أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الصداقة البحرينية الايطالية أكرم مكناس أن مشاركة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني كضيفة شرف في القمة الخليجية دليل على رغبة صادقة ومتبادلة في تطوير العلاقات أكثر بين إيطاليا ودول الخليج، وعلى جميع المستويات، السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأشار مكناس إلى أن هذه المشاركة تفتح بابا أوسع للتبادل التجاري بين دول الخليج عامة والبحرين بشكل خاص وبين إيطاليا، مشيرا إلى أن البحرين وإيطاليا تتمتعان بعلاقات دبلوماسية وتجارية قوية تمتد لأكثر من نصف قرن، لافتا إلى ان الإحصائيات تؤكد رسوخ هذه الشراكة، حيث باتت البحرين موطناً لأكثر من 60 مؤسسة تجارية إيطالية في مختلف القطاعات، وذلك لأن إيطاليا الشريك التجاري الرئيسي للبحرين في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتنظر إلى السوق البحريني كمركز استراتيجي للشركات في منطقة الخليج، مستفيدة من البيئة الاستثمارية المرنة والموقع الجغرافي الذي يجعل المملكة بوابة للأسواق الإقليمية.
وفي المقابل، تعتبر البحرين إيطاليا شريكاً رئيسياً يمتلك خبرة واسعة في الابتكار والصناعة، ما يفتح آفاقاً واسعة لإقامة مشروعات مشتركة وفعالة تهدف إلى نقل المعرفة وتوطينها. وقد عزز النمو المستمر في التبادل التجاري بين البلدين، الذي بلغ نحو 2.443 مليار دولار أمريكي خلال الفترة من 2020 إلى 2024، من عمق هذه العلاقات الاقتصادية، كما أظهر حرص الطرفين على تطوير شراكة طويلة الأمد تعود بالمنفعة المتبادلة وتدعم جهود تنويع مصادر الاقتصاد الوطني.
وأوضح رئيس الجمعية أن التجارة بين البحرين وإيطاليا تتسم بتنوع كبير في السلع المتبادلة؛ فإيطاليا تُصدر إلى البحرين مجموعة واسعة من المنتجات تشمل الآلات الصناعية، المعدات الكهربائية، السيارات، والمواد الكيماوية، بينما تورد البحرين إلى إيطاليا بشكل أساسي المنتجات النفطية، الألمنيوم، والمشغولات المعدنية، وقد أدى توقيع اتفاقية بين الوكالة الإيطالية للتجارة «ICE» ومجلس التنمية الاقتصادية في البحرين إلى قفزة نوعية في التبادل التجاري والاستثمارات المباشرة، حيث سجلت واردات البحرين من إيطاليا في النصف الأول من العام 2024 زيادة ملحوظة من 205 ملايين يورو إلى 230 مليون يورو، وشهدت الصادرات الإيطالية نمواً بنسبة 14.6% بينما نمت الواردات بنسبة 17.8%، محققة زيادة إجمالية في التجارة بلغت 15.9%.
من جهة أخرى، قال مكناس إن إيطاليا تعد وجهة استثمارية مغرية للبحرينيين والخليجيين بفضل كونها من أكبر اقتصادات منطقة اليورو، وموقعها الاستراتيجي القريب من العالم العربي، وقوة بنيتها التحتية وعلامتها التجارية العالمية المتميزة «صنع في إيطاليا» التي تغطي مجالات واسعة كالصناعات الخفيفة، والزراعة، وصناعة السيارات والموضة، وقد أشار مكناس إلى أن التوجه الخليجي نحو الاستثمار طويل الأمد في إيطاليا واضح، مدللاً على ذلك بالاتفاقيات الاستراتيجية التي أبرمتها إيطاليا مع مؤسسات استثمارية خليجية كبرى، مثل الشراكات مع قطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات، والكويت، بالإضافة إلى العوائد المجزية التي حققتها سلطنة عمان من استثماراتها في الأصول الإيطالية. وفي هذا الإطار، تسعى جمعية الصداقة البحرينية الإيطالية إلى الدفع نحو إعادة فتح الخط المباشر للرحلات الجوية بين المنامة وروما لدوره الحاسم في تنشيط الحركة التجارية والسياحية، كما تعمل على إبراز المزايا التنافسية والفرص الواعدة في البحرين للمستثمرين الإيطاليين في قطاعات حيوية كالخدمات المالية، والصناعات، والتكنولوجيا، والسياحة والضيافة.
وأكد مكناس الأهمية الثقافية والإنسانية لهذه العلاقات، حيث يقدّر عدد أبناء الجالية الإيطالية المقيمين في البحرين حالياً بنحو 750 مواطناً، يشغلون وظائف متنوعة ويسهمون في المشهد الاقتصادي والثقافي. هذه الجالية تشكل نموذجاً حياً للاندماج والتعايش، ويُنظر إليها كجسر إنساني وحضاري يعزز التواصل المباشر بين الشعبين، ويسهم في إثراء المشهد الثقافي البحريني من خلال الفعاليات المشتركة. وقد دفعه إدراكه لحجم هذه الفرص، منذ توليه رئاسة مجلس إدارة الجمعية في عام 2018، إلى العمل على تعزيز التعاون، بما في ذلك تخصيص جزء من جهود الجمعية لنشر تعليم اللغة الإيطالية في البحرين، وتعريف الإيطاليين باللغة العربية، وتنظيم الفعاليات المشتركة التي تجمع بين التراث الإيطالي الغني والطابع البحريني الأصيل.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: