خيمت التوترات التجارية والجيوسياسية على الأسواق العالمية في ثالث جلسات الأسبوع، وسط مؤشرات على تصعيد وشيك بين أمريكا والصين، إلى جانب مخاوف من تعثر جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا.
تراجعت الأسهم الأمريكية في نهاية تعاملات الأربعاء، بعد أن أفادت تقارير صحفية بأن البيت الأبيض يدرس فرض قيود جديدة على تصدير المنتجات التكنولوجية إلى الصين، إلى جانب الضغوط التي واجهها القطاع التكنولوجي جراء إعلان شركتي "نتفليكس" و"تكساس إنسترومنتس" نتائج أعمال مخيبة للتوقعات.
على الجانب الآخر من الأطلسي، تراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية، باستثناء "فوتسي 100" البريطاني الذي تلقى دعماً من استقرار معدل التضخم خلال سبتمبر، مما دفع عوائد السندات قصيرة الأجل للانخفاض إلى أدنى مستوى في 14 شهراً.
وفي آسيا، دفع التفاؤل الاقتصادي المؤشر الرئيسي لبورصة طوكيو، "توبكس"، للارتفاع، وسط تقارير عن تحضير رئيسة الوزراء الجديدة، "ساناي تاكايتشي"، حزمة تحفيز اقتصادي موسعة، أما بورصات الصين القارية، فتراجعت تحت وطأة عدم اليقين التجاري، وترقب البيان الختامي لاجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي.
واستمرت عمليات جني الأرباح في سوق الذهب، مما ضغط على أسعار المعدن النفيس، فيما شهدت العملات المشفرة أداءً سلبياً مع تراجع شهية مستثمريها للمخاطرة.
وفيما يتعلق بأسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط بدعم من انخفاض المخزونات الأمريكية بأكثر من المتوقع خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى ترقب المستثمرين جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، علاوة على متابعة المباحثات الجارية بين واشنطن ونيودلهي بشأن استيراد الخام الروسي.
وفي سياق متصل، فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات على أكبر شركتي نفط في روسيا، "لوك أويل" و"روسنفت"، بهدف إضعاف موارد موسكو المالية ودفعها للقبول بإنهاء الحرب مع أوكرانيا.
وعلى صعيد أسواق السلع الأساسية، ارتفعت عقود قهوة أرابيكا بفعل التوترات التجارية بين أمريكا وكولومبيا، وزادت أسعار الألومنيوم لأعلى مستوى منذ 3 سنوات، في حين صعدت عقود فول الصويا لأعلى مستوى في شهر.
اقتصادياً، زادت الصادرات اليابانية في سبتمبر بعد أربعة أشهر من التراجع، مع تعويض الشحنات المتجهة إلى آسيا لانخفاض الصادرات إلى الولايات المتحدة.
وأجرت وزارة الخزانة الأمريكية مزاداً على سندات لأجل 20 عاماً، شهدت خلاله الديون السيادية لأكبر اقتصاد في العالم طلباً قوياً، مما أدى إلى تراجع عوائد السندات المتداولة على امتداد آجالها.
ومع عودة التوترات التجارية للواجهة مرة أخرى، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو جوتيريش"، من أن النظام التجاري العالمي القائم على القواعد يواجه خطر الانهيار بسبب الرسوم الجمركية، التي تتحمل الاقتصادات النامية الجزء الأكبر من تداعياتها.
وفي ظل توالي التحذيرات، ومُضي الولايات المتحدة قدماً في خطتها لإعادة رسم خريطة التجارة العالمية، يبقى السؤال الأبرز في هذا الملف: هل تستطيع أمريكا جني 700 مليار دولار سنوياً من الرسوم الجمركية؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: