يعتزم كبير المفاوضين التجاريين في اليابان ريوسي أكازاوا التوجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل لمواصلة مساعيه الرامية إلى الحصول على تنازلات بشأن الرسوم الجمركية، بعد أن خلت محادثاته مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، يوم السبت، من التطرق إلى هذه المسألة.
أضاف أكازاوا، على هامش معرض إكسبو العالمي في أوساكا يوم السبت: "سأواصل العمل بنشاط من أجل التوصل إلى اتفاق يعود بالنفع المتبادل ويحمي المصالح الوطنية لليابان".
جاءت تصريحات أكازاوا عقب استضافته بيسنت وعدداً من المسؤولين الأميركيين الذين شاركوا في احتفالية اليوم الوطني للولايات المتحدة ضمن فعاليات المعرض. وقد أتاحت زيارة بيسنت فرصة نادرة للمسؤول الياباني المعني بملف الرسوم الجمركية للقاء أحد أبرز نظرائه في سياق المحادثات الجارية بشأن سياسات الرسوم التي يتبناها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
مع ذلك، أوضح أكازاوا أن مسألة الرسوم الجمركية لم تكن مدرجة على جدول الأعمال هذه المرة. وبدلاً من ذلك، تركز النقاش بينه وبين بيسنت على أهمية التحالف الأميركي الياباني، إلى جانب قضايا أخرى مثل شغف بيسنت بالمشروبات الكحولية. وقد تجولا معاً في الجناح الأميركي داخل المعرض وسط أجواء خانقة الحرارة.
في هذه الأثناء، تواصل اليابان مساعيها للحصول على إعفاءات من الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترمب، وتلك التي استهدفت سلعاً بعينها. غير أن الجهود التي استمرت لثلاثة أشهر لم تُسفر سوى عن انتقادات ترمب لليابان، واصفاً إياها بأنها "مدللة" وشريك تجاري غير عادل.
تفاؤل دبلوماسي رغم تصاعد التوترات
رغم التوترات القائمة، سادت أجواء من التفاؤل منذ وصول بيسنت إلى اليابان. فبعد لقائه رئيس الوزراء الياباني يوم الجمعة، أشار بيسنت إلى أن إبرام اتفاق مع اليابان لا يزال وارداً.
كتب بيسنت عبر منصة "إكس" أن "التوصل لاتفاق تجاري بين الولايات المتحدة واليابان يحقق منافع متبادلة لا يزال أمراً ممكناً".
وخلال مراسم الاحتفال باليوم الوطني للولايات المتحدة ضمن فعاليات معرض "إكسبو" يوم السبت، ركز بيسنت على العلاقات الوثيقة بين البلدين، متجنباً التطرق إلى انتقادات ترمب لليابان.
قال وزير الخزانة الأميركي إن "اليابان هي الحليف الأهم لأميركا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وفي هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، يواصل ترمب تعزيز هذا التحالف الاستراتيجي لإطلاق العنان لازدهار مشترك يخدم الشعبين الأميركي والياباني".
كما أقر بيسنت بالحجة التي تطرحها اليابان خلال المحادثات التجارية بشأن مساهماتها الحالية في الاقتصاد الأميركي.
وأضاف أن "اليابان لا تزال أكبر مستثمر في اقتصادنا، تماماً كما أننا أكبر مستثمر في اقتصادها. ونتطلع إلى مواصلة تعزيز هذه المستويات ودفع بلدينا إلى الأمام".
اليابان تسابق الزمن قبل تصعيد الرسوم
يسابق أكازاوا الزمن لمحاولة التوصل إلى اتفاق تجاري قبل الأول من أغسطس، وهو الموعد الذي يُنتظر فيه أن ترتفع الرسوم الجمركية الشاملة على صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة من 10% إلى 25%. ورغم إعلانه عن رغبته في إزالة جميع الرسوم المفروضة على المنتجات اليابانية، تبدو فرص تحقيق هذا الهدف ضئيلة، لا سيما وأن الاتفاقات القليلة التي أبرمتها واشنطن مع دول أخرى أبقت على جزء من هذه الرسوم.
تُعد الرسوم الجمركية المنفصلة البالغة 25% على واردات السيارات اليابانية إلى الولايات المتحدة واحدة من أبرز نقاط الخلاف، إذ تلحق أضراراً بالغة بقطاع السيارات الذي يُعد حجر الأساس في الدولة الآسيوية. في المقابل، يتهم ترمب طوكيو بفرض حواجز غير جمركية تقيّد واردات السيارات الأميركية بشكل غير عادل إلى السوق اليابانية.
يواجه أكازاوا إلى جانب رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا تحدياً محتملاً آخر يتمثل في انتخابات مجلس الشيوخ الياباني المرتقبة يوم الأحد. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الائتلاف الحاكم بقيادة إيشيبا قد يخسر أغلبيته، مما قد يزيد من تعقيد موقف الحكومة في مفاوضاتها الجارية بشأن الرسوم الجمركية.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: