انتعشت الأسواق العالمية مع تراجع التوترات الجيوسياسية، وسجّلت الأسهم والذهب والنفط مكاسب جماعية، في حين واصل الدولار تراجعه وسط تصاعد هجمات "ترامب" على "باول"، وترقّب المستثمرين أي إشارات جديدة بشأن مسار التضخم والسياسة النقدية.
ارتفعت الأسهم الأمريكية في رابع جلسات الأسبوع، ليغلق مؤشر "إس آند بي 500" قرب أعلى مستوياته على الإطلاق، فيما تجاوز "ناسداك المركب" المستوى النفسي المهم عند 20 ألف نقطة.
وبينما صعدت البورصات الأوروبية واليابانية، تراجعت المؤشرات الصينية تحت وطأة التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، في حين تباين أداء العملات المشفرة.
وفيما يتعلق بالتطورات التجارية، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس "دونالد ترامب" قد يُمدد الموعد النهائي لتطبيق حزمة الرسوم الجمركية التبادلية على الدول لما بعد التاسع من يوليو المقبل.
وأدت حالة عدم اليقين التجاري إلى انكماش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.50% في القراءة الثالثة للربع الأول من عام 2025، بعد انكماشه 0.20% في التقديرات السابقة، إذ تسببت سياسات "ترامب" الحمائية في ارتفاع الواردات تحسباً للرسوم الجمركية المرتقبة.
وأظهرت بيانات رسمية استمرار زخم سوق العمل مع انخفاض عدد طلبات إعانة البطالة بأكثر من المتوقع خلال الأسبوع الماضي، مما يعزز موقف الفيدرالي المتأني فيما يتعلق بمواصلة خفض أسعار الفائدة.
هذا النهج أثار انتقادات متكررة من "ترامب" لرئيس الفيدرالي، مما ساهم في تراجع الدولار وسط اهتزاز الثقة في استقلالية السياسة النقدية، فيما نقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة أن الرئيس يعتزم الإسراع بإعلان مرشحه لخلافة "جيروم باول".
ساهم انخفاض الدولار في دفع أسعار الذهب، بينما صعد سعر البلاتين لأعلى مستوى في أكثر من عقد بفضل قوة الطلب، فيما لقي النفط دعماً من آفاق الطلب الأمريكي على الوقود خلال فصل الصيف.
وفي سياق متصل، اقترحت إدارة "ترامب" إجراء مزاد جديد في ديسمبر المقبل لبيع تراخيص تنقيب عن النفط والغاز في خليج المكسيك، وذلك ضمن أجندة الرئيس لتعزيز إنتاج الولايات المتحدة من الوقود الأحفوري.
من جانبه، ذكر معهد الطاقة "إنرجي إنستيتيوت" في تقرير أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة العالمي بلغت مستوى قياسياً للعام الرابع على التوالي في 2024، مع تزايد الاعتماد على الغاز في توليد الكهرباء، واستمرار هيمنة الفحم على مزيج الإنتاج.
ورغم اقتراب إيرادات الرسوم الجمركية الأمريكية من مستوى قياسي هذا الشهر، تتسبب سياسات "ترامب" المتجاهلة للتضخم وتفاقم الدين العام في اضطراب ملحوظ داخل السوق، إذ كشفت بيانات لصحيفة "فاينانشيال تايمز" أن صناديق السندات طويلة الأجل سجلت في الربع الثاني أكبر موجة نزوح منذ أزمة الوباء قبل خمس سنوات.
وفي ظل التطورات الجيوسياسية التي يشهدها قطاع الطاقة، ومساعي "ترامب" لتعزيز الإنتاج الأحفوري، وتكذيب "شل" لشائعة الاستحواذ على "بي بي"، يتبادر إلى الأذهان سؤال شيّق: ما هي أكبر صفقات قطاع النفط في آخر 25 عاماً؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: