كشف تقرير "كامكو إنفست" الشهري عن تعرض أسواق الأوراق المالية لدول مجلس التعاون الخليجي لموجة تراجع حادة خلال شهر نوفمبر 2025، حيث سجل مؤشر الأسهم الخليجية أكبر انخفاض شهري له منذ أكثر من ثلاث سنوات (سبتمبر 2022)، منهياً بذلك سلسلة مكاسب استمرت لشهرين متتاليين.
وأوضح التقرير أن مؤشر "مورجان ستانلي" الخليجي انخفض بنسبة 6.9%، متأثراً بأداء ضعيف وواسع النطاق في معظم أسواق المنطقة، بالتزامن مع الضغوط التي واجهتها الأسواق الناشئة العالمية، واستمرار نزيف أسعار النفط.
عزا التقرير هذا التراجع إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها انخفاض أسعار النفط للشهر الرابع على التوالي، حيث وصل سعر البرميل إلى 63.2 دولار أمريكي، مما شكل ضغطاً مباشراً على معنويات المستثمرين في المنطقة التي تعتمد اقتصاداتها بشكل كبير على الطاقة.
وفي تفاصيل أداء الأسواق الفردية، أظهرت بيانات "كامكو إنفست" أن السوق السعودية (تاسي) كانت الأكثر تضرراً، مسجلة أكبر تراجع شهري بين دول المجلس بنسبة 9.1%. وأنهت جميع المؤشرات القطاعية في المملكة تداولاتها على انخفاض، ما دفع المؤشر العام لأدنى مستوياته منذ منتصف سبتمبر 2025.
ولحقت أسواق الإمارات بركب التراجعات، حيث انخفض سوق دبي المالي بنسبة 3.7%، وسوق أبوظبي بنسبة 3.5%، تلتهما بورصة قطر بانخفاض قدره 3.1%.
في المقابل، غردت بورصة مسقط خارج السرب، لتكون السوق الوحيدة التي تمكنت من تحقيق مكاسب خلال الشهر بنسبة 1.7%، مخالفة الاتجاه الهبوطي السائد في المنطقة.
على الصعيد القطاعي، رصد التقرير تراجعاً جماعياً لكافة قطاعات السوق الخليجي. وتصدر قطاع "السلع طويلة الأجل" قائمة الخاسرين بانخفاض حاد بلغت نسبته 13.7%.
كما تكبدت قطاعات حيوية أخرى خسائر ثنائية الرقم (تجاوزت 10%)، شملت الرعاية الصحية، الفنادق والترفيه، وقطاع التأمين. أما القطاعات القيادية، فقد سجلت البنوك والمواد الأساسية تراجعات بنسب متفاوتة، بينما فقد مؤشر قطاع الطاقة نحو 4.0% من قيمته.
وعلى الرغم من الهبوط القوي في نوفمبر، أشار التقرير إلى أن المؤشر الخليجي لا يزال يحتفظ بمكاسب هامشية منذ بداية عام 2025 وحتى تاريخه بنسبة طفيفة بلغت 0.12%. ويأتي هذا الأداء الضعيف متأثراً بشكل رئيسي بالتراجع الحاد للسوق السعودية التي سجلت انخفاضاً بنسبة 12.0% منذ مطلع العام.
وعلى الصعيد العالمي، أشار التقرير إلى تباين الأداء؛ فبينما واجهت الأسواق الناشئة ضغوطاً بيعية، شهد السوق الأمريكي تعافياً ملحوظاً في الأسبوع الأخير من الشهر، مدعوماً بآمال خفض أسعار الفائدة في ديسمبر 2025، وذلك بعد هبوط حاد في منتصف الشهر بسبب مخاوف تقييمات قطاع التكنولوجيا.

كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: