اختتمت أغلب البورصات العالمية ثاني جلسات الأسبوع على انخفاض، في ظل توتر متصاعد بفعل استمرار الإدارة الأمريكية في فرض سياساتها التجارية الحمائية.
انخفضت غالبية المؤشرات الأمريكية بنهاية تعاملات الثلاثاء، مع توالي إعلانات الرئيس "دونالد ترامب" عن توصل إدارته إلى صفقات تجارية مع الدول، كان آخرها اتفاق إطاري مع إندونيسيا يُحدد الرسوم الجمركية على وارداتها عند 19%.
وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، تراجعت البورصات الأوروبية في ظل متابعة المستثمرين مستجدات المفاوضات التجارية مع أمريكا.
وفي آسيا، ارتفعت المؤشرات اليابانية رغم انخفاض السندات السيادية طويلة الأجل نتيجة للمخاوف بشأن الوضع المالي للبلاد قبيل الانتخابات الوطنية التي ستُجرى نهاية الأسبوع.
أما في الصين، تباين أداء بورصات البر الرئيسي إثر بيانات أظهرت تباطؤاً محدوداً في المعدل السنوي للنمو الاقتصادي خلال الربع الثاني إلى 5.2% من 5.4% في الأشهر الثلاثة السابقة، لكنه جاء أفضل من التوقعات عند 5.1%.
وتعرضت أسعار الذهب لضغوط جراء ارتفاع قيمة الدولار عقب صدور بيانات أظهرت تسارع التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في أمريكا بما يتماشى مع التوقعات خلال يونيو، فيما تراجعت العملات المشفرة بسبب موجة جني أرباح.
وعن النفط، تراجع الذهب الأسود نتيجة انحسار مخاوف الإمدادات إثر مهلة الـ 50 يوماً التي منحها "ترامب" لروسيا من أجل إنهاء حربها على أوكرانيا، وإلا ستخضع موسكو لعقوبات اقتصادية جديدة، منها رفع الرسوم الجمركية على بضائعها.
وفي سياق متصل، أبقت منظمة "أوبك" في تقريرها الشهري على توقعات نمو الطلب العالمي على النفط خلال العامين الحالي والقادم، مشيرة إلى احتمال أن يحقق الاقتصاد العالمي أداءً أفضل من المتوقع في النصف الثاني رغم النزاعات التجارية.
ومن ناحية أخرى، رفع "جولدمان ساكس" توقعاته لمتوسط سعر برميل خام برنت في النصف الثاني من هذا العام إلى 66 دولاراً، بزيادة قدرها 5 دولارات عن تقديره السابق.
وفي قطاع التكنولوجيا، أكدت الحكومة الأمريكية منح "إنفيديا" التراخيص اللازمة لاستئناف تصدير رقائق "إتش 20" إلى الصين قريباً، في وقتٍ شددت فيه بكين قيود تصدير بعض تقنيات إنتاج البطاريات، في مؤشر على استمرار التوتر التجاري بين الجانبين.
اقتصادياً، أفاد مكتب الإحصاء الأوروبي بأن الإنتاج الصناعي لمنطقة اليورو تحول للارتفاع في مايو، فيما أظهر مؤشر "زد إي دبليو" لثقة المستثمرين في ألمانيا مزيداً من التحسن خلال يوليو.
وتوقعت منظمة التجارة العالمية في تقرير، تباطؤ نمو تجارة السلع عالمياً خلال ما تبقّى من عام 2025، رغم ارتفاعها بأكثر من المتوقع في الربع الثاني.
وفي خضم ما يشهده العالم من اضطرابات تجارية، ورغم التراجع الذي طال أغلب الأسواق العالمية، احتفظت وول ستريت في الآونة الأخيرة بموقع قوة يثير التساؤل: لماذا تواصل الأسهم الأمريكية أداءها القوي؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: