للتحول إلى شركة إسلامية في المستقبل لخدمة قطاع أوسع، والشركة لديها منتجات تتواكب مع أحكام الشريعة الاسلامية، ولم تكن لتصل إلى ما وصلت إليه لولا دعم الملاك ومجلس الادارة. دراسة السوق وشدد زينل على أن الشركة قامت بدراسة السوق بشكل جيد، حيث تأكدت من أن السوق الكويتي يحتاج إلى شركة استثمارية تعمل بالمعايير الدولية والأخلاقية، لافتا إلى مرور الشركة في الأعوام الماضية بمشاكل تمكنت من تخطيها، وحاليا هناك مواجهة مع الظروف الجيوسياسية في المنطقة، وكذلك الرسوم الجمركية ومدى تأثيرها، مؤكدا امتلاك «أرزان» القدرة على مواجهة تلك الظروف.
وأوضح أن «الشركة لديها إدارة كاملة لإدارة الأصول في الكويت والخليج، كما اضفنا ارزان تريدر، وأي عميل قادر على التداول في جميع أسواق العالم عن طريق ارزان»، مضيفا أن «الشركة تمتلك إدارة للتمويل تستطيع أن تمول الشركات الصغيرة التي لا تستطيع التعامل مع البنوك، وتمتلك أيضا شركة إيزي باي تستطيع من خلالها الشراء والدفع والتقسيط لمدة محددة، أي أنه إذا كان العميل يريد شراء أي شيء نقوم نحن بشرائه ونبيعه له، بحيث يكون ذلك مطابقا للشريعة».
وذكر أن «الشركة لديها مساهمات في شركات وساطة، وتمتلك حصة في شركة إيفا هيرميس داخل الكويت، كما أنها تمتلك شركة في الأردن بنسبة80%، ولديها حصة في مصر بنسبة90%، وهذا فيما يختص بإدارة الأصول، كما أن لدينا حصة في شركة مايوكس بالولايات المتحدة بنسبة18%، وهذه الشركة تمتلك عدة بورصات، وكذلك أسسنا شركة أرزان ويلث لإدارة الثروات، قبل 12 سنة ومقرها دبي، كونها كانت مركزا ماليا يتواكب مع الأسواق العالمية في ذلك الوقت، كما أسسنا شركة قابضة باسم «أرزان كابيتال»، ومن تحتها أسسنا عدة شركات أخرى».
واستطرد: «كذلك أسسنا شركة ارزان دي سي، وهي شركة لرأس المال المغامر، ومن الشركات الناشئة، ومن أفضل خمس شركات في المنطقة كلها، وتلك الشركة أسست ثلاثة صناديق: الأول تم الاستثمار فيه أكثر من 9 سنوات وأعطانا أضعاف ما وضعنا فيه، أما الصندوق الثاني فدخلت فيه الصناديق السيادية، وحاليا بصدد الصندوق الثالث للثروات، وقد تم التنفيذ فيه بأكثر من 3 مليارات دولار من الصفقات، وكانت معظمها صفقات عقارية»، لافتا الى أنه «منذ أزمة كوفيد وزيادة الفوائد تخارجنا من الكثير من تلك الصناديق، ومستمرون اليوم في عقد الصفقات والخروج منها».
كيان ضخم بدوره، ذكر مدير إدارة التسويق والعلاقات العامة رئيس وحدة علاقات المستثمرين فواز المنيع: «حينما نتحدث عن مجموعة أرزان فإننا نتحدث عن كيان استثماري ضخم يمتد من عام 1980 حتى وقتنا الحالي، ونتحدث عن وجودنا في الخليج وأوروبا والولايات المتحدة، والشركة تثري القطاع الاستثماري بالعديد من الحلول الاستثمارية المبتكرة، ولدينا بصمة عالمية وتمثيل في عدة دول حول العالم.
ولفت المنيع إلى أن «أغلب الخدمات التي نقدمها للشرائح المهتمة بمجال الأعمال والمال، ومجموعة أرزان لديها استعداد كامل لتوجيه أي مستثمر ومساندته، وهي تختلف في تعاملاتها عن البنوك، حيث إن الأخيرة تقدم خدمات مصرفية بحتة، بينما تقدم ارزان حلولا مالية واستثمارية، وصحيح أن بعضها مرتبط بالتمويل، ولكن هناك أيضا جانب استثماري، وكثير من الشركات بدأت رحلتها الاستثمارية مع المجموعة، وحققت نجاحات عدة».
وأكد سعي «أرزان» الدؤوب للحصول على ثقة المساهمين والعملاء، مشيرا إلى أنه «بعد موافقة الجمعية العمومية لأرزان تم تخصيص جزء من الأرباح كخدمة للمجتمع كون أرزان جزءا منه». نوخذة «أرزان» وصف البحر نائب رئيس مجلس الإدارة جاسم زينل بأنه نوخذة «أرزان»، فقد كبرت الشركة على يديه، واستطاع أن يبني عملا مؤسسيا فيها، موضحا أن العمل المؤسسي لا يكبر إلا بالاستثمار في الأشخاص، ووجه نصيحة للشباب الكويتيين «بالعمل والاجتهاد، وألا يكفوا عن المحاولات الرامية إلى النجاح، والفرص في الكويت متوفرة ولدينا جيل من الأذكياء».
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: