نبض أرقام
03:43 م
توقيت مكة المكرمة

2025/10/04
2025/10/03

قصة نجاح .. من الطرد إلى المليارات: كيف أعاد إريك بيكر بناء ستب هب؟

07:28 ص (بتوقيت مكة) أرقام

بعد طرده من سوق التذاكر الإلكترونية التي شارك في تأسيسها، أعاد إريك بيكر شراء شركة  ستب هب (StubHub) في أسوأ وقت ممكن - قبيل تفشي جائحة كوفيد-19 عام 2020. والآن، بعد ثلاث محاولات فاشلة للطرح العام، لديه فرصة للتعافي.
 

"أردت فقط جني الكثير من المال"، هكذا عبّر إريك بيكر مازحًا عن شبابه في مقابلة فيديو عام 2012. قال بيكر "أنا لا أمزح.. لو أخبرني أحد أنني سأحصل على ثروة مقابل حفر الخنادق، لفعلت ذلك ".
 

لم يدع بيكر- الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ستب هب التي تعمل كسوق عالمية لتبادل وإعادة بيع تذاكر الفعاليات الحية مثل الحفلات الموسيقية والرياضة والمسرح- أي شيء يمنعه من تحقيق ذلك.

 

 

بعدما طرده شريكه المؤسس جيف فلور من شركته عام 2005، أطلق بيكر شركة منافسة تحت اسم فياغوغو (Viagogo) بعد عام، والتي أعادت شراء ستب هب في فبراير/شباط 2020 مقابل 4 مليارات دولار.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

أُنجزت الصفقة قبل أسابيع فقط من إغلاق البلاد ووقف الفعاليات الحية بسبب جائحة كوفيد، ما جعل مجلة فوربس تصفها بأنها "أسوأ صفقة على الإطلاق".
 

منذ ذلك الحين، انتعشت الأعمال، لكن التكاليف ارتفعت بشكل حاد، وحاول بيكر طرح الشركة المدمجة، المعروفة الآن باسم ستب هب هولدينغز (ستب هب Holdings)، للاكتتاب العام ثلاث مرات دون جدوى.
 

بيد أن بيكر انتصر في محاولته الرابعة والأخيرة، عندما قرع جرس سوق نيويورك للأوراق المالية، حيث أكملت ستب هب أخيرًا طرحها العام الأولي الذي طال انتظاره.
 

بناءً على سعر إدراجها البالغ 23.50 دولار للسهم، تبلغ قيمة الشركة الآن 8.6 مليار دولار، وتُقدر قيمة نصيب بيكر بنحو 800 مليون دولار.
 

مع ذلك، قد لا يكون الطرح العام الأولي هو قصة الاسترداد الكاملة التي كان بيكر يأملها. أفادت التقارير بأن شركة ستب هب كانت تتطلع إلى تقييم بقيمة 13 مليار دولار عندما استكشفت طرحًا عامًا أوليا في عام 2022، وتقييما بقيمة 16.5 مليار دولار عندما حاولت طرح أسهمها للاكتتاب العام في عام 2024.
 

وفي وقت سابق من العام الجاري، تأخرت محاولة أخرى لإدراج أسهمها عندما أدت إعلانات الرئيس دونالد ترامب عن الرسوم الجمركية إلى هبوط حاد في أسواق الأسهم.
 

شارك بيكر في تأسيس ستب هب أثناء دراسته في كلية الدراسات العليا لإدارة الأعمال بجامعة ستانفورد مع زميله جيف فلور، كجزء من مسابقة خطة العمل السنوية لبرنامج ماجستير إدارة الأعمال. بقي بيكر، الذي تردد في الالتزام بمشروع إنترنت بعد انهيار شركات الإنترنت مباشرةً، في الجامعة، بينما ترك فلور الدراسة ليطلق الشركة رسميًا في أكتوبر/تشرين أول 2000.
 

وعندما عاد بيكر إلى ستب هب في عام 2001، اختلف الاثنان حول كيفية إدارة الشركة، وقام فلور، أكبر مساهم فردي في الشركة، بطرد بيكر في عام 2005.
 

بعد طرده من ستب هب، انتقل بيكر إلى لندن حيث أسس سوق التذاكر الدولية فياغوغو، وزاد قيمة الشركة على مدى 15 عامًا لتصل إلى 2.5 مليار دولار أمريكي في عام 2020، وفقًا لمصدر مقرب من الشركة.
 

في العام ذاته، استحوذت فياغوغو على ستب هب، التي باعها فلور إلى إيباي مقابل 310 ملايين دولار أمريكي في عام 2007، باستخدام ملياري دولار نقدًا وملياري دولار من الديون في صفقة قيّمت الشركة المدمجة بـ 4.6 مليار دولار أمريكي (بعد خصم الديون)، وفقًا للمصدر. وسيُستخدم الطرح العام الأولي لسداد بعض هذه الديون.
 

كان التوقيت كارثيا، فبعد إبرام الصفقة بفترة وجيزة في فبراير/شباط 2020، ضربت الجائحة العالم، ما أدى إلى انخفاض حاد في إيرادات الشركة مع إلغاء الفعاليات الحية وفرض الحجر الصحي على العالم. آنذاك، كتب إريك فولر، وهو مستشار يتابع سوق التذاكر، مقالاً من 10 آلاف كلمة توقع فيه أن يتسبب الوباء في إفلاس ستب هب.
  

 

بيد أن ذلك لم يحدث قط، ونجت الشركة من هذا المصير.
 

مع انخفاض حجم معاملات التذاكر ربع السنوية على ستب هب من مليار دولار إلى صفر في غضون أسبوع، أجّلت الشركة رد ثمن التذاكر أو رفضته تمامًا، وبدلًا من ذلك منحت المشترين أرصدة للمشتريات المستقبلية، لما يقرب من عامين.
 

وفق هذه المعطيات، قال فولر: "ظلت ستب هب تتأرجح بين المخاطر والتحديات حتى استعادت نشاطها".
 

كان من الحكمة أن يتمسك بيكر بالحياة. فمع عودة الإقبال على الفعاليات الحية بعد الجائحة، ونجاح جولة تايلور سويفت الناجحة "إيراس تور" في تحقيق مبيعات تذاكر بقيمة ملياري دولار حول العالم، تمكنت الأسواق الثانوية مثل ستب هب من التعافي.
 

تمكنت ستب هب تحديدًا من الاستحواذ على حصة سوقية من منافسين مثل سيت جيك (SeatGeek) وفيفيد سيتس (Vivid Seats) بفضل ميزانية تسويقية ضخمة دفعت ستب هب إلى صدارة نتائج بحث جوجل. بيد أن ذلك جاء بثمن باهظ. فمع تكاليف التسويق التي تلتهم ما يقرب من نصف إيرادات الشركة البالغة 1.77 مليار دولار، أعلنت ستب هب عن خسارة صافية قدرها 2.8 مليون دولار العام الماضي.
 

وفي هذا السياق، قال فولر "لديهم فجوة مالية هائلة بمليارات الدولارات، استثمروا فيها أموالهم للحصول على حصة سوقية، ولا يملكون القدرة على الحفاظ على هذا المعدل الحالي، لذا فهم يسعون الآن لجمع ما يقرب من 900 مليون دولار".
 

معلقًا على تسعير الطرح العام الأولي المرتفع رغم ضعف أداء ستب هب المالي، قال دانيال كورنوس، المحلل في قسم الإنترنت والإعلام في شركة بينشمارك (Benchmark)، "نُشيد بالرئيس التنفيذي والمؤسس إريك بيكر تقديرًا كبيرًا لتدبيره كل هذا وحشده الجميع، مع أنه سيكون من المثير للاهتمام رؤية مدى سرعة رد فعل المستثمرين في حال جف مصدر الإنفاق.
 

تواجه ستب هب ومنافسوها أيضًا بعض الانتقادات السياسية. ففي مارس/آذار، وقّع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا بعنوان "مكافحة الممارسات غير العادلة في قطاع الترفيه الحي"، وصف فيه بائعي التذاكر الثانويين وأسواق التذاكر بأنهم "وسطاء عديمو الضمير يفرضون رسومًا باهظة على المعجبين دون أي فائدة تُذكر للفنانين".
 

وخلال توقيع الأمر التنفيذي، انضم الموسيقي الأمريكي كيد روك إلى الرئيس ترامب، الذي أعرب عن رغبته في وضع حدود قصوى لأسعار تذاكر إعادة البيع، قائلا "أنا رأسمالي ومؤيد لإلغاء القيود، لكنني... أُفضّل أن أكون بطلاً في عيون الطبقة العاملة، وأن أمنحهم فرصة حضور عروضي ومنحهم أسعار تذاكر عادلة".
 

أقرّت ولاية مين مؤخرًا تشريعًا يحدد أسعار إعادة بيع التذاكر بنسبة 10%، بينما تسعى 20 ولاية أخرى إلى سنّ قوانين تُنظّم إعادة بيع التذاكر. في قطاعٍ تُعاني فيه هوامش الربح من ضآلةٍ مُسبقة، يقول فولر إن التشريع الذي يفرض حدودًا للأسعار من شأنه أن يقضي على أسواق التذاكر الثانوية.
 

تزعم دعوى قضائية أقيمت عام 2024 ضد ستب هب في مقاطعة كولومبيا أن الرسوم تتفاوت بشكلٍ كبير، ولكنها قد تزيد بنسبة تصل إلى 40% على سعر التذكرة الأصلية. وتزعم دعوى قضائية أخرى أقيمت ضد ستب هب في بنسلفانيا أن الرسوم قد ترفع الأسعار بنسبةٍ تصل إلى 66%.
 

بالرغم من كل هذا، فإن التقييم الذي يُشير إليه سعر إدراج ستب هب يُقارب ضعف التقييم المُجمع لشركتي ستب هب وفياغوغو عندما اشترت الأخيرة الأولى عام ٢٠٢٠.
 

ومع ذلك، في عام ٢٠٢٠، صرّح مصدر مُقرب من الشركة لمجلة فوربس أن بيكر كان يمتلك ٢٣٪ من الشركة المُدمجة حديثًا، مُقارنةً بحصة ٩٪ التي يمتلكها حاليًا.
 

ليس من الواضح حجم هذا الفرق الذي يعود إلى تخفيف قيمة الشركة أثناء إعداد بيكر لها للطرح العام خلال السنوات الخمس الماضية، أو ما إذا كان قد باع أي أسهم عندما كانت ستب هب لا تزال شركة خاصة. (لم يُكشف عن أي مبيعات أسهم في نشرة الاكتتاب العام الأولي للشركة، ولم تستجب ستب هب لطلبات التعليق المُتعددة).
 

لدى لمستثمرين أسبابهم للتفاؤل. في النهاية، فإن الإقبال الكبير على الفعاليات الحية، وحصة ستب هب الكبيرة في سوق إعادة بيع التذاكر المتخصصة (المخصصة لشريحة معينة)، والنمو القوي في إيرادات الشركة - بنسبة 71% من عام 2022 إلى عام 2024 - قد يساعد في استمرارية الشركة، كما يقول ماثيو دولجين، محلل مورنينغ ستار، والذي يغطي شركة تيكيت ماستر (Ticketmaster) العملاقة لبيع التذاكر.
 

وبالرغم من أنها ليست منافسًا مباشرًا، فقد أعلنت Ticketmaster - الشركة الرائدة في مبيعات التذاكر الأولية - عن إيرادات بلغت 3 مليارات دولار في عام 2024، بزيادة عن 1.1 مليار دولار في عام 2021 و188 مليون دولار في عام 2020، من بيع رقم قياسي بلغ 637 مليون تذكرة العام الماضي.
 

تسعى ستب هب أيضًا إلى الاستفادة من سوق التذاكر الأولية. جاء حوالي 100 مليون دولار (أو 6%) من إيراداتها لعام 2024 من مبيعات التذاكر المباشرة - وهو مقياس تدعي ستب هب أنه "لا يمثل سوى غيض من فيض هذه الفرصة". في الوقت ذاته، تخوض تيكيت ماستر حاليًا دعوى قضائية فيدرالية تتعلق بمخاوف مكافحة الاحتكار والسلوك الاحتكاري (وهو ما تنفيه).
 

مع ذلك، وبالنظر إلى مكانة تيكيت ماستر الراسخة في السوق، يقول فولر إن فكرة أن تُصبح ستب هب منافسًا لتيكيت ماستر "وهمية" - مع أن صدور حكم ضد تيكيت ماستر قد يُتيح فرصةً لــ ستب هب.
 

مُعجبًا بمناورات بيكر، وإن كان لا يزال مُتشككًا للغاية، يقول فولر، "إن ما يفعلونه مُخاطرةٌ مُثيرة.. لطالما كان إريك بيكر شجاعًا للغاية في اتخاذ قراراتٍ جريئة، وهذه مُغامرةٌ جديدة".

 

المصدر: فوربس

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.