بندر الغشيان الرئيس التنفيذي لإدارة الثروات والمصرفية الشخصية لدى البنك السعودي الأول
قال بندر الغشيان الرئيس التنفيذي لإدارة الثروات والمصرفية الشخصية لدى البنك السعودي الأول، إن السوق السعودي يشهد نموًا متسارعًا في قطاع الخدمات المصرفية للأفراد، متوقعا أن ينمو بمقدار 2.5 مرة بحلول عام 2030، وهو ما يعكس قوة واستدامة النمو في القطاع، مبينا أن البنك حقق نموًا قويًا خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، مما عزز مكانته في السوق.
وأضاف في مقابلة مع أرقام، أن البنك استثمر بشكل كبير في المجال الرقمي، معتمداً على تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي والشراكات مع شركات التقنية المالية، موضحًا أن رحلته الرقمية واستخدامه لتحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي، ساعدته على النمو للعام الثاني على التوالي، مع تحقيق مستويات عالية في المنتجات التمويلية.
وذكر أن هدف البنك أن ينتقل من المفهوم التقليدي للمصرفية إلى لعب دور أساسي في النظام المالي الرقمي، مشيرا إلى أن تسجيل أكثر من 92% من العملاء النشطين رقمياً، هو انعكاس حقيقي لنضج القنوات الرقمية.
وفيما يلي تفاصيل المقابلة:
*خلال السنوات الأخيرة، شهد قطاع الخدمات المصرفية للأفراد في المملكة تحولاً جذرياً وملموساً.. كيف تقيمون هذه التغيرات في السوق؟ وما موقع البنك السعودي الأول في هذا المشهد المتغير؟
- شهدت الخدمات المصرفية للأفراد في المملكة تحولًا كبيرًا خلال السنوات الخمس الماضية انتقلت فيه من النماذج والأساليب التقليدية إلى الحلول الرقمية. وقد قاد هذا التحوّل برنامج تطوير القطاع المالي ضمن رؤية السعودية 2030، الذي نتج عنه تغييرات تنظيمية، واستثمارات كبرى في التقنية والابتكار، وتمكين المزيد من شركات التقنية المالية من الدخول في السوق. وقد أسهمت هذه المبادرات في زيادة معدل استقطاب العملاء واستخدامهم للتقنية، ودعم مسيرة النمو، وتحسين تجربة العميل.
بدأت رحلة التحول في قطاع إدارة الثروات والمصرفية الشخصية في "الأول" باستراتيجية "الأولوية الرقمية" لتقديم حلول مالية مخصصة ورؤية مستقبلية، حيث تُساهم شراكته مع مجموعة HSBC على تلبية الاحتياجات الواسعة لعملائه المحليين والدوليين.
واستثمر البنك بشكل كبير في المجال الرقمي، معتمداً على تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي والشراكات مع شركات التقنية المالية، مما ساهم في تطوير رحلة العملاء مع التركيز على تعزيز السهولة والأمان.
*من وجهة نظركم ما أبرز نقاط القوة التي يمتلكها البنك السعودي الأول في قطاع الخدمات المصرفية للأفراد حاليًا؟ وما أبرز مجالات النمو التي ترونها قادرة على تعزيز مكانة البنك مستقبلًا؟
- يشهد السوق السعودي نموًا متسارعًا، ومن المتوقع أن ينمو بمقدار 2.5 مرة بحلول عام 2030، وهو ما يعكس قوة واستدامة النمو في قطاع الخدمات المصرفية للأفراد. وقد حقق "الأول" نموًا قويًا على مستوى البنك خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، مما عزز مكانته في السوق.
يتمتع "الأول" بموقع متميز من حيث متوسط عدد المنتجات لكل عميل، وفقاً لأحدث الدراسات، مما يعكس طموحات البنك التوسعية. وعزز البنك من الاعتماد على القنوات الرقمية، حيث وصل معدل استقطاب العملاء عن طريق القنوات الرقمية إلى 90% وتحويلهم بعيداً عن القنوات التقليدية. كما ساعدت رحلتنا الرقمية واستخدامنا لتحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي، على النمو للعام الثاني على التوالي، مع تحقيق مستويات عالية في المنتجات التمويلية.
وأضاف أن البنك جمع بين الحلول الاستثمارية، ومنتجات التمويل المختلفة، والخدمات الرقمية المتقدمة، مما ساهم في تعزيز مكانتنا في السوق. ونتوقع استمرار الطلب من العملاء للحصول على حلول مالية موثوقة طويلة الأمد من خلال قنوات البنك الرقمية وذراعنا الاستثمارية "الأول للاستثمار".
*في ظل تزايد المنافسة في القطاع المصرفي الرقمي مع دخول بنوك رقمية جديدة وشركات التقنية المالية.. كيف يعزز "الأول" مكانته في هذا المجال؟ وما الذي يميز خدماته الرقمية؟
- ارتبط نمو الخدمات المصرفية الرقمية في المملكة بشكل وثيق برؤية السعودية 2030، والمبادرات النوعية مثل المصرفية المفتوحة، التي خلقت سوقاً تنافسياً يرتكز على النمو.
تتسم استراتيجيتنا الرقمية بالمرونة، وهدفنا أن ننتقل من المفهوم التقليدي للمصرفية إلى لعب دور أساسي في النظام المالي الرقمي. وتسجيل أكثر من 92% من عملائنا النشطين رقمياً، وهو انعكاس حقيقي لنضج القنوات الرقمية.
*في ظل التحول المتسارع نحو مجتمع رقمي أقل اعتمادًا على النقد.. كيف يعزز البنك السعودي الأول ريادته في ابتكار حلول المدفوعات الرقمية؟ وما أبرز الخدمات التي يقدمها لتلبية تطلعات واحتياجات عملائه؟
- من الأهداف الرئيسية لبرنامج تطوير القطاع المالي هو تسريع التحوّل نحو مجتمع غير نقدي. حيث بلغت المدفوعات الإلكترونية 79% من إجمالي المدفوعات في عام 2024، متجاوزة ما تم تحقيقه في 2023، مما يعكس تطور منظومة الدفع الإلكتروني في المملكة.
ويعمل الأول على تقديم خدمات دفع مختلفة مثل أبل باي، وسامسونج وباي، ومدى باي، مما ساهم في توفير حلول دفع بديلة للعملاء. كذلك خدمة "التفعيل بدون اللمس" للبطاقات مكنت العملاء من تفعيل بطاقاتهم فوراً عبر هواتفهم الذكية.
وأيضاً يستطيع عملاء البنك من تحويل الأموال من حساباتهم إلى حسابات HSBC الخاصة بهم في أنحاء العالم بشكل سريع وآمن، إضافة إلى خدمات "حول الآن وادفع لاحقاً"، و"تقسيم المدفوعات"، و"طلب الدفع"، لتكون تجربة دفع سلسة.
*بالنظر إلى المستقبل كيف يستعد "الأول" لمشهد التمويل الجديد بدءاً من المصرفية المفتوحة والمصرفية كخدمة، وصولاً إلى تبنّي الذكاء الاصطناعي والمبادرات الأخرى التي ترسم ملامح النظام المالي في المملكة؟
- يعد "الأول" من المبادرين في تبني المصرفية المفتوحة، مما أتاح لشركات التقنية المالية ومزودي الخدمات ربط منصاتهم عبر التقنيات المتطورة لتقديم خدمات مثل إدارة الأموال الشخصية، واتخاذ قرارات الائتمان، ولوحات التحكم في الميزانية والادخار.
كما تبنينا وطبقنا عدة مبادرات في مجال الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة، كان لها الأثر الإيجابي على المنظمة وهذا مكّننا من توفير دعم على مدار الساعة، وإدارة المخاطر باستخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن المخاطر وتعزيز الأمن السيبراني، وتقديم خدمات استباقية.
يعتبر تبنّي المصرفية كخدمة نموذجا ضروريا في تقديم خدمات مصرفية متقدمة ويشكّل تحوّلاً جوهرياً بعيدا عن النموذج التقليدي، وقد فتح "الأول" أبوابه بالشراكة مع HSBC لشركات التقنية المالية ومزودي الخدمة، مما ساعد في تقديم مبادرات مختلفة في قطاعي الأفراد والشركات.
*كيف يعمل الأول على إعادة تشكيل تجربة العملاء؟ وما الدور الذي تلعبه الحلول المخصصة وتحليلات البيانات في تصميم خدمات تلبي احتياجات الشرائح المختلفة من العملاء؟
- أطلقنا قنوات جديدة لدعم العملاء (مثل المساعد الرقمي والمحادثة الفورية)، وطبقنا أدوات متعددة للاستماع إلى صوت العميل وتعزيز تجربته باستمرار. كما استثمرنا في برنامج الولاء المصرفي "اكسب+" على مستوى البنك، ليمنح العملاء خيارات متعددة لاكتساب واسترداد النقاط بسهولة.
وبالاعتماد على حلول الذكاء الاصطناعي وإعادة هندسة العمليات الداخلية، اتخذ "الأول" خطوات ملموسة لتكريس مبدأ "التركيز على العميل" في جميع التعاملات.
*في إطار التزامه بالاستدامة، كيف يحرص البنك السعودي الأول على دمج المبادئ البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية ضمن خدماته المصرفية للأفراد؟ وهل هناك مبادرات محددة لتعزيز الثقافة المالية لدى عملائه؟
- يعد الأول رائدا في الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، حيث ندمج مبادئ الاستدامة في منتجاتنا من خلال مبادرات مثل الودائع الخضراء، والبطاقات الائتمانية المصنوعة من مواد معاد تدويرها، والرهون الخضراء والاجتماعية، إلى جانب حلول تمويل واستثمار خضراء تدعم الطاقة المتجددة والبنية التحتية المستدامة، بما يتماشى مع رؤية المملكة للحياد الصفري.
نعمل أيضاً على تعزيز الثقافة المالية عبر تقديم خدمات استشارية وحلول استثمارية وبرامج تعليمية تساعد العملاء على اتخاذ قرارات مالية واعية ومستدامة، على سبيل المثال، توفر أداة إدارة الأموال الشخصية "الأول 360" للعملاء إدارة ميزانياتهم وتتبع إنفاقهم.
وأيضاً يقدم البنك خططا مالية مخصصة، ومبادرات تعليمية، وبيئات استشارية تُساعد في اتخاذ قرارات استثمارية واثقة ومدروسة. كذلك هناك مجموعة من منتجات الادخار التي تساعد العملاء على إدارة خططهم الادخارية بشكل فعّال.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: