تجارب تعليم رائدة .. كيف تحمي الولايات المتحدة الطلاب في المدارس من الحرارة المرتفعة؟

في السنوات الأخيرة تزايدت تحذيرات الخبراء من تداعيات أزمة تغير المناخ واسعة النطاق، لكن الأمر امتد حاليًا إلى المدارس وأصبح يؤثر سلبًا على العملية التعليمية في الولايات المتحدة، حيث شيدت معظم المدارس للتكيف مع مناخ أكثر برودة، لكنها تواجه حاليًا درجات حرارة قياسية.

درجات حرارة مرتفعة

 وخاصة مع عودة الدراسة في شهري أغسطس وسبتمبر بعد صيف شهد درجات حرارة مرتفعة، لتبرز المشكلة: كيفية التعامل مع موجات الحر الشديدة المتزايدة داخل الفصول الدراسية وخارجها، فخلال الصيف الماضي، تلقت وزارة التعليم رسائل من 22 منظمة تحثها على اتخاذ إجراءات سريعة لحماية الطلاب من ارتفاع درجات الحرارة بشكل متزايد.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

مخاطر حقيقية

الأمر لا يقتصر فقط على انزعاج الطلاب أو المعلمين من الحرارة المرتفعة، بل هناك مخاطر صحية حقيقية، لذلك ينصح خلال الحر الشديد بالحد من الجهد البدني الذي يبذله الطلاب وضمان شرب كميات كافية من المياه، وتعديل جداول الأنشطة المدرسية.

التغيب عن الدراسة

 كما أنه مع ارتفاع درجات الحرارة تزيد معدلات التغيب عن الدراسة وخاصة بين الأطفال ذوي الدخل المحدود الذين يلتحقون بمدارس لا تتوافر فيها أجهزة تكييف الهواء بشكل كاف، وبالتالي يفضل هؤلاء الطلاب البقاء في منازلهم خلال الأيام الأكثر حرارة.

أول تشريع

أصبحت نيويورك أول ولاية تقر تشريعًا -دخل حيز التنفيذ بداية من سبتمبر الحالي- يضع إرشادات للتعامل مع ظروف الحرارة الشديدة في المباني المدرسية، مع وضع سلامة الطلاب والموظفين في المقام الأول، من خلال تحديد تدابير واضحة لكن مع ترك حرية اتخاذ القرارات المناسبة للمدارس.

تدابير واضحة

يحدد القانون إجراءات منها نقل الطلاب إلى أماكن أخرى عندما تصل درجات الحرارة إلى 82 درجة فهرنهايت (27 درجة مئوية)، أما إذا وصلت إلى 88 درجة فهرنهايت (31 درجة مئوية) فيجب إخلاء المدارس، كما يلزم القانون بمحاولة تخفيف الانزعاج الناتج عن الحرارة المرتفعة على الطلاب، بما يشمل إطفاء الأنوار العالية وتوفير فترات راحة لشرب الماء، أو تشغيل مكيفات الهواء أو إغلاق الستائر.

أنحاء البلاد

تم طرح مجموعة من الطرق لحماية الطلاب في أنحاء البلاد منها تحديث أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، وتوفير المزيد من الأماكن المظللة في الملاعب من خلال زراعة الأشجار، وإعادة تصميم تقويمات العام الدراسي، وحتى إنشاء مرافق أكثر مقاومة للحرارة.

نماذج فعلية

تسمح المدارس من ماساتشوستس إلى نيويورك للطلاب بالانصراف مبكرًا أو إلغاء الدروس المقررة بالكامل أو حتى بدء الإجازة الصيفية مبكرًا بسبب عدم كفاية أنظمة تكييف الهواء في الفصول الدراسية، وفي فيلادلفيا غادر الطلاب في أكثر من 60 مبنى مبكرًا بسبب افتقار المباني للتبريد الكافي.

تكاليف

وذلك نظرًا للتكلفة الباهظة لتزويد المدارس بأجهزة تكييف كافية أو أنظمة مركزية، إذ وجد استطلاع أجراه مكتب المحاسبة الحكومي الأمريكي عام 2020 على 100 ألف مدرسة حكومية في أنحاء البلاد أن ثلث تلك المدارس بحاجة لتحديث أنظمة تكييف الهواء، وإضافة أجهزة كافية لتلك المدارس يتطلب تمويلاً فيدراليًا هائلاً.

تدابير أخرى

أصدرت ألاسكا أول تحذير لها على مستوى الولاية من الحر، لكن في ديترويت تم تقصير مدة اليوم الدراسي خلال الأسبوع الأول من العام مع ارتفاع الحرارة، في حين تم إخلاء أغلب المدارس في منطقة بودر التعليمية مبكرًا بحوالي ساعتين خلال يومين في أغسطس بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

الخلاصة

تعمل الولايات المتحدة من خلال تدابير مختلفة من أجل ضمان توفير فصول دراسية تسمح بالتعلم في بيئة مناسبة خاصة للأسر ذات الدخل المنخفض التي ليس لديها مكيفات هواء في منازلها، فحتى إذا تم إجبارهم على مغادرة المدارس مبكرًا أثناء موجات الحرارة الشديدة، فقد ينتهي بهم الأمر في حافلات مدرسية أو منازل أكثر حرارة.

المصادر: الجارديان – إيه أو إل – سي بي إس نيوز – سبكتروم نيوز – بي بي سي