خيمت التوترات التجارية على الأسواق العالمية في ثاني جلسات الأسبوع، لتتراجع البورصات الرئيسية تحت وطأة تهديدات متبادلة بين الصين والولايات المتحدة، فاقمت المخاوف بشأن آفاق الاقتصاد العالمي.
تراجعت أغلب مؤشرات وول ستريت في نهاية تعاملات الثلاثاء المتقلبة، بعدما أدرجت الصين خمس شركات أمريكية تابعة لشركة شحن كورية جنوبية على قائمة عقوباتها، إضافة إلى تهديد الرئيس "دونالد ترامب" بوقف استيراد زيوت الطهي من الصين رداً على امتناع بكين عن شراء فول الصويا من بلاده.
وامتدت تداعيات التوترات التجارية إلى أسواق القارة العجوز، التي واجهت ضغوطاً إضافية من تراجع أسهم قطاع السيارات، إلى جانب ترقب تصريحات عدد من مسؤولي السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي.
قالت رئيسة المركزي الأوروبي، "كريستين لاجارد"، إنها لا تستطيع إعلان انتهاء دورة خفض أسعار الفائدة بسبب آثار الرسوم الجمركية الأمريكية والاضطرابات السياسية في فرنسا، فيما رجح عدد من أعضاء مجلس المحافظين استمرار المصرف في التيسير النقدي.
وعلى الصعيد الآسيوي، شهدت بورصة طوكيو أداءً سلبياً بعد عودتها من عطلة رسمية، وسط عدم يقين سياسي نتيجة انقسامات داخل الائتلاف الحزبي الحاكم، كما تعرضت أسواق البر الرئيسي للصين إلى موجة جني للأرباح دفعتها للتراجع.
وفي ظل تقلبات الأسواق، تصاعد إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة، ليستمر الذهب في الارتفاع ويسجل إغلاقاً قياسياً جديداً، وكان ذلك بدعم إضافي من توقعات خفض الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر عقده هذا الشهر، لكن تفاقم عدم اليقين أثقل كاهل العملات المشفرة.
أما الفضة، فتراجعت بعد أن لامست مستوى قياسياً خلال التعاملات، مع هدوء أزمة شُح المعروض في بورصة لندن إثر تقلص العلاوة السعرية بين العاصمة البريطانية وبورصة نيويورك، والتي أدى ارتفاعها في الآونة الأخيرة إلى تزايد عمليات المراجحة.
وفيما يتعلق بأسواق الطاقة، تراجعت أسعار النفط بسبب مخاوف وفرة الإمدادات، إذ رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو المعروض العالمي من الخام في عامي 2025 و2026، وقدرت في الوقت نفسه استمرار ضعف الاستهلاك خلال نفس الفترة.
اقتصادياً، حذّر محافظ بنك إنجلترا، "أندرو بيلي"، من تباطؤ سوق العمل في المملكة المتحدة، ونمو الاقتصاد البريطاني بأقل من إمكاناته، مشيراً إلى أن التضخم لا يزال أعلى مستهدف 2% بالتزامن مع ارتفاع البطالة إلى أعلى مستوى في أكثر من أربع سنوات وتباطؤ نمو الأجور.
ورفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في 2025 مع انحسار حالة عدم اليقين واتضاح السياسة التجارية الأمريكية تدريجياً، لكن التقديرات الجديدة تشكل تباطؤاً مقارنة بمعدل النمو المسجل في العام الماضي.
وعن أكبر اقتصاد في العالم، تجنب رئيس الفيدرالي، "جيروم باول"، الحديث عن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة في كلمة ألقاها بالمؤتمر السنوي للرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال في فيلادلفيا، لكنه أشار إلى ضعف سوق العمل، وألمح إلى أن البنك يوشك على إنهاء برنامج التشديد الكمي.
ومع تصدرها للمشهد مؤخراً، وتفوقها على الذهب، يظل السؤال الأبرز: لماذا ارتفعت الفضة بوتيرة حادة؟ وكيف أصبحت المعدن النفيس الأفضل أداءً هذا العام؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: