تجري شركة الملياردير غوتام أداني متعددة الأنشطة محادثات مع ولاية في شمال الهند لبناء مشروع تجاري للطاقة النووية، في خطوة تمنحه أفضلية مبكرة في قطاع بدأت الهند فتحه أمام الشركات الخاصة، وفقاً لأشخاص مطلعين على التطورات.
وبحسب الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المناقشات خاصة، فإن "أداني غروب" (Adani Group) تناقش مع مسؤولين في حكومة ولاية أوتار براديش بناء 8 مفاعلات معيارية صغيرة (SMRs) بقدرة 200 ميغاواط لكل منها. يُعد هذا المخطط جزءاً من مساعي ثاني أغنى رجل في آسيا لتوسيع محفظته في مجال الطاقة المتجددة، ومن شأنه أن يمنح التكتل طاقة نووية إجمالية تقارب 1600 ميغاواط.
أضاف الأشخاص أن حكومة الولاية لم تُحدد بعد موقعاً على ضفاف نهر، وهو شرط ضروري لضمان إمدادات مستقرة من المياه للمفاعلات.
مزيج الطاقة في الهند
يأتي دخول أداني هذا المجال في وقت تدفع الحكومة بقيادة ناريندرا مودي نحو تنويع مزيج الطاقة في الهند وتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري، حتى مع توسع مراكز البيانات والأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ما يدفع إلى قفزة في الطلب على الكهرباء.
وكان البرلمان الهندي قد وافق أمس على فتح قطاع مجال الطاقة النووية أمام الاستثمارات الخاصة، بهدف إطلاق فرص استثمارية تُقدّر بنحو 214 مليار دولار، بعد أن كبحت اللوائح الصارمة هذا القطاع لعقود.
ولم يرد ممثلو حكومة ولاية أوتار براديش ولا مجموعة أداني فوراً على رسائل بريد إلكتروني طُلب فيها التعليق.
وفي إطار مهمة الطاقة النووية التي أُعلن عنها في خطاب الموازنة السنوي في فبراير، قالت الحكومة الفيدرالية إنها ستنفق 200 مليار روبية على البحث والتطوير في مجال المفاعلات المعيارية الصغيرة.
أفادت وكالة الأنباء المحلية "بي تي آي" في أكتوبر الماضي أن شركات هندية أخرى متعددة الأنشطة، من بينها شركات "تاتا غروب" (Tata Group) و"ريلاينس إندستريز" و" جيه إس دبليو غروب" (JSW Group)، تتنافس أيضاً للحصول على موطئ قدم في هذا القطاع.
شراكة بين القطاعين العام والخاص
تستند مناقشات الشركة -التي تتعدد أنشطتها من الموانئ إلى الكهرباء- مع حكومة ولاية أوتار براديش إلى نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وبموجب هذا النموذج، ستتولى شركة المؤسسة الهندية للطاقة النووية (Nuclear Power Corporation of India)، المملوكة للدولة، تشغيل المحطة المقترحة نيابة عن الشركة متعددة الأنشطة، بحسب الأشخاص.
ويعمل مركز "بهابها للأبحاث النووية"، التابع للدولة، على تصميم وتطوير مفاعلات معيارية صغيرة بقدرة 200 ميغاواط تخطط "أداني غروب" لتركيبها في الولاية. ومن المتوقع أن يستغرق إنجاز المشروع بالكامل ما بين 5 إلى 6 سنوات بعد الحصول على موافقة الحكومة -جدول زمني أطول يعود بدرجة كبيرة إلى كون أداني وافداً جديداً على هذا القطاع- وفقاً للأشخاص.
لم يرد متحدث باسم وزارة الطاقة النووية الهندية، التي تشرف على "المؤسسة الهندية للطاقة النووية" ومركز "بهابها" للأبحاث النووية، فوراً على رسالة بريد إلكتروني طُلب فيها التعليق.
تهدف الحكومة الهندية إلى تحقيق قدرة إنتاجية للطاقة النووية تبلغ 100 غيغاواط بحلول 2047.
تملك الهند حالياً نحو 24 مفاعلاً نووياً في 7 مواقع، تسهم بنحو 3% من إجمالي توليد الكهرباء، وفق بيان قُدم إلى البرلمان في يوليو الماضي. بينما تستطيع هذه المفاعلات توليد ما يصل إلى 8780 ميغاواط من الطاقة النووية، توجد خطط لرفع القدرة إلى 13600 ميغاواط من خلال مشاريع في مراحل مختلفة من التنفيذ.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: