ستقوم شركة "شيفرون" بتسليم نسبة من إنتاجها النفطي في فنزويلا إلى الحكومة المحلية بموجب شروط جديدة تم التفاوض عليها، بعد حصولها على ترخيص لاستئناف عملياتها في الدولة الواقعة بأميركا الجنوبية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وتم توقيع الاتفاق بين عملاق الطاقة الأميركي وشركة "بتروليوس دي فنزويلا" خلال الأيام الماضية، بعد وقت قصير من إصدار الترخيص الخاص لشركة "شيفرون" من قبل الحكومة الأميركية، بحسب الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أثناء مناقشة مسألة خاصة.
وقالوا إن الاتفاق يتضمن شروطاً مماثلة لتلك التي توصلت إليها شركات طاقة أجنبية أخرى تعمل في البلاد، والتي تسلّم أيضاً جزءاً من إنتاجها للحكومة الفنزويلية كدفعة.
تساؤلات بشأن إمكانية تصدير النفط
سعى مسؤولون في إدارة ترمب إلى التأكد من أن "شيفرون" لا تدفع أي ضرائب أو رسوم نقدية لحكومة نيكولاس مادورو، بينما سعت فنزويلا إلى الاستفادة من إعادة تشغيل الشركة لعملياتها، بحسب الأشخاص.
ويعني استلام النفط بدلاً من النقد أن نظام مادورو بات يمتلك وسيلة أخرى للحصول على الإيرادات من خلال بيع حصته من الإنتاج لمشترين آخرين.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيُسمح لمادورو بتصدير هذا النفط إلى الولايات المتحدة أو إلى أسواق أخرى، بحسب الأشخاص.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الحكومة لن تسمح لنظام مادورو بتحقيق أرباح من بيع النفط. ورفضت وزارة الإعلام الفنزويلية التعليق على الأمر.
وقال المتحدث باسم "شيفرون"، بيل تورين: "تدير شيفرون أعمالها على مستوى العالم وفقاً للقوانين واللوائح المعمول بها، بما في ذلك أطر العقوبات التي وضعتها الحكومة الأميركية، بما يشمل فنزويلا".
شريان حياة حيوي
تُعد "شيفرون"، التي تملك حضوراً في البلاد منذ أكثر من قرن، شركة النفط الأميركية الكبرى الوحيدة التي لا تزال هناك، وقد شكّلت شريان حياة حيوي لاقتصاد فنزويلا المنهك. كانت الولايات المتحدة قد سمحت بانتهاء ترخيص الإنتاج في مايو، قبل أن تعاود فتح الباب مجدداً هذا الشهر.
وبعد إعادة انتخاب ترمب، أصبح الترخيص الذي يسمح لـ"شيفرون" بإنتاج النفط هناك ورقة مساومة في العلاقة بين البلدين. وقد دفع المبعوث الخاص ريك غرينيل وآخرون في الإدارة باتجاه علاقة أكثر تبادلية مع مادورو، في حين شجّع وزير الخارجية ماركو روبيو على اتخاذ موقف صارم.
عندما خسرت "شيفرون" ترخيصها في نهاية مايو، كانت تنتج حوالي ربع النفط في البلاد، أي ما يقارب 240 ألف برميل يومياً. ومن المتوقع أن تكون مستويات الإنتاج قد بقيت مستقرة خلال الشهرين الماضيين، إذ كانت "شيفرون" قد استوردت مؤخراً مزيداً من المخففات –وهي مادة أولية تُستخدم لتسهيل نقل النفط اللزج عبر الأنابيب– قبل انتهاء صلاحية ترخيصها.
يمثل التحول الأخير في الموقف الأميركي بشأن فنزويلا، واستعادة "شيفرون" لإنتاجها، فرصة للبلاد للحفاظ على مستوى إنتاج يناهز 900 ألف برميل يومياً، مع إمكانية رفعه إلى مليون برميل يومياً بحلول نهاية العام المقبل، بحسب شركة "رابيدان إنرجي". وكان من المتوقع سابقاً أن ينخفض الإنتاج إلى مستوى متدنٍ يصل إلى 600 ألف برميل يومياً.
ومنذ انتهاء صلاحية التراخيص الصادرة عن وزارة الخزانة الأميركية في نهاية مايو، أصبحت الصين عملياً المشتري الوحيد للنفط الخام الفنزويلي. وكانت إدارة ترمب قد حذرت في وقت سابق من أنها قد تفرض رسوماً جمركية على مشتري النفط الفنزويلي، لكنها لم تنفذ هذا التهديد حتى الآن.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: