نبض أرقام
06:39 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/08/20
2025/08/19

إعادة التدوير ...كيف حول الغرب مخلفاته إلى صناعة؟

2016/04/02 أرقام

مرت عملية التخلص من المخلفات بمراحل عديدة في نصف الكرة الغربي إلى أن تحولت في الفترة الراهنة إلى صناعة استفادت منها الدول التي انتبهت لأهميتها وشرعت دول أخرى في السير على خطى من سبقها.
 

ونشرت مجلة "ذي اتلانتيك" تقريرا مفصلا عن مراحل تطور معالجة المخلفات في الغرب، أوضح أن تعامل الناس مع المخلفات ليس تقليدا متبعا ولكنها عادة قابلة للتغيير.

 

 

الدول الغنية ومخلفاتها
 

- في الغرب انتشر تقليد جديد ومثير للإعجاب حيث يقوم كل المواطنين حاليا بعملية الفرز والغربلة التي كان يقوم بها جامعو المخلفات في الماضي وبدأ الأغنياء والفقراء على السواء يفصلون الزجاجات القديمة عن المواد الورقية وعن الأطعمة المتعفنة.
 

 

- قلبت إعادة التدوير منظومة التسلسل الهرمي القديمة التي تقوم على الفروق الاجتماعية رأسا على عقب وباتت مؤشرا على الوعي البيئي، ولم تعد إعادة التدوير أمرا تقليديا قديما أو مظهرا من مظاهر الفقر.
 

- تختلف النفايات باختلاف الثقافات فالألمان والسويسريون يتصفون بالاقتصاد في الإنفاق لكنهم في نفس الوقت يلقون مخلفات أكثر من الأمريكيين الذين يعيشيون على الكروت الائتمانية.
 

- ساهم الثراء في زيادة نسب المخلفات في المجتمعات الأوروبية نظرا لكثرة شراء الأغذية  المعلبة التي تستأثر بنسبة 87 % من السلع المغلفة.

 

معالجة المخلفات قابلة للتغيير
 

- سرعة تطبيق المجتمعات لإعادة التدوير بعد اشتهارها بكثرة إلقائها للمخلفات تعني إنه لا ينبغي بالضرورة النظر إلى أسلوب التعامل مع المخلفات بأنه تقليد متأصل في ثقافة المجتمع.
 

- اشتهر الألمان الذين أصبحوا أبطال العالم في إعادة التدوير بإلقاء الكثير من العبوات البلاستيكية والسلع المغلفة في الستينيات والسبعينيات لكن الحكومة وحركة الخضر "الشعبية" كانتا سببا في تغيير التقليد عبر القانون والضرائب ونشر الوعي.
 

بحلول 2010 كانت ألمانيا والنمسا وبلجيكا تعيد تدوير أكثر من 60 % من مخلفاتها مقارنة بنسبة 20 % في البرتغال واليونان بينما ظل معدل معالجة المخلفات في تركيا عند الصفر تقريبا، وفي اليابان تجري عمليات مكثفة لإعادة تدوير المخلفات بالتوازي مع عمليات حرقها.

 

اختلاف الثقافات
 

- يمكن تصنيف طرق التعامل مع المخلفات في أوروبا إلى ثلاث مناطق وهي شمال أوروبا التي تمتد من بلجيكا وألمانيا إلى المنطقة الاسكندنافية وتقل فيها مكبات إلقاء النفايات ويكثر إعادة التدوير، والمنطقة الثانية هي البحر المتوسط حيث لا تزال المكبات أكثر من إعادة التدوير وشرق أوروبا حيث لا توجد عمليات إعادة تدوير تذكر وينتهي المطاف بالمخلفات في المكبات.
 

- تختلف محتويات صناديق القمامة من بلد لآخر ففي السويد 68 % من المخلفات ورق بينما تقل نسب الورق في المخلفات الفرنسية والإسبانية إلى 20 %، وتكثر المنسوجات في مخلفات السويسريين والدنماركيين.
 

- مع بداية القرن الحادي والعشرين باتت البلدان الغنية تخرج مخلفات أكثر وتجري عمليات إعادة تدوير أكبر، كما أصبحت رسوم وضرائب إلقاء المخلفات في مكبات النفايات بشمال أوروبا أعلى ثلاثة أو أربعة أضعاف الرسوم في شرق أوروبا.
 

- يستهلك الألمان الكثير من البلاستيك (5.5 مليون طن في العام) لكنهم يعيدون تدوير 42% منها، وفي هولندا لم يجعل التحول لحرق المخلفات في الثمانينيات لدى الناس أي حافز لتقليل مخلفاتهم.
 

الكتلة الشيوعية
 

- نقص المواد الخام جعل إعادة التدوير مصدر اهتمام يومي في الكتلة الشرقية بأوروبا خلال الحرب الباردة، وأصبح حينها أي شيء من خردة المعادن إلى مقابض الأبواب مسألة حياة أو موت للصناعات المعدنية ففي عام 1955 كان يجمع ما يصل إلى ألفي طن من الحديد الخردة أسبوعيا.
 

- الأحزاب الشيوعية في الكتلة الشرقية فرضت إجراءات تأديبية على المتسبيين في إهدار المواد الخام واستحدثت في الوقت نفسه إجراءات تشجيعية ومنها منح قطع من القماش مقابل الأحذية البالية ومنح أرز مقابل الجلود حتى أصبح في ألمانيا الشرقية في أوائل الخمسينيات نصف كيلو الورق المستخدم يوازي لفة من ورق الحائط وكيلو من العظام يوازي قطعة من الصابون.
 

- كان الألمان الشرقيون يعيدون تدوير 40 % من مخلفاتهم وهو المستوى الذي لم يصل له البريطانيون حتى 2010 ولم يصل له الإسبان والإيطاليون بعد، لكن انهيار الشيوعية سبب تعطيلا كبيرا في إعادة التدوير وخلال عامين من انهيار حائط برلين لم يكن يوجد بألمانيا الشرقية سوى مئة نقطة تجميع مخلفات.
 

- جمع المخلفات كان مرتبطا باحتياجات الصناعات وليس الحفاظ على البيئة إذ كانت ألمانيا الشرقية تجمع 10% من موادها الخام من إعادة التدوير.

 

البلدان النامية
 

- ليس بالضرورة أن تطبق البلدان النامية نفس أساليب المدن الأوروبية والأمريكية في إعادة التدوير ففي كولومبيا والبرازيل أقرت السلطات منذ الثمانينات بأهمية جامعي القمامة كشركاء مهمين في إدارة المخلفات.

 

- في الهند يقوم نحو ثلاثة ملايين جامع قمامة بتدوير نحو سبعة ملايين طن من المخلفات في العام، ما يوفر  الملايين للمجالس البلدية للمدن.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.