نبض أرقام
09:15 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/07/17
2025/07/16

هل يستحق مطار "لوكالا" في "نيبال" بالفعل لقب "أخطر مطار في العالم"؟

2015/12/12 أرقام

سلطت "فرانس 24" الضوء على مطار "لوكالا" في "نيبال" الذي يعد البوابة الرئيسية لقمة جبل "إفرست"، فعادةً ما يحتل المطار المركز الأول على قائمة أخطر مطارات العالم، فهل يستحق بالفعل هذا اللقب؟

 

 

الأسباب
 

اكتسب المطار هذا اللقب نتيجة لعدة عوامل، فمدرج الطائرات قصير للغاية حيث يبلغ طوله نحو 500 متر، هذا فضلاً عن التقلبات الجوية المستمرة.

 

 

ومنذ إنشائه منذ نحو 50 عاماً اقتصر استخدام المطار على عدد محدود من أمهر الطيارين المتخصصين نظراً للدقة التي تتطلبها عمليتا الإقلاع والهبوط.

 

 

ولا يحتوي المطار على نظام للرادار نظراً للتكاليف الباهظة التي يتطلبها إنشاء النظام في هذا الموقع الجغرافي الصعب، ويعتمد على نظام الاتصال الصوتي القديم لتعقب حركة الملاحة الجوية، ويُعلم الطيار موظفي المراقبة باقترابه فيطلعونه على اتجاهات الرياح وحركة الملاحة.

 

كما شهد المطار عدداً من الحوادث القاتلة كان آخرها في أكتوبر/تشرين أول 2008 حيث لقى كل من كان على متن الطائرة مصرعهم (18 شخصاً)، ولم ينج غير الطيار.

 

المدافعين
 

لكن بعض المدافعين أشاروا إلى أن الطائرات تقلع وتهبط عدة مرات في اليوم الواحد، والمطار يشهد حركة نشطة للغاية، والطائرات تتعاقب وكأنها قطارات، ويفصل ما لا يزيد عن 90 ثانية بين عمليتي الهبوط والاقلاع.

 

 

على الرغم من ذلك لم يشهد المطار غير 3 حوادث قاتلة فقط منذ إنشائه قبل نحو نصف قرن، وهذا معدل غير كبير نسبيا، وليس من العدل إلصاق صفة "أخطر المطارات" بالمطار.

 

أصعب اختبار
 

وقد تعرض المطار لأصعب اختبار له في أبريل/نيسان الماضي حينما ضرب زلزال عنيف بقوة 7.8 ريختر "نيبال" متسبباً في انهيار ثلجي حاد، ونتج عن مصرع 8900 شخص على مستوى البلاد، وكذلك علوق مئات المتسلقين بجبل "إفرست"، لقى 18 شخصاً من بينهم حتفهم.

 

 

وكان الطيارون يريدون الإسراع إلى معسكر التسلق لإنقاذ رواده، لكن التقلبات الجوية أجبرتهم على الانتظار طوال اليوم قبل بدء عملية الإنقاذ.
 

وما كاد الطقس يتحسن حتى بدأت توابع الزلزال في التعاقب مهددة بحدوث انهيارات ثلجية جديدة، وهو ما أثار ذعر العالقين بالجبل والذين كان الوصول إليهم أصعب من المتواجدين بالمعسكر.

 

 

وزادت توابع الزلزال من صعوبة عملية الهبوط، فكان الطيارون يحلقون فوق الجبل ثم يلقون بالحبال إلى العالقين لرفعهم إلى الطائرة، وقاموا بعشرات الرحلات في اليوم الواحد لإنقاذ المتسلقين العالقين ونقل المصابين بقاعدة التسلق.

 

 

في الوقت نفسه تدفق مئات السائحين على المطار الصغير لشراء تذاكر لمغادرة "نيبال" والعودة إلى بلادهم وسط أجواء من الجدال والتشاحن.

 

أما موظفي المراقبة الجوية فشهدوا أصعب أيام العمل في حياتهم في ذلك اليوم، فكانوا يراقبون بدقة وتركيز شديدين حركة الطائرات والمروحيات لضمان عدم حدوث مصادمات وسط الجو.

 

مدى أهمية المطار
 

يرى العاملون بالمطار أنه من الظلم وصفه بأنه الأخطر في العالم، وقد اتضحت أهميته خلال أزمة الزلزال حيث ساهم في إنقاذ الكثير من الأرواح، ولولاه لارتفعت أعداد الضحايا.

 

 

 

وقبل إنشاء المطار في عام 1964 كان الحمالون يضطرون لحمل معدات التسلق الثقيلة على ظهورهم والسير بها لمسافات طويلة من مدينة "كاتماندو" وحتى "لوكالا".

 

وطرأت لبطل التسلق "ادموند هيلاري" فكرة إنشاء مطار في المنطقة، وحاول شراء قطعة أرض مستوية بالمنطقة لكنه واجه معارضة شديدة من المزارعين الذين رفضوا التفريط في أراضيهم الخصبة.

 

لم يستسلم "هيلاري" واشترى أرضاً صخرية مقابل 635 دولاراً، واستأجر بعض القرويين لتسوية الأرض، وبالفعل تم إنشاء المطار.

 

 

عززت الزيادة في أعداد متسلقي أعلى قمة جبلية في العالم من حركة الملاحة الجوية في مطار "لوكالا" خلال العقود الماضية، ويمكن الوصول للمطار عن طريق المروحيات والطائرات الصغيرة.

 

ويعتبر فصلي الربيع والخريف أنشط مواسم التسلق، لكن تقلب الطقس وانتشار الغيوم يجبر المطار على تعليق رحلاته كثيراً، ويعرف المطار أيضاً باسم "تينزنج هيلاري" على غرار اسم أول فريق ينجح في تسلق قمة إفرست".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.