برزت في الآونة الأخيرة انقسامات بين مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وحتى فيما يتعلق بتوقعات الأسواق بشأن مسار الفائدة بعد تخفيضين متتاليين بقيمة ربع نقطة مئوية في كل من اجتماعي سبتمبر وأكتوبر، وأصبح التساؤل الرئيسي: هل ينهي الفيدرالي العام عند المستوى الحالي للفائدة؟

آراء متباينة
أظهر محضر اجتماع البنك الذي عقد خلال أكتوبر الذي شهد خفض الفائدة إلى 3.75%-4%، وجود شكوك لدى مسؤولي البنك بشأن القرار الأنسب في اجتماع ديسمبر - الذي سيعقد على مدار يومي التاسع والعاشر من الشهر نفسه - إذ يرى البعض ضرورة مواصلة خفضها تدريجيًا، والبعض الآخر أوضح أن الخفض ليس القرار الصائب.
محور الخلاف
ينقسم مسؤولو البنك حول كيفية مواجهة الضعف في سوق العمل، والتضخم الذي ابتعد كثيرًا عن المستهدف البالغ 2% خاصة في ظل تأثير الرسوم الجمركية، لذلك فإن البيانات الاقتصادية التي ستصدر منذ انتهاء الإغلاق الحكومي – الذي أعاق مجموعة من التقارير الشهرية - وحتى موعد الاجتماع الشهر المقبل قد تلعب دورًا محوريًا في حسم الخلافات.
|
ما الأفضل .. خفض أم تثبيت الفائدة في آخر اجتماعات الفيدرالي لهذا العام؟ |
|
|
المسؤول |
التوضيح |
|
"سوزان كولينز" رئيسة الفيدرالي في بوسطن |
لا تزال تميل إلى عدم خفض الفائدة الشهر المقبل، بسبب المخاطر المستمرة على كل من التضخم والتوظيف.
|
|
"جون ويليامز" رئيس الفيدرالي في نيويورك |
أشار إلى أن أسعار الفائدة قد تنخفض دون تعريض مستهدف التضخم الذي حدده البنك للخطر، مع المساعدة في الوقاية من تدهور سوق العمل، وأنه لا يزال يرى مجالًا للمزيد من التعديل على المدى القريب.
في تصريحات اعتبرها المستثمرون رسالة تفيد بميل القيادة العليا للبنك نحو خفض آخر للفائدة على الأقل في المدى القريب وعلى الأرجح في اجتماع ديسمبر.
|
|
"كريستوفر والر" عضو مجلس محافظي الفيدرالي |
أعرب عن دعمه لخفض آخر للفائدة خلال اجتماع ديسمبر، مشيرًا إلى قلقه المتزايد إزاء سوق العمل والتباطؤ الحاد في التوظيف.
|
|
"فيليب جيفرسون" نائب رئيس البنك |
لم يبد "جيفرسون" أي التزام بشأن الاجتماع المقبل، مكتفيًا بالقول إن المناخ الاقتصادي الحالي يدعو صانعي السياسات للمضي قدمًا ببطء في دراسة المزيد من التخفيضات.
|
سوق العمل
مع انتهاء الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ البلاد، استؤنف إصدار البيانات الشهرية وأبرزها حتى الآن تقرير الوظائف لشهر سبتمبر، والذي أظهر ارتفاع معدل البطالة إلى 4.4% وهو المستوى الأعلى منذ ما يقرب من أربع سنوات، حتى أن "ماثيو لوزيتي" كبير اقتصاديي الولايات المتحدة لدى "دويتشه بنك" أوضح في مذكرة للعملاء أن سوق العمل لا يزال في وضع حرج، وتراجع كل من "مورجان ستانلي" و"جيه بي مورجان" عن توقعاتهما لخفض الفائدة في ديسمبر.

آراء الخبراء
أشار "جوش هيرت" كبير الاقتصاديين لدى "فانجارد" إلى تصريحات "جون ويليامز" الجمعة الماضية التي حركت توقعات الأسواق المالية، إذ زادت احتمالية خفض الفائدة في ديسمبر إلى 70% بدلاً من 40% فقط في اليوم السابق، لكن رغم ذلك يعتقد الاقتصاديون أنه ستكون هناك معارضة من مسؤول أو أكثر في البنك رغبة في تثبيت الفائدة دون تغيير.
|
كيف سيختتم الاحتياطي الفيدرالي العام؟ |
|
|
المحلل / المسؤول |
التوضيح |
|
"جوش هيرت" كبير الاقتصاديين لدى "فانجارد" |
يعتقد "هيرت" شخصيًا أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض الفائدة.
وعلق "هيرت" قائلاً: أعتقد أن السوق على صواب في تقديره، لأن ثلاثة من أكثر مسؤولي الفيدرالي نفوذًا - رئيس البنك "جيروم باول" و"ويليامز" و"والر" - يدعمون جميعهم خطوة تخفيف أخرى للسياسة النقدية.
|
|
"كريشنا جوها" رئيس قسم السياسة العالمية لدى "إيفركور آي إس آي" Evercore ISI |
يرى "جوها" أن هناك بعض الغموض في تصريحات "ويليامز" تحديدًا في عبارة المدى القريب، لكنه أضاف أن تفسيرها الأرجح أنها ستكون في الاجتماع المقبل.
|
|
"إيثان هاريس" كبير الاقتصاديين السابق لدى "بنك أوف أمريكا سكيورتيز" |
بدأ الاقتصاد يظهر علامات ضعف أكثر وضوحًا، مما يدفع الفيدرالي إلى التحرك.
|
|
"لوريتا ميستر" رئيسة الفيدرالي السابقة في كليفلاند |
ترى أن "باول" قد يستخدم مؤتمره الصحفي المقرر عقده في العاشر من ديسمبر بعد إعلان قرار خفض الفائدة، لإرسال رسالة مفادها أن الخفض كان بمثابة خطوة تأمينية، وأن البنك سيراقب كيف يتفاعل الاقتصاد.
|
|
"بريستول كالدويل" كبير اقتصاديي أمريكا لدى "مورنينج ستار" |
مع استمرار الاتجاه السلبي في أسواق العمل، من المتوقع استئناف الخفض في اجتماع يناير 2026، إذا لم يخفضها في ديسمبر.
|
ماذا لو ثبت الفائدة؟
يعني القرار بتأجيل تخفيضات الفائدة إلى عام 2026، إبقاء تكاليف الاقتراض على المنازل والسيارات مرتفعة مما يعزز الشعور السائد لدى الأمريكيين والذي تعكسه استطلاعات الرأي بأن تكلفة المعيشة لا تزال مرتفعة للغاية وتشكل ضغوطًا على الأسر.

زيادة التوترات
كما أنه لو لم يخفض البنك الفائدة الشهر المقبل، فإن ذلك قد يشعل التوترات مع الرئيس "ترامب" الذي انتقد "باول" مرارًا وتكرارًا، حتى أنه أشار مازحًا مؤخرًا إلى احتمالية إقالة وزير الخزانة "سكوت بيسنت" ما لم تنخفض تكاليف الاقتراض.
الخلاصة
جاءت تصريحات "ويليامز" في وقت حساس للغاية لتدعم احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر، ولكن قد تتغير الرؤى حتى اجتماع المسؤولين الذي سيؤثر على مسار الأسواق المالية التي شهدت تذبذبًا مؤخرًا بسبب مخاوف انهيار فقاعة الذكاء الاصطناعي فضلاً عن المخاوف الجيوسياسية المستمرة، فماذا تتوقع لآخر اجتماعات الفيدرالي لهذا العام؟
المصادر: أرقام – نيويورك تايمز – رويترز – سي إن بي سي – ماركت ووتش – سي بي إس نيوز
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: