خيّم التراجع على الأسواق العالمية في ثاني جلسات الأسبوع، وسط مخاوف تجدد التوترات التجارية، فيما ضغطت موجة بيع للديون السيادية على معنويات المستثمرين.
انخفضت الأسهم الأمريكية في تعاملات الثلاثاء بعد العودة من عطلة عيد العمال، إثر مخاوف اندلاع أزمة قانونية بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس "دونالد ترامب"، بعد أن قضت محكمة استئناف نهاية الأسبوع الماضي بعدم شرعية العديد منها.
وعارض "ترامب" هذا الحكم في مؤتمر صحفي، قائلاً إنه يعتزم الطعن عليه أمام المحكمة العليا هذا الأسبوع، مضيفاً أن إلغاء الرسوم الجمركية سيكون بمثابة كارثة على الاقتصاد الأمريكي.
وعلى الجانب الأوروبي، تراجعت الأسواق مع صدور بيانات أظهرت تسارع التضخم في منطقة اليورو خلال أغسطس، بالإضافة إلى اندلاع موجة بيع للسندات البريطانية والفرنسية طويلة الأجل، مما أدى إلى تكبد الجنيه الإسترليني أعمق خسارة يومية منذ يونيو.
وفي آسيا، ارتفعت البورصة اليابانية للمرة الأولى في 3 جلسات، بينما تراجعت بورصات البر الرئيسي للصين بضغط من عمليات جني أرباح، وانخفاض أسهم الشركات التكنولوجية، فيما ارتفع اليوان لأعلى مستوى مقابل الدولار منذ عودة "ترامب" إلى البيت الأبيض.
ومع عودة المخاطر التجارية للواجهة، وتزايد توقعات خفض الفيدرالي للفائدة في اجتماع سبتمبر، قفزت أسعار الذهب والعملات المشفرة، لتتجاوز البيتكوين المستوى النفسي الهام عند 110 آلاف دولار.
وفي سياق حرب الرسوم الجمركية، طعنت الهند أمام منظمة التجارة العالمية على التعريفات التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات المنتجات النحاسية، وطلبت عقد مباحثات مع واشنطن بهذا الصدد.
وأكد "ترامب" أنه لا يخشى من تشكّل جبهة تضم الصين وروسيا في مواجهة الولايات المتحدة، وذلك في ظل خطوات متسارعة للتقارب بين الهند وروسيا والصين، كان آخرها إبرام موسكو وبكين اتفاقاً لبناء خط أنابيب جديد للغاز الطبيعي، "قوة سيبيريا 2".
وعلى صعيد أسواق الحاصلات الزراعية، تراجعت أسعار القمح والذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة بفعل عمليات جني للأرباح، ولجوء الصين إلى تغطية جزء من احتياجاتها من البرازيل في ظل غياب أي أنباء عن استئناف المحادثات التجارية مع أمريكا.
اقتصادياً، انكمش نشاط قطاع الصناعات التحويلية بأمريكا للشهر السادس على التوالي في أغسطس، بينما تباطأ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل بصورة حادة خلال الربع الثاني من العام، مع تحول الإنتاج الزراعي للانخفاض.
وبالنسبة للنفط، ارتفعت أسعار الذهب الأسود مع تعطل جزء كبير من طاقة التكرير في روسيا بسبب تكثيف أوكرانيا هجماتها على البنية التحتية مؤخراً، إلى جانب فرض الولايات المتحدة عقوبات على شبكة من شركات الشحن والسفن لتورطها في تهريب الخام الإيراني.
ووسط اضطراب آفاق الإمدادات، يبقى السؤال الأهم: ما أكثر دول العالم استهلاكاً للنفط؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: