نبض أرقام
06:17 م
توقيت مكة المكرمة

2025/12/31
2025/12/30

طموح إيلون ماسك الاستثنائي بين الوعود والواقع

03:11 م (بتوقيت مكة) أرقام - خاص

يعرف الرجل الأكثر ثراءً في العالم "إيلون ماسك" برهاناته الجريئة وطموحه المفرط في توقعاته بداية من القيادة الذاتية والروبوتات الشبيهة بالبشر، وحتى وصول البشر إلى المريخ وغيرها، لكن خلال 2025 تحديدًا تصدّر اسمه عناوين الأخبار بصورة شبه مستمرة بدءًا من علاقته بالرئيس "ترامب" وآرائه السياسية ووصولاً إلى حزمة راتبه المثيرة للجدل، فهل أوفى بوعوده؟


من الصداقة إلى العداء

في أواخر 2024، أعلن "ماسك" تأييده ودعمه لـ "دونالد ترامب" في الانتخابات الرئاسية وضخ ملايين الدولارات في حملته الانتخابية، حتى أنه أصبح حليفه المقرب الذي يصاحبه في الكثير من الأحداث واللقاءات، وقاد إدارة كفاءة الحكومة، لكن لم تستمر تلك الصداقة القوية طويلاً وغادر البيت الأبيض بعدما فوجئ العالم في أوائل يونيو بحرب كلامية علنية بين الطرفين بدأت بانتقادات لبعضهما البعض لكنها انتهت بهدنة غير رسمية.

 

وعود براقة لم تتحقق

 

الوعد

 

الواقع

 

إدارة كفاءة الحكومة الأمريكية

 

 

في أواخر 2024، تعهد "ماسك" بإنشاء إدارة كفاءة الحكومة وزعم أنها ستعمل بأقصى قدر من الشفافية من أجل توفير تريليوني دولار من الهدر والكشف عن عمليات احتيال واسعة النطاق.

 

لكن مع رحيله من البيت الأبيض في منتصف العام تقريبًا، لم تحقق الإدارة سوى جزء ضئيل من الهدر الذي وعد به، كما واجهت عشرات الدعاوى القضائية التي تتهمها بانتهاك الخصوصية والشفافية.

 

لذلك فإنه خلافًا لوعود "ماسك"، فإن نجاح الإدارة غير واضح ويصعب قياسه أو تقديره.

 

حتى أن الملياردير نفسه ذكر في بودكاست مؤخرًا أن الإدارة لم تحقق سوى نجاح محدود في هدفها المتمثل في توفير أموال دافعي الضرائب وخفض الإنفاق، لكنه لن يعود إليها مجددًا.

 

سيارات الأجرة ذاتية القيادة

 

 

لم يحقق برنامج سيارات الأجرة ذاتية القيادة التابع للشركة الآمال المرجوة، ففي يناير 2025 أوضح "ماسك" أن سيارات الشركة ستكون جاهزة للانطلاق بدون سائق بشري في يونيو في أوستن.

 

لكن حتى الآن لا تزال سيارات الشركة ذاتية القيادة في أوستن تعمل بوجود سائقين بشريين، وهو أمر تجاوزته على سبيل المثال "وايمو" منذ أكثر من خمس سنوات.

 

نمو حجم مبيعات السيارات الكهربائية

 

 

كان "ماسك" واثقًا من عودة "تسلا" إلى النمو هذا العام، متوقعًا زيادة في حجم المبيعات بنسبة 20%-30%، لكن من المتوقع تراجع تسليمات الشركة في الربع الأخير من هذا العام بحوالي 15% على أساس سنوي.

 

وربما يستغرق الطلب على السيارات الكهربائية وقتًا للوصول إلى مستوى التوازن في الولايات المتحدة بعد إلغاء الإعفاء الضريبي الأمريكي البالغ 7500 دولار بنهاية سبتمبر 2025.

 

الروبوتات الشبيهة بالبشر

 

 

ركز "ماسك" هذا العام على الروبوتات الشبيهة بالبشر، واصفًا إياها بأنها عنصر أساسي في تقييم "تسلا"، لكنها لم تبع بعد روبوتها الرائد "أوبتيموس".

 

في حين تسبقها مجموعة من الشركات الصينية في هذا المجال، إذ تضع بكين هذه التقنية في صميم خططها الاستراتيجية، وتتوقع "آر بي سي كابيتال ماركتس" أن الصين قد تصبح أهم سوق للروبوتات الشبيهة بالبشر.

 

 

أعماله التجارية

خلال العام الحالي شهدت أعمال "ماسك" بما يشمل منصة "إكس" الشهيرة نجاحات وإخفاقات كبيرة، فمثلا شركته المتخصصة في استكشاف الفضاء "سبيس إكس" سجلت نموًا مستدامًا وتستعد لطرح أسهمها في اكتتاب عام خلال 2026، مما قد يرفع قيمتها إلى أكثر من تريليون دولار.

 

حزمة ضخمة

في نوفمبر، وافق مساهمو "تسلا" على حزمة تعويضات ضخمة بقيمة تريليون دولار لمديرها التنفيذي "ماسك"، وهي أكبر مكافأة تمنح لأي قائد شركة على الإطلاق، لكن للحصول عليها بالكامل يتعين عليه تحقيق عدة أهداف تشمل إنعاش أعمال السيارات وتوسيع القيمة السوقية للشركة بصورة كبيرة.

 

ردود فعل سلبية

لكن تضرر "ماسك" هذا العام بردود الفعل السلبية تجاه تحالفاته وقراراته السياسية، وكانت الأكثر تضررًا "تسلا" التي تشهد بالفعل منافسة عنيفة من الشركات الصينية – على رأسها "بي واي دي" - التي تنتج سيارات أقل تكلفة وربما أكثر تطورًا، حتى أن قيمة العلامة التجارية للشركة بين شركات صناعة السيارات العالمية تراجعت هذا العام، وفقًا لبيانات "إنتربراند".


 

اعتذار

بالفعل أقر "ماسك" في بودكاست بأن فترة عمله في إدارة كفاءة الحكومة أضرت بـ "تسلا"، وأنه بالنظر إلى الماضي لن يكرر الأمر، قائلاً: "بدلاً من العمل بالإدارة التي تعرف اختصارًا بـ "DOGE"، كنت سأعمل في شركاتي، ولما كانوا ليحرقوا السيارات"، مشيرًا إلى رد فعل عنيف ضده في وقت سابق هذا العام عندما تعرضت معارض الشركة وسيارات للتخريب واندلعت عشرات الاحتجاجات حول العالم.

 

هل المشكلة في "ماسك" فقط؟

يرى "إد كيم" رئيس وكبير المحللين لدى شركة أبحاث السوق "أوتوباسيفيك" أن "تسلا" تعاني من مشاكل تتجاوز سلوك "ماسك"، لأن موديلات الشركة أصبحت متقادمة للغاية ولا تقدم جديداً، بينما ذكر "أندرو بيركوكو" المحلل لدى "مورجان ستانلي" أنه من السابق لأوانه التكهن بما إذا كانت أحلام "ماسك" المتعلقة بالروبوتات وسيارات الأجرة ذاتية القيادة ستتحقق.

 

ماذا عن الثروة؟

حافظ "ماسك" على صدارته لقائمة أثرياء العالم هذا العام بدعم من تقييم "سبيس إكس" التي يمتلك حوالي 40% منها، ومن ارتفاع سهم "تسلا" بحوالي 18% منذ بداية 2025، ليضيف 190.3 مليار دولار إلى ثروته لتصل إلى 622.7 مليار دولار.

 

الخلاصة

لا شك أن "ماسك" أحد أبرز رواد الأعمال في العالم وأكثرهم نجاحًا من خلال مجموعة واسعة النطاق من الأعمال التجارية، إلا أن طموحه الاستثنائي يجعله يحدد في كل عام مجموعة من الأهداف التي لا يتطابق أغلبها مع الواقع، فترى ما الأهداف الجديدة التي سيحددها في بداية العام الميلادي الجديد؟

 

المصادر: أرقام – ماشبل – الجارديان – فوربس – سي إن بي سي -  إليكتريك مؤشر "بلومبرج" للمليارديرات

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.