نبض أرقام
06:48 م
توقيت مكة المكرمة

2025/08/23
2025/08/22

كيف تبني استراتيجية إدارة مخاطر مرنة وفعّالة؟

07:58 ص (بتوقيت مكة) أرقام

في عالمنا الراهن، الذي تشهد فيه التحولات الجيوسياسية تسارعًا لافتًا، وتتصاعد فيه حدة التهديدات السيبرانية، وتتوالى الأزمات الصحية والبيئية، تُعد إدارة المخاطر بمثابة درع واقٍ وسلاح استراتيجي للمؤسسات.

 

فليست الفكرة في تجنب المخاطر بشكل مطلق، بل في كيفية التعامل معها بفعّالية. من هنا، تصبح سرعة المؤسسات في تحديد المخاطر والتعامل معها معيارًا رئيسيًا لمدى قدرتها على التعافي واستعادة النشاط.

 

أولًا: ما المقصود باستراتيجية إدارة المخاطر؟

 

هي خطة منظمة تُعنى بالتعامل مع الأحداث غير المتوقعة أو التهديدات المحتملة التي قد تؤثر على الأداء العام للمؤسسة، أو أفرادها، أو أصولها. وتقوم على 4 محاور متكاملة.

 

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

فن النجاة في عصر الاضطرابات

1- تحديد المخاطر

 

- تُعد هذه المرحلة حجر الزاوية، حيث يتم فيها رصد مصادر التهديدات المحتملة بدقة.

 

- ويشمل ذلك استخدام أدوات رقمية ذكية لتعقب أي إشارات خطر، بالإضافة إلى إجراء تقييمات دورية، داخلية وخارجية، للكشف عن المخاطر الكامنة قبل أن تتفاقم.

 

2- تقييم المخاطر

 

- تأتي مرحلة التحليل الدقيق بعد تحديد المخاطر. حيث يتم تقدير احتمالية وقوع كل خطر وتحديد تأثيره المحتمل، مما يُمكّن من تحديد الأولويات بشكل دقيق وتوجيه الموارد نحو التهديدات الأكثر خطورة.

 

3- الاستجابة للمخاطر

 

- تمثل هذه المرحلة جوهر التعامل مع الخطر؛ فبناءً على التقييم، يتم اختيار الاستراتيجية الأمثل للمعالجة.

 

- يشمل ذلك تجنّب الخطر تمامًا، أو تخفيف حدته عبر إجراءات وقائية، أو قبول الخطر إذا كانت تكلفة تجنّبه أكبر من تأثيره، أو حتى نقل الخطر إلى طرف ثالث (مثل التأمين).

 

4- مراقبة المخاطر

 

- لا تتوقف عملية إدارة المخاطر عند الاستجابة الأولية، بل تتطلب مراقبة مستمرة ودائمة.

 

- في هذه المرحلة، يتم رصد التطورات أولًا بأول، وتحديث الخطط بشكل دائم لضمان استجابة سريعة لأي تغييرات تطرأ على طبيعة المخاطر أو بيئتها.

 

 

لماذا تعتبر إدارة المخاطر ضرورة استراتيجية؟

1- ضمان استمرارية الأعمال

 

 

- حتى الشركات الأكثر استعدادًا لا يمكنها أن تكون بمنأى عن كل المخاطر؛ ومع ذلك، فإن وجود إطار فعّال لإدارة المخاطر يمنح المؤسسات القدرة على التحرك بسرعة عند مواجهة الأزمات التشغيلية، أو الأمنية، أو التكنولوجية.

 

- يضمن هذا الإطار استمرارية العمليات الحيوية ويقلل من فترة التوقف المحتملة، مما يحافظ على سير العمل بسلاسة حتى في أحلك الظروف.

 

2- حماية الأصول

 

 

- تتراوح أصول الشركات بين المعلومات الحساسة، والمعدات باهظة الثمن، وصولًا إلى سمعة الشركة التي لا تقدر بثمن. ومن ثم، فإن تكاليف الفشل في حماية هذه الأصول قد تكون باهظة ومدمرة.

 

- كشف تقرير حديث صادر عن شركة "آي بي إم" أن متوسط تكلفة خرق البيانات عالميًا في عام 2024 قد بلغ 4.88 مليون دولار، وهو رقم يؤكد حجم الخسائر المحتملة عند إهمال حماية الأصول.

 

3- تعزيز ثقة العملاء

 

 

- في بيئة الأعمال التنافسية اليوم، تُعد الثقة عملة نادرة وقيّمة. وعليه، فإن وجود خطة واضحة ومُحكمة لإدارة المخاطر يبعث برسالة طمأنة للعملاء، ويعزز من ولائهم للشركة، خاصة في القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على الثقة مثل التكنولوجيا والقطاع المالي.

 

4- تحقيق الأهداف

 

 

- تُسهم استراتيجية إدارة المخاطر في توجيه دفة الشركة نحو تحقيق أهدافها بفعّالية أكبر.

 

- فهي تُمكّن المؤسسات من التخلص من الأنشطة غير المجدية التي قد تستنزف الموارد دون عائد ملموس، وتوجيه هذه الموارد نحو المبادرات التي تعزز العوائد وتدعم الأهداف الاستراتيجية.

 

 

ثالثًا: من المسؤول عن تطوير استراتيجية إدارة المخاطر؟

 

تختلف المسؤولية حسب حجم الشركة وتعقيدها، وتشمل غالبًا:

الرئيس التنفيذي للمخاطر.
لجنة إدارة المخاطر.
فِرق الامتثال والتدقيق.
مديرو المشروعات ورؤساء الأقسام.
مستشارون متخصصون من خارج المؤسسة.

 

رابعًا: أبرز 10 استراتيجيات لإدارة المخاطر

 

 

من الأهمية بمكان إدراك أن هناك العديد من استراتيجيات إدارة المخاطر المختلفة، لكل منها فوائدها واستخداماتها. فيما يلي 10 استراتيجيات يمكن اتباعها.

 

10 استراتيجيات لإدارة المخاطر المختلفة

1- التجارب العملية

 

 

- تُعد التجارب العملية أداة استباقية لتحليل سيناريوهات "ماذا لو"، ما يمنح الشركات القدرة على توقع نتائج مختلفة بناءً على ظروف محتملة.

 

- وتُستخدم هذه المنهجية على نطاق واسع في أقسام تكنولوجيا المعلومات والتسويق، وتُوظفها أيضًا الفرق المالية لتقدير العائد على الاستثمار، وتحليل التكاليف والمخاطر المحتملة قبل اتخاذ قرارات استراتيجية.

 

2- التحقق من الفرضيات

 

 

- يعتمد هذا النهج على جمع الملاحظات من المستخدمين عبر استبيانات ومسوحات تجريبية.

 

- يُفيد هذا النوع من الاستراتيجيات عند تطوير منتجات أو خدمات جديدة، إذ يُتيح فهماً أعمق لتوقعات العملاء ويساعد في اكتشاف العيوب وتصحيحها قبل الإطلاق الرسمي، مما يحد من المخاطر المرتبطة بالفشل التجاري أو ضعف القبول في السوق.

 

3- تطوير المنتج القابل للتطبيق بالحد الأدنى (MVP)

 

 

- بدلاً من إطلاق منتجات معقدة ومليئة بالميزات غير الضرورية، تركز هذه الاستراتيجية على بناء نسخ مبسطة من المنتجات تتضمن الخصائص الأساسية المطلوبة من قِبل العملاء.

 

- يسمح ذلك باختبار السوق بسرعة، وتوفير التكاليف، والتقليل من المخاطر المرتبطة بتطوير منتجات لا تلبي احتياجات المستخدمين الفعلية.

 

4- عزل المخاطر المحددة

 

 

- تعمل فرق تكنولوجيا المعلومات على عزل التهديدات المحتملة – سواء كانت ثغرات أمنية أو عيوب تشغيلية – قبل أن تتحول إلى أزمات فعلية.

 

- من خلال العزل المبكر، تتمكن المؤسسات من اتخاذ إجراءات وقائية وتجنب خسائر كبيرة مرتبطة بهجمات إلكترونية أو أعطال في الأنظمة.

 

5- بناء هوامش أمان

 

 

- يتيح توفير هامش احتياطي في الميزانية أو الوقت أو الموارد للمؤسسات التعامل مع المفاجآت دون تعطيل مسار المشروع.

 

- تُعد هذه الهوامش بمثابة صمّام أمان ضد حالات التأخير أو التكاليف غير المتوقعة، وتوفر مرونة في مواجهة السيناريوهات غير المتوقعة.

 

6- تحليل البيانات

 

 

- يُعد تحليل البيانات حجر الزاوية في تقييم المخاطر وتحديد أولوياتها.

 

- يتيح التحليل النوعيّ والكميّ إمكانية التنبؤ بالمخاطر، وتصنيفها بحسب درجة تأثيرها واحتمالية حدوثها، مما يساعد في صياغة استراتيجيات استجابة فعّالة ومبنية على معطيات دقيقة.

 

7- تحليل المخاطر مقابل العوائد المتوقعة

 

- من خلال مقارنة العوائد المتوقعة بالمخاطر المحتملة، يمكن للمؤسسات اتخاذ قرارات أكثر وعيًا واستنارة.

 

- لا تقتصر هذه الاستراتيجية على تقييم الاستثمار المالي فحسب، بل تتعداه إلى قياس تكلفة الفرص الضائعة والتبعات المستقبلية للقرارات المتخذة.

 

8- التعلم من التجارب السابقة

 

 

- يحمل كل مشروع ناجح أو فاشل في طياته دروسًا ثمينة؛ لذا فإن توثيق هذه الدروس ومراجعتها بشكل منهجي يُعزز من قدرة المؤسسة على تجنب تكرار الأخطاء السابقة، ويوفّر مرجعية يمكن الرجوع إليها في المشاريع المستقبلية لتقليل المخاطر وتعزيز الكفاءة.

 

9- التخطيط للطوارئ

 

 

- مهما كانت الخطط مُحكمة، تبقى الأحداث المفاجئة واردة. لذا، يُعد وجود خطة بديلة أمرًا بالغ الأهمية.

 

- غني عن القول إن التخطيط للطوارئ يُمكن المؤسسات من تنفيذ حلول بديلة عند فشل الخطط الأصلية، مما يقلل من حجم الأضرار ويضمن استمرارية الأعمال.

 

10- تبنّي أفضل الممارسات

 

 

- يُساعد اعتماد أفضل الممارسات في مجالات محددة المؤسسات على تقليل التجريب غير الضروري، والاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين.

 

- توفر هذه المنهجيات المثبتة الوقت والجهد، وتقلل من احتمال الوقوع في أخطاء يمكن تفاديها.

 

 

المصدر: أوديت بورد

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.