نبض أرقام
02:40 م
توقيت مكة المكرمة

2025/07/04
2025/07/03

بلاك روك تتوقع استمرار تحوّل الأسواق العالمية .. وتبقي على نظرتها الإيجابية للأسهم الأميركية رغم المخاطر

2025/07/03 أرقام

قالت شركة بلاك روك للاستثمار، إن حالة عدم اليقين المتصاعدة في الأسواق، الناتجة عن تحولات السياسة الأميركية وتقلبات الاقتصاد الكلي، لم تغير من رؤيتها الإيجابية تجاه الأصول عالية المخاطر، وعلى رأسها الأسهم الأميركية، في الأجل القصير.


وأضافت الشركة، في تقريرها النصف سنوي لتوقعات الأسواق العالمية لعام 2025، الصادر عن معهد بلاك روك للاستثمار، أن فقدان الأسواق للمرتكزات الماكرو اقتصادية التي استندت إليها لعقود – مثل ثبات توقعات التضخم واستقلالية البنوك المركزية – لا يعني غياب الفرص، بل يتطلب إعادة ضبط أدوات إدارة المخاطر وتركيز أكبر على الاستثمار النشط.


وأشارت إلى أن التغيرات الجذرية التي يشهدها الاقتصاد العالمي، بفعل "القوى الضخمة" مثل الذكاء الاصطناعي والتحول في الطاقة والبنية التحتية، أصبحت تشكل بديلاً جزئياً للمرتكزات الاقتصادية التقليدية، وتفرض نهجاً استثمارياً أكثر انتقائية ومرونة.


وأكدت بلاك روك أنها تبقي على مراكزها المرتفعة في الأسهم الأميركية، مدفوعة بالأداء القوي لشركات التكنولوجيا، والإنفاق الرأسمالي المتزايد، لا سيما في مجالات البنية التحتية الرقمية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.


وترى الشركة فرصًا لتحقيق عوائد تفوق المؤشرات المرجعية (Alpha) من خلال التعرض لمخاطر السيولة والتغيرات التنظيمية، والاستفادة من اضطرابات الأسواق قصيرة الأجل.


ولفتت إلى أن سوق السندات الأميركية طويلة الأجل يواجه ضغوطاً نتيجة ارتفاع العجز المالي وأسعار الفائدة، ما يجعل السندات قصيرة الأجل، والاستثمارات الائتمانية في منطقة اليورو، أكثر جاذبية في المرحلة الراهنة.


وفيما يخص الأسواق الناشئة، أشار التقرير إلى أن منطقة الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، تستفيد من التوجهات العالمية المتسارعة في أمن الطاقة وتنويع مصادرها، مما يعزز جاذبيتها كمركز مهم لتدفقات رأس المال الخاص، لا سيما في ظل مبادرات رؤية السعودية 2030.


وأكدت أن مشاريع البنية التحتية والتحول الاقتصادي في الخليج تمثل جزءاً من التحول العالمي في تمويل الاقتصاد الحقيقي، مشيرة إلى أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص أصبحت أداة محورية لدفع عجلة التنمية.


ومع دخول النصف الثاني من عام 2025، أكدت بلاك روك أن منطقة الشرق الأوسط تقف عند تقاطع ثلاث قوى تحوّلية ضخمة: تفكك النظام الجيوسياسي العالمي، وتحول الطاقة، وصعود الذكاء الاصطناعي.


وقال بن باول، كبير استراتيجيي الاستثمار لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط في معهد بلاك روك، إن "التحول نحو التنويع في الشرق الأوسط أصبح ملموسًا بشكل متزايد من خلال التوسع في قطاعات الجيل القادم، مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة. حيث تجتذب المنطقة استثمارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بفضل تكاليف الطاقة التنافسية".


وأضاف أنه رغم استمرار المشهد السلبي الناجم عن التوترات الجيوسياسية، خفف وقف التصعيد في الصراعات الإقليمية مؤخراً من حدة المخاطر المباشرة، مما أدى إلى استقرار أسعار النفط ونهوض الأسواق المحلية.


وأوضح أن "صناديق أبوظبي السيادية تستثمر نحو 10 مليارات دولار في منشآت أشباه الموصلات المحلية ومراكز بيانات ضخمة، فيما تستهدف الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في السعودية جذب استثمارات بقيمة 20 مليار دولار بحلول 2030، مدعومة بمراكز بيانات ضخمة وبرامج لتأهيل الكوادر المحلية".


وفي قطاع الطاقة، لفت باول إلى أن "مشروع الهيدروجين الأخضر في نيوم بقيمة 8.4 مليار دولار، وخطط سلطنة عمان لإنتاج 8.5 مليون طن من الهيدروجين المتجدد سنويًا بحلول 2050، يشكلان قاعدة لتدفقات تجارية جديدة تتجاوز النفط. كما تسعى الإمارات إلى تعزيز قدرات احتجاز الكربون عبر خطة شركة أدنوك لاحتجاز 10 ملايين طن سنويًا بحلول 2030".


وأكد أن هذه المبادرات تبرز مزيجًا من الطاقة الموثوقة، والقدرات السيادية، والكفاءة التنفيذية، ما يعزز من فرص تحقيق عوائد رأسمالية مستمرة للمستثمرين في المنطقة.


وشدد المعهد في تقريره على أن البيئة الاستثمارية الجديدة تتطلب إعادة بناء المحافظ الاستثمارية بشكل تكاملي، يمزج بين الأسواق العامة والخاصة، ويأخذ في الحسبان العوامل الهيكلية طويلة الأمد، مع التأكيد على أن الأصول الأميركية لا تزال تحتفظ بجاذبيتها الأساسية، مدعومة بربحية الشركات وقوة قطاع التكنولوجيا.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.