تشهد شركة "تويتر" حالياً تغيرات جذرية في إطار كفاح مؤسسها "جاك دورسي" لإنعاش نموها المتواني بعد عودته كرئيس تنفيذي للشركة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وعانت "تويتر" من أسوأ أداء في تاريخها طوال العامين الماضيين مع تجمد معدل نمو عدد مستخدميها وانخفاض سعر سهمها دون سعر الاكتتاب العام بـ 30%.
وأشار "دورسي" عن رؤية محددة لإنقاذ الشركة، فأعلن عن استقالة العديد من القيادات التنفيذية والاستغناء عن 8% من الموظفين البالغ عددهم 4200، ورغم اعترافه بجدارة هؤلاء الموظفين إلا أن الشركة بهذه المرحلة لا يمكن أن تتحمل عبء تعيين عددا كبيرا منهم للقيام بنفس المهمة.
واهتم بتعديل عملية صناعة المنتج المتردية بالشركة، فاستعار فكرة تعيين "مسئول لكل منتج" من "آبل"، وأكد على أهمية مشاركة المصممين في مرحلة مبكرة من عملية الإنتاج، وألغى بعض الخواص التي لا تفيد الموقع على المدى الطويل مثل زر "متابعة" على التغريدات الفردية، وحث الموظفين على الجرأة في التفكير والابتكار وعدم الخوف من الفشل، بل ووزع عليهم نسخاً من كتب تحفز على التغيير والنجاح.
- وتقدر قيمة الشركة بـ 12.5 مليار دولار، لكن بالمقارنة يحظى موقع "ألفابيت" بقيمة تصل لـ 494 مليار دولار و7 مليارات مستخدم أما قيمة "فيسبوك" فتبلغ 308 مليارات دولار مع ملياري مستخدم.
- هناك ظهور متسارع لمنافسين جدد كـ"إنستجرام" و"سناب شات"، وجميعهم يطورون خدماتهم لتصبح أكثر امتاعاً وسهولة في الاستخدام، ويحظى "دورسي" بثقة كبيرة داخل الشركة، لكن هذه هي الفرصة الأخيرة لـ "تويتر" للبقاء على قيد الحياة.
سياسات خاطئة
- الشركة تحتاج لتغيير جذري في السياسات، ففي عام 2011 استهدف المدير التنفيذي حينها "ديك كوستولو" تحقيق عائدات بـ 20 مليون دولار من خلال تطوير الخدمة لتعتمد أكثر على المناسبات كالحفلات ومباريات كرة القدم.
- لكن غياب الرؤية عن كيفية صناعة هذا التطوير لم يحقق النتيجة المستهدفة، فهذه السياسة وضعت العائد المادي في أولويات الشركة قبل المستهلك ولم تقدم منتج يحسن تجربته وركزت على العائد المادي وهذا التوجه بمثابة شهادة وفاة لأي شركة.
- الشركة تعتمد في تطويرها على التفاعل مع العملاء وتنفيذ اقتراحاتهم، وهذا أمر جيد لكنه لا يحفز مديري الإنتاج على الإبتكار بأنفسهم، وهناك تضارب وغياب تام للانسجام بين فريق العمل.
- فمثلاً تحرص الشركة على اختبار المنتج جديد على 1% من عملائها، لكن غياب التنسيق أدى لإجراء 100 اختبار دفعة واحدة وحدوث فوضى عارمة، وفقد السهم نصف قيمته خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2014.
نقاط القوة
- ما زال "تويتر" يتمتع ببعض نقاط القوة، فلا شك أنه يعتبر المنصة المفضلة للشخصيات الأكثر نفوذاً في مجالات الرياضة والإعلام والمال والأعمال والسياسة وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي "باراك أوباما".
- يكافح "فيسبوك" لزيادة مستخدميه الأكثر تأثيراً لكنه لم يزحزح "تويتر" عن صدارته في المجال، فعندما طلب المطرب الشهير "كاني ويست" من مؤسس "فيسبوك" "مارك زوكربيرج" استثمار مليار دولار بأفكاره أرسل له تغريدة على "تويتر".
- ما زال قسم الإعلانات يحقق أداءً قوياً، وارتفعت عائداته بـ 58% العام الماضي، وترى مؤسسات الإعلام أن شراء إعلانات على "تويتر" يعزز فرص التواصل مع كبار المتخصصين والقيادات الأكثر تأثيراً في الرأي العام.
- الشركة لا تسجل أرباح لكن قيمتها السوقية مرتفعة والسهم تدنى لحدوده القصوى وسيعاود ارتفاعه، وطوال تاريخها نجحت بتجاوز عقبات قادرة على تدمير 100 شركة بمثل حجمها، ويمكنها العودة بقوة بتغيير السياسات الخاطئة للسنوات الأخيرة.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: