عندما أطلق مؤشر تنافسية المواهب العالمية للمرة الأولى قبل أحد عشر عامًا، لم يتوقع أحد حجم التحولات التي ستشهدها أسواق العمل الدولية مع صعود الذكاء الاصطناعي، والاضطرابات الجيوسياسية، وتغير مفهوم المهارات، واليوم، يجد القارئ نفسه أمام دول تتقدم بقوة بفضل الاستثمار في الإنسان، وأخرى تتراجع رغم قدراتها الاقتصادية، فما الذي يجعل دولة ما أكثر قدرة على جذب وتنمية المواهب والاحتفاظ بها؟

صدارة سنغافورة
- حققت سنغافورة المركز الأول في مؤشر تنافسية المواهب العالمية لعام 2025 لأول مرة، بفضل أنظمتها التعليمية القوية، وحوكمتها الرشيدة، ونهجها الاستباقي في الحفاظ على قوة عاملة قادرة على التكيف وجاهزة للابتكار في عصر الذكاء الاصطناعي.
تراجع أمريكا
- تراجعت الولايات المتحدة إلى المركز التاسع هذا العام، من المركز الثالث في عام 2023، مسجلة أدنى مستوى منذ 2013، نتيجة ضعف نسبي في مخرجات المهارات مقارنة بدول أوروبا وآسيا، إضافة إلى تراجع في مؤشرات الاحتفاظ بالمواهب.
قوة أوروبا
- تواصل أوروبا الغربية السيطرة على المراكز العشرة الأولى، بسبع دول تتقدمها سويسرا، الدنمارك، فنلندا، وهولندا، ويربط التقرير هذا الأداء بنظم التعليم القوية، والاستقرار المؤسسي، والاستثمار في الابتكار.
مهارات المستقبل
- يضع التقرير "المهارات التكيفية" في قلب تنافسية المواهب، خصوصًا في عالم تقوده الثورة الصناعية الرابعة، وتشمل هذه المهارات: الذكاء العاطفي، والمرونة، والتحليل، وحل المشكلات.
|
الدول الأكثر جذبًا للمواهب حول العالم عام 2025 |
||
|
الترتيب |
الدولة |
الترتيب السابق (عام 2023) |
|
1 |
سنغافورة |
2 |
|
2 |
سويسرا |
1 |
|
3 |
الدنمارك |
4 |
|
4 |
فنلندا |
6 |
|
5 |
السويد |
9 |
|
6 |
هولندا |
5 |
|
7 |
النرويج |
7 |
|
8 |
لوكسمبورج |
11 |
|
9 |
الولايات المتحدة |
3 |
|
10 |
أستراليا |
8 |

ريادة عربية
- حافظت الإمارات على صدارتها الإقليمية بحلولها في المركز الـ25 عالمياً، مؤكدة مكانتها كمعيار يُحتذى به في بُعد الاستقطاب، حيث حصدت المركز الثالث عالمياً، ويعود هذا التميز إلى مستوى الانفتاح الخارجي الاستثنائي (المركز الثاني)، المدعوم بأعلى معدل لتدفق المهاجرين والطلبة الدوليين في العالم (المركز الأول في المؤشرين معاً)، إلى جانب حلولها ضمن المراكز الثلاثة الأولى في استقطاب العقول (المركز الثاني) وهجرة المهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي (المركز الثالث).
إنتاجية مرتفعة
- تواصل دولة قطر البناء على أسسها المؤسسية القوية، لتبرز كواحدة من أكثر بيئات المواهب انفتاحاً وتنافسية في المنطقة، بحلولها في المركز الـ35 عالمياً، وتتركز قوتها في بُعد الاستقطاب، حيث حلت سابعة عالمياً، وتعزز موقعها من خلال إنتاجية العمل العالية (7) ونظام تعليم يحتل المرتبة التاسعة عالمياً من حيث مواءمته مع احتياجات الاقتصاد.
تنافسية عالية
- ترسخ السعودية موقعها كإحدى أبرز الدول أداءً في مجال تنمية المواهب على مستوى المنطقة، بعدما حلت في المركز الـ48 عالمياً، مستفيدة من بيئة تنظيمية قوية (49) تعززها كفاءة حكومية عالية (33) ومستويات منخفضة للفساد (31)، كما يُعد السوق السعودي أحد الأكثر تنافسية في المنطقة (29).
|
الدول العربية الأكثر جذبًا للمواهب عام 2025 |
||
|
الترتيب |
الدولة |
الترتيب العالمي |
|
1 |
الإمارات |
25 |
|
2 |
قطر |
35 |
|
3 |
البحرين |
38 |
|
4 |
السعودية |
48 |
|
5 |
الكويت |
51 |
|
6 |
عُمان |
56 |
|
7 |
الأردن |
74 |
|
8 |
لبنان |
78 |
|
9 |
تونس |
88 |
|
10 |
مصر |
94 |

القيود التنظيمية
- انخفض ترتيب الصين إلى المرتبة 53 عالميًا، وهو تراجع يعكس مزيجًا من العوامل المتعلقة بجودة البيانات وبعض التباينات في الأداء عبر محاور التنافسية، حيث تراجعت قدرتها على جذب المواهب، نتيجة القيود التنظيمية على الاستثمار الأجنبي المباشر وتراجع العولمة المالية.
منهجية العمل
- يقدم المؤشر نموذجًا متكاملاً لقياس تنافسية المواهب عبر 77 مؤشرًا فرعيًا تغطي المؤسسات، التعليم، جودة الحياة، الانفتاح، المهارات الرقمية، والابتكار، ويصنف تقرير هذا العام الذي يحمل عنوان "المرونة في عصر الاضطراب"، ما مجموعه 135 دولة، تمثل مجتمعة أكثر من 97% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و93% من سكان العالم.
خريطة جديدة
- يوضح التقرير أن تنافسية المواهب في 2025 لا تعتمد فقط على التعليم أو الاقتصاد، بل على قدرة الدول على التكيف السريع مع واقع جديد يشهد منافسة حادة على رأس المال البشري، ويشير إلى أن السنوات المقبلة ستشهد انتقالًا أكبر نحو نماذج تعتمد على الابتكار.
المصادر: أرقام – كلية إنسياد
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: