أكد سفير سلطنة عُمان لدى الكويت د.صالح الخروصي أن السلطنة تحتفل في 20 نوفمبر بذكرى اليوم الوطني المجيد، مشيرا إلى أن العلاقات العمانية - الكويتية تمثل نموذجا للعلاقات العربية الراسخة، القائمة على الروابط الاجتماعية المتينة والمصالح الاقتصادية المتنامية، والمدعومة بتوجيهات سامية من قيادتي البلدين، موضحا أن عام 2025 شهد سلسلة من المحطات البارزة التي عكست استمرار تطور الشراكة الثنائية.
وقال الخروصي خلال مؤتمر صحافي عقده مع ممثلي عدد من الصحف المحلية بمناسبة احتفال السلطنة باليوم الوطني، إن صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد قام بزيارة إلى سلطنة عمان في 14 أكتوبر واستقبله جلالة السلطان هيثم بن طارق، وتم خلال اللقاء بحث سبل ترسيخ التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية والدولية، كما استقبل سموه في 11 أغسطس وزير الداخلية السيد حمود بن فيصل البوسعيدي، حاملا رسالة شفوية من سلطان عمان.
وبين أن البلدين عقدا الاجتماع المرئي الرابع بين كبار مسؤولي وزارتي الخارجية في 18 مايو، وناقشا ملفات اللجنة الكويتية - العمانية المشتركة، في حين دخلت مذكرتا التفاهم في مجالي حماية المنافسة وحماية المستهلك حيز النفاذ تباعا في يوليو وأغسطس 2025، إضافة إلى سلسلة من الاتفاقيات التي وقعت عامي 2023 و2024.
وأشار إلى النمو الكبير في التبادل التجاري الذي بلغ 5 مليارات دولار في 2024 بزيادة وصلت إلى 120% مقارنة بالعام السابق، فيما سجل النصف الأول من 2025 نحو 2.3 مليار دولار، على أن تعلن مؤشرات النصف الثاني مطلع 2026، لافتا إلى أن الكويت تعد من أبرز الدول المستثمرة في السلطنة، إذ بلغت استثماراتها المباشرة 1.362 مليار دولار في 2025، ما يجعلها الأولى خليجيا وعربيا والثالثة عالميا بعد المملكة المتحدة وأميركا.
وتناول الخروصي مشاريع التعاون الاستراتيجي، مشيرا إلى نجاح مصفاة الدقم التابعة لشركة البترول الكويتية العالمية ومجموعة «أوكيو» في اجتياز اختبار الموثوقية للمقرضين بما يتيح لها ضمانات تفوق 4 مليارات دولار، إضافة إلى تحقيق أداء تشغيلي تجاوز الطاقة التصميمية بارتفاع الإنتاج إلى 25.5 ألف برميل يوميا وتصدير أكثر من 410 آلاف طن من المنتجات للأسواق العالمية، مشيرا إلى توقيع عقود صيانة لعدد من ناقلات النفط الكويتية بالحوض الجاف في الدقم مطلع العام الحالي.
وفي الجانب السياحي، لفت إلى الحملة الترويجية التي نفذتها وزارة التراث والسياحة في الكويت مطلع العام تحت شعار «عمان للجمال عنوان»، مبينا أن عدد الزوار الكويتيين بلغ 33.154 حتى نهاية سبتمبر، مع توقعات بتجاوز 50 ألف زائر نهاية 2025، مبينا أن الأرقام الحالية أولية، وزيادة الرحلات المباشرة ومنها مضاعفة رحلات الكويت صلالة في موسم الخريف إلى 14 رحلة أسبوعيا ستسهم في رفع عدد الزوار، مؤكدا أن السلطنة توفر تأشيرات إلكترونية أو عند الوصول بمبلغ لا يتجاوز 10 دنانير.
وذكر أن «أجواء عمان مفتوحة للجميع»، موضحا أن أكثر من 100 جنسية يمكنها دخول السلطنة دون تأشيرة مسبقة أو عبر الحصول عليها إلكترونيا أو عند الوصول.
وعلى الصعيد الثقافي، لفت السفير العماني إلى اختيار عمان ضيف شرف لمعرض الكويت للكتاب في دورته الـ 48، حيث ستعرض الإنجازات الثقافية والتراثية العمانية، مع الاحتفاء بمحمد بن الزبير كشخصية ثقافية للمعرض، كما سيشارك الأمين العام للمتحف الوطني العماني في الموسم الثقافي الثلاثين لدار الآثار الإسلامية، إلى جانب مشاركة المؤسسات الثقافية الكويتية في فعاليات ومهرجانات عدة داخل السلطنة وخارجها.
الأمن الغذائي والربط السككي الخليجي
في ملف الأمن الغذائي، أوضح السفير استمرار الصادرات العمانية إلى الكويت والتفاهمات المشتركة حول مشاريع الاستزراع السمكي، متوقعا نقلة نوعية في حركة التبادل مع بدء تشغيل الربط السككي بين أبوظبي وميناء صحار، والذي سيتصل لاحقا بالشبكة الخليجية وصولا إلى الكويت، بما سيقلل كلفة النقل مقارنة بالوسائل التقليدية، مشددا على اهتمام بلاده بملفات الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، إلى جانب الفرص الصناعية المشتركة في قطاعات السيارات والتعدين.
انسجام سياسي تام
وحول التعاون السياسي، قال إن البلدين يتمتعان بـ «انسجام واضح» في مواقفهما من القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لافتا إلى التنسيق المستمر بين وفود الكويت وعمان في المنظمات الدولية، وذلك ضمن نهج البلدين الداعم للحوار والوساطة، مشيرا إلى انعقاد اجتماع وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون قبل نهاية العام، مبينا أن الكويت - التي ترأس الدورة الـ 45 للمجلس - شهدت أكثر من 200 اجتماع رفيع المستوى خلال 2025، على أن تنتقل الرئاسة إلى مملكة البحرين في ديسمبر المقبل.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: