أعلنت «كامكو إنفست»، شركة مالية إقليمية غير مصرفية تدير أصولاً لصالح العملاء تُعدّ من الأكبر حجماً في المنطقة، استمرار نجاح صندوقها المغلق والمستثمر تقريباً بالكامل «The JEDI Fund»، برأسمال يبلغ 45 مليون دولار. ويُعد الصندوق منصة استثمارية فريدة من نوعها، تربط المستثمرين في دول مجلس التعاون الخليجي مع أفضل الفرص التكنولوجية في الولايات المتحدة الأميركية وخصوصاً «سيليكون فالي».
ومن خلال نموذج قائم على الانضباط في دراسة الفرص وتحليل البيانات والعلاقات الإستراتيجية، أثبت الصندوق كيف يمكن لمنصة مقرّها الكويت أن تعمل بمستوى من الاحتراف والأداء بما يماثل نظراءها في الولايات المتحدة.
ويتّبع الصندوق، في صميم إستراتيجيته، نموذجاً يجمع ما بين الاستثمار في صناديق مدارة من قبل مديرين ناشئين والاستثمار المباشر الانتقائي في الشركات الرائدة المثبتة في مجالاتها. يجمع هذا النموذج بين شمولية نهج صندوق الصناديق ومن ثم الانتقاء والاستثمار في أفضل شركات محفظة الصناديق المستثمر بها. وأثبت النموذج المتنوع مرونته وجدواه، إذ تفوّق الصندوق على العديد من نظرائه العالميين الذين تم تأسيسهم في عام 2022، محققاً مضاعفاً إجمالياً على رأس المال المستثمر يبلغ 1.3 مرة.
وإضافة إلى إستراتيجيته المميزة، ركّز الصندوق على الاستثمار في مجالات التقنية المتقدمة مثل التكنولوجيا المالية والبرمجيات كخدمة والبرمجيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
قوة النموذج
وقالت رئيس إدارة الملكية الخاصة في «كامكو إنفست»، دلال الشايع: «تتجلى قوة نموذج الصندوق بشكل أوضح في الاستثمارات المباشرة، حيث تمكنا من تحديد الشركات الواعدة بعناية إستراتيجية وانتقائها من خلال محفظة مديري الصناديق المستثمر بها، والوصول إلى فرص استثمارية مميزة عادةً ما تكون حصرية».
فقد استثمرنا في شركة (Mercury) مبكراً من خلال صندوق 3.0، أحد استثمارات «JEDI»، ومن ثم زيادة الاستثمار في الشركة لاحقاً عبر الطروحات الثانوية، ليجعلها واحدة من أكبر استثمارات «JEDI»، وبلغت قيمتها أخيراً 3.5 مليار دولار بعد آخر جولة تمويل بقيادة شركة سيكويا.
واتبع الصندوق النهج ذاته مع شركة «ماينتين أكس» (MaintainX)، حيث استثمر بها في مراحلها الأولى ثم ضخ استثمار إضافي لاحقاً. ومنذ الاستثمار الأول للصندوق في الشركة، توسّعت قاعدة عملائها لتدير أكثر من 11 مليون أصل في مجالات التصنيع ومراكز التوزيع وإدارة المرافق. وقد أتاح ذلك للصندوق الاستثمار في مرحلة مبكرة في شركة أصبحت اليوم رائدة في مجال عمليات المؤسسات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
الاستثمار في «كيبلر»
واستفاد الصندوق من استثماره المبكر في محفظة الصناديق من خلال الاستثمار بشكل مباشر في شركة «كيبلر» (Kepler)، إلى جانب مستثمرين رائدين منها «آديشن» (Addition) و«جلوبل فاوندريز» (Global Foundries) و«تيماسك» (Temasek) وإنتل«Intel» وغيرها.
وتُعد «كيبلر» من الشركات الرائدة في مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، حيث تطوّر نوعاً جديداً من هندسة الشرائح الإلكترونية بهدف زيادة سعة التخزين في رقائق الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي، وهي عنصر أساسي في صناعة الذكاء الاصطناعي.
حصة في «دييل»
كما تمكن الصندوق من الحصول على حصة مؤثرة في شركة «دييل» (Deel) عبر طروحات ثانوية، رغم أن الاستثمار في هذه الشركة كان مخصصاً للمستثمرين القائمين. وتُعد «دييل» منصة متكاملة لإدارة الرواتب والموارد البشرية، تخدم أكثر من 1.25 مليون موظف في أكثر من 150 دولة، وبلغت قيمتها أخيراً نحو 17.3 مليار دولار من خلال زيادة رأسمال بقيادة شركة أندريسن هوروويتز. ووصلت الشركة إلى معدل إيرادات سنوي قدره مليار دولار، وهو إنجاز لا تحققه سوى قلة من الشركات عالمياً.
واختتمت الشايع، قائلة: «بعيداً عن الأداء المالي، يُمثل صندوق (JEDI) خطوة إستراتيجية في ترسيخ مكانة (كامكو إنفست) كجهة رائدة إقليمياً في مجال الاستثمار المؤسسي في الشركات التكنولوجية المبتكرة. كان هدفنا إنشاء منصة مستدامة تربط رأس المال الخليجي بفرص عالمية عالية الجودة. ويعكس نجاح الصندوق قدرتنا على ترجمة رؤيتنا طويلة الأمد إلى نتائج ملموسة، ما يعزّز التزامنا بتطوير إستراتيجيات استثمارية متميزة ومبتكرة تُضيف قيمة لمستثمرينا وللأسواق التي نعمل فيها».
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة تك إنفست، ومستشار الاستثمار للصندوق، فهد الشارخ: «يعكس نجاح صندوق (JEDI) مزيجاً من التنفيذ المنضبط والرؤية الاستراتيجية وقوة العلاقات التي دعمت مسيرته. فمنذ البداية، أدركنا أن الشراكات ضمن منظومة الاستثمار الجريء العالمية ستكون عنصراً أساسياً في معادلة النجاح. ومن خلال الحفاظ على علاقات موثوقة والتفاعل المستمر مع المؤسسين على مرّ الوقت، تمكّنا من الوصول إلى فرص استثمارية تتماشى مع رؤيتنا الاستثمارية وأهدافنا طويلة الأجل».
وأضاف الشارخ: «أثبت الصندوق أيضاً أن التنافسية تُقاس بالكفاءة والإيمان بالفرص، وليس بالموقع الجغرافي. فما بدأ كمبادرة انطلقت من الكويت تطوّر ليصبح منصة إقليمية تستثمر جنباً إلى جنب مع أبرز الصناديق العالمية في سيليكون فالي وخارجه.
ومع اقتراب الصندوق من استثمار كامل رأسماله واستناداً على أدائه المميز، سنبني على هذا الأساس إستراتيجية جديدة تركز على الاستثمار في الشركات في مرحلة النمو المنبثقة من محفظة صناديق (JEDI) الحالية. تعكس هذه الخطوة نهجاً طويل الأمد في تعزيز القيمة التراكمية والحفاظ على انكشافنا على الشركات المتميزة خلال مسيرتها نحو التوسع».
تجدر الإشارة إلى أن «كامكو إنفست» تم اختيارها أخيراً كـ «أفضل شركة في الكويت في مجال الاستثمارات البديلة لعام 2025» من قبل مجلة يوروموني، تقديراً لأدائها القوي وحلولها المتنوعة في مجال الاستثمارات البديلة التي تشمل الملكية الخاصة والعقارات والمنتجات المهيكلة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: