الصين تواصل استيراد الغاز الروسي المسال رغم العقوبات الأميركية

تواصل الصين استيراد الغاز الطبيعي المسال الروسي الخاضع للعقوبات الأميركية، بعد أن تجنّب البيت الأبيض فرض قيود إضافية على هذا النوع من التجارة في آخر حزمة من العقوبات.

وبحسب بيانات تتبع السفن التي جمعتها "بلومبرغ"، فإن الناقلة "آيريس" التي تحمل شحنة من منشأة "آركتيك إل إن جي 2" الروسية المدرجة على القائمة السوداء، تتجه نحو محطة "بيهاي" في جنوب الصين. وتمثل هذه الشحنة الحادية عشرة من الغاز الروسي المعاقب التي تتلقاها الصين منذ أواخر أغسطس.

تأتي هذه الخطوة بعد أن صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغط على روسيا من خلال إدراج شركتي النفط "روسنفت" و"لوك أويل" على القائمة السوداء، مشيراً إلى افتقار موسكو للالتزام بعملية السلام في أوكرانيا.

ومع ذلك، لم يفرض البيت الأبيض حتى الآن عقوبات على الشركات التي تتحايل على القيود المفروضة على تجارة الغاز الطبيعي المسال، وهو مصدر متزايد للإيرادات بالنسبة لموسكو التي تسعى إلى مضاعفة صادرات هذا الوقود المبرد ثلاث مرات بحلول عام 2030.

ويُعد غياب أي قيود أميركية جديدة على الغاز الروسي المسال أمراً لافتاً، خصوصاً بعد أن فرضت المملكة المتحدة الأسبوع الماضي عقوبات على محطة "بيهاي".

وفي الوقت نفسه، توصلت دول الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق حول حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا، ستستهدف 45 كياناً ساعدت موسكو على التحايل على العقوبات، من بينها 12 شركة في الصين وهونغ كونغ، بحسب بيان صادر عن الدنمارك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

"بيهاي" بوابة الصين الوحيدة للغاز الروسي

كانت الصين قد حددت محطة "بيهاي" كمنفذ وحيد لاستقبال شحنات الغاز من مشروع "آركتيك إل إن جي 2"، وهو مشروع روسي خاضع للعقوبات الأميركية منذ عام 2023.

وقد بدأ المشروع بتسليم الغاز المعاقب إلى الصين في أواخر أغسطس، في خطوة تزامنت مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بكين.

ووفقاً لبيانات تتبع السفن، فقد حمّلت الناقلة "آيريس" شحنة من الغاز الطبيعي المسال من وحدة تخزين عائمة في شرق روسيا في أوائل أكتوبر، وكان الغاز المخزن مصدره مشروع "آركتيك إل إن جي 2". وتخضع منشأة التخزين والناقلة "آيريس" لعقوبات أميركية سابقة.

وتُظهر بيانات الشحن أن ما لا يقل عن ثلاث ناقلات أخرى تحمل غازاً روسياً محظوراً تتجه إلى محطة "بايهاي". كما أظهرت صور أقمار اصطناعية التُقطت في 18 أكتوبر، ناقلة غاز مسال مسجلة لدى شركة مقرها هونغ كونغ، وهي تستلم وقوداً من ناقلة روسية خاضعة للعقوبات بالقرب من ماليزيا.