هدوء حذر سيطر على الأسواق العالمية، مع انتعاش نسبي للأصول الخطرة وتراجع للملاذات الآمنة، وسط ترقب واسع النطاق للبيانات الأمريكية قبيل اجتماع الفيدرالي.
أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات الثلاثاء في المنطقة الخضراء، مدفوعة بالأداء الإيجابي لقطاع التكنولوجيا والعملات المشفرة، لكن مكاسب "داو جونز" التي بلغت 185 نقطة ليست سوى جزء من خسائره التي تخطت 400 نقطة يوم الإثنين.
وعلى مستوى الأصول الخطرة أيضًا، ارتفعت العملات المشفرة بشكل قوي، حيث تجاوزت البيتكوين مستوى 92 ألف دولار، بعدما أنهت تعاملات الإثنين عند 85 ألف دولار وسط تراجع واسع النطاق للسوق.
وبالعودة للأسهم، كان التباين سيد الموقف في أوروبا وآسيا، حيث استقرت الأسهم البريطانية واليابانية والأسترالية، فيما انخفضت الأسهم في بورصة الهند الوطنية وشنغهاي وباريس، وارتفعت في ألمانيا وهونج كونج.

لا تزال السياسة تشغل حيزًا كبيرًا من تفكير المستثمرين مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، ففي الجبهة الأوروبية المشتعلة، لوح "فلاديمير بوتين" باستهداف السفن التابعة للدول الداعمة لأوكرانيا، بعد هجمات كييف على ناقلات نفط روسية، وقال إن موسكو مستعدة للحرب "إذا أرادت أوروبا ذلك".
وعلى جبهة الكاريبي التي قد تصبح محط أنظار العالم لبعض الوقت، هدد "دونالد ترامب" بـ "ضرب" أي دولة تتورط في تهريب المخدرات، في إشارة على ما يبدو إلى كولومبيا، وذلك بعد تعهده بتصعيد الهجمات ضد "العصابات الفنزويلية".
لكن هذه التصريحات لم تترجم إلى قلق كبير لدى المستثمرين، وانخفضت أسعار النفط بأكثر من 1% وسط مخاوف من تخمة المعروض، كما تراجعت أسعار الذهب بنسبة مماثلة بضغط من عمليات جني الأرباح.
بعيدًا عن السياسة، كانت هناك توترات من نوع آخر، إذ لا يزال المستثمرون والمحللون ومسؤولو الشركات، يتبارون لإثبات وجهات نظرهم المختلفة بشأن آفاق الأسواق.
جدد المستثمر "مايكل بَري" – المتشائم للغاية مؤخرًا – تحذيره بشأن سوق الأسهم الأمريكية، التي يرى أنها باتت في وضع سيئ وقد تواجه سنوات صعبة، قائلًا إن الانهيار "إذا حدث" سيشمل السوق كلها ولن تكون هناك مساحة للمستثمرين من أجل حماية أنفسهم.
وفي سياق آخر، رفضت شركة "إنفيديا" الآراء التي تروج إلى أن منافسيها، يقتربون من اللحاق بها، أو أن قطاع الذكاء الاصطناعي يشكل فقاعة، قائلة إن "الجميع يستخدم منتجاتها"، وإن الاقتصاد لا يزال في مراحله المبكرة للتحول إلى البنية التحتية اللازمة.

وفي واحد من أهم أخبار الثلاثاء، قال "ترامب"، إن "كيفن هاسيت"، مدير المجلس الاقتصادي الوطني التابع للبيت الأبيض، هو المرشح المحتمل لخلافة "جيروم باول" في رئاسة الاحتياطي الفيدرالي، رغم تأكيده على أنه سيعلن مرشحه رسميًا مطلع العام المقبل.
وعلى الهامش، توقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انتهاء دورة خفض أسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة بحلول نهاية 2026، قائلة إن البنوك المركزية الرئيسية لديها هامش محدود للتيسير النقدي رغم التباطؤ المنتظر في النمو.
ختامًا، ورغم تلميح "ترامب" بشأن قائد الفيدرالي القادم، فإن الإعلان الرسمي سيستغرق بعض الوقت، ما قد يسفر بدوره عن مفاجآت بشأن اختيار الرئيس، وفيما يلي نظرة على فرص ومؤهلات "هاسيت" وأبرز منافسيه على المنصب.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: