نبض أرقام
06:14 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/07/18
2025/07/17

السعودية : أرامكو تعزز تطويرها لمنصات حفر آبار النفط

2007/05/04 الشرق الأوسط

تضع شركة أرامكو السعودية في هذه الأيام اللمسات الأخيرة على عملية إعادة تأهيل ناجحة لمنصة حفر أخرى لتعود إلى الخدمة من جديد منتصف العام الحالي باحثة عن البترول في الأراضي السعودية. وتشغل الشركة حالياً نحو 120 منصة حفر في مواقع مختلفة داخل السعودية وتتنقل بها من موقع لآخر بعد إتمام الحفر للبدء في عملية حفر جديدة تنفيذاً للخطط المرسومة لتوسيع الإنتاج السعودي من البترول. وتعد منصة الحفر رقم 152 خامس منصة حفر قديمة كان قد تم الاستغناء عن خدماتها في فترة سابقة تعاد إلى الخدمة من جديد بعد تجهيزها بقطع الغيار والمعدات اللازمة لكي تؤدي عملها بشكل كامل. وقد لجأت أرامكو السعودية إلى هذا الحل مستفيدة من خبرة منتسبيها في هذا المجال ليكون هذا التوجه جزءا من الحل للتعامل مع معطيات أسواق البترول الجديدة التي تكونت خصوصاً عندما دخلت كل من الصين والهند بقوة إلى سوق استهلاك النفط، فاكتشف العالم بأنه في حاجة إلى الحصول على المزيد منه للمحافظة على توازن الأسواق واستمرار النمو الاقتصادي. فقد اتجهت صناعة النفط العالمية على أثر ذلك إلى توسيع معدلات الإنتاج لديها، ما خلق نوعا من التنافس بين أقطاب الصناعة على توفير معدات الحفر ومنصاته والمواد التي يحتاج إليها وقطع الغيار اللازمة والخبرات التي تشغلها حول العالم التي كان الطلب قد انخفض عليها خلال التسعينيات الميلادية بسبب ظروف الإنتاج في ذلك الحين. وفي الوقت الذي بدأ فيه الخبراء الدوليون يتحدثون عن نقص حاد في تلك المعدات كانت أرامكو السعودية قد شرعت في إيجاد الحلول لمثل هذه المعضلات عبر طرق عدة كان من بينها إعادة تأهيل المنصات المتقاعدة التي تملكها الشركة.

فخروج طلب تصنيع منصة حفر في الظروف الاعتيادية يعني تسلم هذه المنصة من المصنعين بعد سنة ونصف السنة، قد تزيد حسب تكدس الطلبات لدى المصنع بسبب اتجاه التوسع في الإنتاج الذي ينتشر حول العالم. ولكن تأهيل منصة حفر متقاعدة في أرامكو السعودية يستغرق حوالي أربعة أشهر فقط ويكلف جزءا من قيمة شراء منصة جديدة. وقد حصلت الشركة على شهادة (API) الدولية التي تضمن تحقيق المواصفات العالمية اللازمة لتأهيل منصات الحفر. وفي ساحة العمل التي تشهد تنفيذ هذا العمل في بقيق أمام المبنى الذي يقطنه قسم صيانة المعدات ومنصات الحفر في أرامكو السعودية كان العمل لا يزال مستمراً في تجميع وتركيب معدات منصة حفر الزيت رقم 152 التي تعمل بطاقة 1500 حصان وتقف على ارتفاع 152 قدما ويعمل على إعادة تأهيلها ما بين 40 إلى 60 عاملا ومهندسا متخصصا يتحلقون حول أجزاء المنصة كالنحل، كل في زاويته يقوم بالأعمال المطلوبة منه. ولكن المهمة ليست سهلة، ذلك أن كثيراً من قطع الغيار والخرائط لهذه المنصات القديمة لم يعد متوفراً، ما اضطر الشركة بتصنيع جزء كبير منها واستدعاء عدد من موظفي الشركة المتقاعدين الأكثر خبرة ومعرفة بخصوصية هذه المنصات بعد العمل عليها لعقود للمساعدة في أعادة تأهيلها. وفي هذا الصدد يفخر محمد القحطاني، المسؤول في القسم الذي يعد المنصات بالعمل مع زملاء له في الشركة لانجاز هذا العمل مبينا بأنه «لم يتخيل أحد تنفيذه بهذا الحجم وفي هذا الوقت وبهذه التكلفة المقبولة والنوعية التي شهد بجودتها مستخدموها من المقاولين العاملين معنا». ولم يكن القحطاني يتحدث فقط عن تمكن قسمه من تجاوز مشكلة إعادة تأهيل منصات الحفر ولكنه كان يصف قدرتهم على تجاوز تحدي تصنيع وحدات السكن والمعيشة المتنقلة التي ترافق هذه المنصات والتي تحتاج منها منصات الحفر لأعداد أكبر من تلك التي تتوفر في الأسواق.

ولكي يتمكن القسم من هذا الإنجاز فإنه يعتمد على أولئك الشباب وأصحاب الخبرة من موظفي أرامكو السعودية وموظفي شركات المقاولات والمتدربين. من جانبه يقول عبد الله السماعيل، 35 سنة، رئيس وحدة الصيانة والمساندة الهندسية في بقيق إن القسم قد تمكن من تصنيع وإنتاج وحدات السكن بالأعداد المطلوبة وبجودة أفضل وبتكلفة أقل على الشركة بنسبة تصل إلى 30% عن قيمة شرائها. وقد استفاد السماعيل، المهندس الكيميائي، خلال خبرته مع الشركة منذ مطلع التسعينيات في العمل مع إدارة الإنتاج، من توظيف هذه المعرفة عند انتقاله إلى إدارة الحفر وصيانة الآبار، وزيادتها بالقراءة وزيارة المنصات حرصاً منه على تعلم أساليب التشغيل التي تأتي ثمارها عند إدارة هذه العمليات والإشراف على تنفيذها. ويضيف السماعيل: «كان عمل القسم عادة ما يدور حول صيانة المنصات والمعدات والحفارات التي تعمل بها، كما يقوم بصيانة المباني المرافقة للمنصة، ولكن قلة توفر عدد منصات الحفر والمرافق الملحقة بها حول العالم كما ذكرنا سابقاً جعل القسم يتجه نحو أعمال التصنيع وإعادة التأهيل للتكيف مع المعطيات الجديدة». كما أن القسم وسع نشاط صيانة المباني إلى عملية إنشاء للمباني فأنجز المطلوب في الاتجاهين وأعاد إلى الخدمة منصات كان بعضها يستخدم في التدريب على إطفاء الحرائق، وبعضها الآخر قد وجد طريقه إلى ساحة الخردة أو للتدريب في أحدى الكليات التقنية.