سادت أجواء من الاضطراب في الأسواق العالمية خلال ثاني جلسات الأسبوع، مع تقييم الوضع الجيوسياسي العالمي، وتجدد الضغوط في قطاع التكنولوجيا، إلى جانب ترقب صدور محضر اجتماع الفيدرالي.
تراجعت الأسهم الأمريكية في نهاية تعاملات الثلاثاء، بضغط من جني المستثمرين للأرباح في قطاع التكنولوجيا مع اقتراب نهاية العام في ظل المخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تقييم الإشارات الواردة بشأن مستقبل السياسة النقدية في محضر اجتماع الفيدرالي.
كشف المحضر عن تأييد 9 أعضاء لخفض أسعار الفائدة الرئيسية 25 نقطة أساس خلال الاجتماع الذي انعقد على مدار يومي 9 و10 ديسمبر، مقابل معارضة 3 أعضاء، في أكبر انقسام للأصوات منذ عام 2019.
وعلاوة على ذلك، رأى صناع السياسة النقدية أنه من الملائم مواصلة تخفيضات الفائدة إذا تراجع التضخم كما هو متوقع، لكنهم أشاروا إلى أن التثبيت لفترة من الزمن قد يكون الخيار الأنسب في ضوء الآفاق الاقتصادية الحالية.
وفي القارة العجوز، حقق مؤشر "ستوكس يوروب 600" إغلاقاً قياسياً جديداً وسط أداء إيجابي بقطاع الصناعات الدفاعية مع انحسار احتمالات توصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق سلام، فيما سجّل مؤشر "داكس" الألماني مكاسب بلغت 23% في عام 2025.
على الصعيد الآسيوي، تراجعت بورصة طوكيو لكنها حققت مكاسب شهرية وسنوية، فيما برزت كوريا الجنوبية كأفضل الأسواق المالية أداءً هذا العام مع صعود مؤشر "كوسبي" بنسبة 75%.
وحققت البورصة الإندونيسية أفضل أداء سنوي لها منذ 11 عاماً، فيما تباينت بورصات البر الرئيسي للصين مع تراجع قطاعات العقارات، والرعاية الصحية، والتأمين، وذلك على الرغم من تخصيص الحكومة 9 مليارات دولار لدعم برنامج استبدال السلع الاستهلاكية في العام المقبل، وتمديد تخفيض الضريبة على مبيعات المنازل.
وفيما يتعلق بأسواق الطاقة، استقرت أسعار النفط مع تقييم المستثمرين آفاق مباحثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وتطورات الوضع العسكري في منطقة البحر الكاريبي، فيما أظهرت بيانات صدرت عن شركة "بيكر هيوز" ارتفاع منصات التنقيب عن النفط في أمريكا هذا الأسبوع، مما يرجح زيادة الإمدادات مستقبلاً.
واستعادت أسعار المعادن النفيسة زخمها بعد الخسائر الحادة التي تعرضت لها في مطلع الأسبوع بسبب عمليات جني أرباح، وسط تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة في ظل الوضع الجيوسياسي العالمي المضطرب.
وعن أبرز التطورات الجيوسياسية، نفذت الصين مناورة عسكرية ضخمة بالذخيرة الحية قبالة سواحل تايوان، استعرضت خلالها سفناً هجومية جديدة، وأجرت تدريبات تحاكي حصار الجزيرة، وعلى الجبهة الشرقية لأوروبا، شنت روسيا هجمات جديدة على البنية التحتية في منطقة أوديسا الأوكرانية.
وعلى الصعيدين الاقتصادي والتجاري، وافق البرلمان الإيطالي على مشروع قانون موازنة عام 2026، بعد خلاف حاد داخل الائتلاف الحاكم بسبب الإجراءات التقشفية التي تنطوي عليها، في حين فرضت الهند رسوماً جمركية على واردات بعض مُنتجات الصُلب لمدة 3 سنوات، في مسعىً للتصدي لممارسات إغراق السوق، خاصة من الصين.
ومع إغلاق عدد من الأسواق أبوابها يوم الأربعاء بمناسبة عطلة رأس السنة الميلادية، بات السؤال الأبرز حالياً: ما أفضل وأسوأ الأصول العالمية أداءً في 2025؟
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: