شهدت بورصة شنغهاي صعود فئة جديدة من المليارديرات، في مقدمتهم مهندسون سابقون في كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية عادوا إلى الصين لدعم طموحات الاكتفاء الذاتي من الرقائق. ومع قفزات في أسعار أسهم شركاتهم الناشئة تجاوزت 700%، يبرز تساؤل جوهري: هل يعكس هذا الصعود قوة الشركات الحقيقية أم أنه مجرد مضاربة على طموحات بكين القومية؟

استنساخ العملاق
- تتصدر "مور ثريدز-Moore Threads" المشهد بوصفها أقرب نسخة صينية من "إنفيديا"، حيث تأسست في عام 2020 على يد " تشانج جيان تشونج"، الذي عمل لمدة 14 عاماً في "إنفيديا"، لتتحول الشركة سريعاً من رقائق الألعاب إلى معالجات الذكاء الاصطناعي المتطورة، لتصبح رهانًا رئيسيًا للمستثمرين الباحثين عن "بطل محلي" قادر على سد الفراغ الذي خلفته العقوبات الأمريكية.
اكتتابات ضخمة
- سجلت "مور ثريدز" واحداً من أضخم الاكتتابات في الصين لهذا العام، حيث جمعت 8 مليارات يوان (1.13 مليار دولار)، وفي أول أيام تداولها في الخامس من ديسمبر، قفز السهم بنسبة 425% ليصل إلى 650 يوانًا، قبل أن يواصل رحلة الصعود لتبلغ مكاسبه الإجمالية 723% في أسبوع واحد.
أداء صاروخي
- لم تكد تهدأ الضجة حتى اقتحمت "ميتا إكس - MetaX" الساحة اليوم، لتقفز أسهمها بنسبة 693% في أول تداول لها بشنغهاي، وتصبح الأفضل أداءً بين الاكتتابات العامة الأولية التي تتراوح قيمتها بين 500 مليون ومليار دولار في الصين خلال العقد الماضي.
استقطاب العقول
- قبل خمس سنوات، ترك "تشن ويليانج" مسيرته المهنية التي امتدت 14 عامًا، ومنصبه التنفيذي الرفيع في شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسز"، ليتفرغ لتأسيس شركته الناشئة في مجال الرقائق الإلكترونية "ميتا إكس"، التي أنفقت أكثر من 2.2 مليار يوان على البحث والتطوير فقط في الفترة من 2022 إلى 2024.
|
أفضل الشركات في السوق الصينية خلال عقد للاكتتابات بين 500 مليون ومليار دولار |
|||
|
الترتيب |
الشركة |
قيمة الطرح (مليون دولار) |
أداء اليوم الأول في التداول |
|
1 |
ميتا إكس |
585.8 |
%693 |
|
2 |
إير تشاينا كارجو |
511.7 |
%304 |
|
3 |
تشاينا يورانيوم |
611.5 |
%280 |
|
4 |
تشاينا ريسورسز ميكرو-إلكترونيكس |
626.9 |
%228 |
|
5 |
هوالي إندستريال |
553.7 |
%201 |
زخم المنافسة
- جمعت "ميتا إكس" 585.8 مليون دولار في اكتتاب "جنوني" تجاوزت فيه طلبات الأفراد المعروض بـ 2986 مرة، وفاق هذا الأداء الاستثنائي زخم منافستها "مور ثريدز"، لتتجاوز القيمة السوقية 332 مليار يوان (نحو 5.9 مليار دولار)، بعد أن قالت في نشرة الاكتتاب إنها استحوذت على حوالي 1% من سوق رقائق الذكاء الاصطناعي في الصين العام الماضي.
نادي المليارديرات
- أفرز الصعود الصاروخي لسهم "ميتا إكس" طبقة جديدة من المليارديرات في قطاع الرقائق الصيني، حيث قفزت ثروة المؤسس البالغ من العمر 49 عاماً إلى نحو 6.5 مليار دولار، بفضل حصته البالغة 55 مليون سهم، على غرار مؤسس "مور ثريدز"، الذي ارتفعت ثروته الصافية إلى 4.3 مليار دولار بعد طرح شركته للاكتتاب العام.

عصب السيادة
- تمثل أشباه الموصلات في الصين حجر الزاوية للتقدم تقنياً وصناعياً، حيث تتقاطع مع النمو الاقتصادي والأمن القومي، وتواجه هذه الصناعة توتراً مستمراً بين الرغبة في الاكتفاء الذاتي والاندماج العالمي، ما دفع بكين لتبني استراتيجية "الابتكار المفتوح"، والتحول إلى "الاعتماد على الذات"، خاصة مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية والقيود التجارية التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها.
طموح الماضي
- بدأت رحلة الصين في هذا القطاع منذ الحرب الباردة بدعم سوفيتي، لكن التحول الحقيقي بدأ مع إصلاحات أواخر السبعينيات، ثم تسارع في التسعينيات عبر استقطاب الكفاءات، لا سيما من شركة "تي إس إم سي" التايوانية، ما جعل شنغهاي مركزاً مبكراً للتصنيع، رغم أن الفجوة بين الاستهلاك المحلي والإنتاج ظلت واسعة جداً حتى عام 2000.

تمويل ضخم
- لتمويل تطوير القدرات المحلية في صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي، أطلقت الصين "الصندوق الوطني للاستثمار في صناعة الدوائر المتكاملة"، وفي مرحلته الثالثة التي انطلقت في مايو 2025، تم ضخ أكثر من 344 مليار يوان (47.1 مليار دولار)، بما يتجاوز استثمارات المرحلتين الأولى والثانية مجتمعتين.
اكتفاء ذاتي
- أطلقت بكين مبادرة "صنع في الصين 2025" قبل عقد من الزمان، واضعةً هدفاً طموحاً بالوصول إلى اكتفاء ذاتي بنسبة 70% في قطاع الرقائق، ونجحت المبادرة في تحويل مسار الدولة نحو توطين الابتكار، ودفعت الشركات المحلية مثل "إس إم آي سي" و"هواوي" إلى واجهة المنافسة العالمية حاليًا.
المصادر: أرقام – بلومبرج – ساوث تشاينا مورنينج بوست – ياهو فاينانس - سنتر فور ايميرجنج تكنولوجي آند سيكيورتي - تشاينا يو إس فوكس - إيكونوميكس أوبزرفاتوري
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: